تنسيق الحدائق هو اختصاص فني البساتين حسين محمد مصطفى، والذي عمل بوزارة الزراعة مدة من الزمان، ثم حل منتدباً لجامعة أفريقيا العالمية، إلى أن أحيل إلى المعاش، فاختار أن يؤسس مشتل (أريج) ب (أبو حمامة)، الرجل يملك خبرة كبيرة، حيث أنشأ العديد من الحدائق كحدائق عبود وحدائق أبريل وحديقة القرشي، وحديقة الموردة وحدائق معرض الخرطوم الدولي، وأكد أنه مستعد لتلبية طلبات تنسيق وتخطيط الحدائق المنزلية والعامة، وفي المصالح الحكومية، مع توفير الشتول بأنواعها. قال إن أهم الشتول المتوفرة لديه هي أشجار الظل بأنواعها مثل: البلتفرم، والأكاسيا، والزونيا، والنيم، والبرازيلية، والبان، ودقن الباشا.. كما توجد لديه شتول الزينة في الصالات والبلكونات.. مثل: الكوديم، والكرتوم، والكليتزم والصباريات بأنواعها والتي تكون زراعتها مثالية لو وضعت في جبلاية من الحجارة تشبه بيئتها الطبيعية تتوسط الحديقة. وأضاف أن من شروط نجاح شتول الظل في الهولات والبلكونات أن توضع في منطقة يتوافر فيها الظل والهواء، ويجب أن تكون الزهريات مفتوحة من الأسفل لتهوية النبات والتخلص من المياه الزائدة عن حاجة الشتلة، حتى لا تتعرض الجذور للعفونة، ويجب أن يملأ الأصيص بطمي النيل وأن يضاف للمزهرية كل شهر ملء ما يوازي الكف الواحدة من زبل الطيور أو الأغنام، ويجب أن لا يسرف في استخدام زبل الطيور لأنه حارق إذا زاد عن حده، والري يجب أن يكون يوماً بعد يوم في الصيف وكل ثلاثة أيام مرة في الشتاء، وحذر من الري اليومي لأنه يؤدي لتعفن جذور الشتول. أما الشتول التي تزرع على الأرض لابد لها من حوض يبلغ نصف قطره 50 سم، مع حفرة في الوسط عمقها 35 سم مع مراعاة أن تغطى الحفرة بطمي الأنهار، وهنا لا يحبذ استخدام زبل الحيوان والطيور إلا مرة كل شهرين ملء الكف، لأن الأرض غنية بالمواد الغذائية خلافاً للزهريات. وأكد أن هناك فرقاً بين تخطيط وتنسيق الحدائق فالتخطيط يقوم على الاستفادة من المساحة المتاحة، فالقطعة المربعة غير المستطيلة وغير الدائرية والمثلثة، ولكل منهما تصور خاص يبدأ بالأسوار والفواصل من أشجار الأركويت، أوالتمر هندي، أونبات الدرنتا، لأنها قابلة للتشكيل، مع وضع تصور لمساحة النجيلة في الوسط ومساحة الشتول في الأطراف، أما التنسيق فهو وضع تصور لترتيب الأشجار الأطول في الخلف والقصيرة في الأمام حتى لا تحجب الطويلة القصيرة من الهواء والإضاءة، مع مراعاة تدرج ألوان الزهور وخاصة (الجهنميات) البيضاء، والحمراء، والصفراء، التي تعطي ألواناً جميلة ومتنوعة مع باقي الورود والزهور بألوانها المتعددة. وحول أسعار الشتول قال حسين، إنها في متناول الجميع، حيث أنها تبدأ من 5 جنيهات، و10 جنيهات، وأغلاها شتول الفواكه التي تصل إلى 20 جنيهاً، حيث لدينا شتول العنب والرمان والقشطة والبرتقال والقريب فروت والمنقة والجوافة والليمون.. وأنواع محددة من النخيل تناسب أجواء العاصمة وكل المناطق الممطرة هي ود لقاي وود خطيب، والمشرق، ويفضل أن تكون شتول النخيل صغيرة حتى نضمن نجاحها. غير أنه عاد وأكد أن العمل الآن أصبح غير مجزِ، إذ لا يتجاوز دخله اليومي من بيع الشتول عشرون شتلة، وقال إن البيع يزدهر فقط خلال أيام الشهر الأولى، وأرجع الأمر لثلاثة أمور هي: الضائقة المعيشية وتوحد هم الناس حول توفير متطلبات الأسرة من الغذاء، كما أن من العوامل التي أدت إلى عزوف الناس قلة أوقات الفراغ لدى الناس للعناية بالأشجار، إضافة لانقطاع الماء الدائم بالأحياء السكنية وعدم توفرها حتى للشرب خاصة في أيام الصيف. وأكد أنه مواجه بارتفاع تكلفة مدخلات العمل، حيث بلغت أجرة الدفار الذي يجلب لنا طين البحر 350 جنيهاً بدلاً عن 80 جنيه، مع زيادة أخرى في قيمة أكياس الشتول، ويضاف إلى ذلك رسوم المحلية وإيجار الأرض، والترخيص السنوي، مما يقلل كثيراً من الفائدة. وناشد محلية الخرطوم ووحدة الشجرة على وجه الخصوص بأن تعفيه من الايجارات والرسوم لأنه معاشي ظل يخدم الدولة لمدة 50 عاماً، ولأنه يدعم شباب الخدمة الوطنية بتوفير الشتول لحملات التشجير مجاناً كل عام، كما أنه يدعم الفقراء ومحدودي الدخل بإعطائهم شتول ليسترزقوا منها بالأحياء السكنية، ونصح المحلية إن كانت ستعتمد شتول النخيل بالشوارع، أن تستجلب الأنواع المناسبة للخرطوم خاصة (المشرق ) لأنهم قد أهدروا الكثير من المال في أنواع لا تصلح لأجواء العاصمة، منوهاً إلى أهمية التركيز على الشتول الصغيرة وأن لا يستجلبوا أشجاراً كبيرة. وختم حسين مصطفى حديثه، بالقول، على سكان الخرطوم ألا يتوقفوا عن التشجير مهما قست الظروف والأحوال، لأن في الخضرة حياة، واذا استمرت الأمور بالوضع الراهن لإهمال التشجير ستتصحر العاصمة.