جاء في الأخبار أن محلية الخرطوم وقعت عقودات لتنفيذ مشاريع تنموية بالولاية بمبلغ خمسين مليون جنيه، ومن بينها تشجير بعض الشوارع والأحياء والميادين.. وهذا خبر سار.. تحمد عليه المحلية وتشكر.. ولكني أود أن أقف قليلاً عند كلمة تشجير.. وهل ستكون بنخيل الشمالية وتمور الباوقة اللذيذ تفاحها.. اذا كان كذلك فلابد من وقفة.. فأنا لم أقتنع حتى الآن برص أشجار النخيل من القنديلة وبت تمودة والمدينة والبركاوي في شوارع الخرطوم في غير مكانها الطبيعي وخارج أسوار جنائنها التي تحمي ثمارها اليانعة وتعاملها كنخلة أو أشجار نخيل نعرف نحن أبناء المديرية الشمالية ونهر النيل من نوري الى الجيلي، ومن الكرفاب الى الإزيرقاب.. أن النخلة ليس مقامها شوارع الظلط.. بما يتضمن ذلك من احتقار لقول إسماعيل ود حد الزين ولأهلنا في السافل: النخيلة الفوق جدولا جيت أمد إيدي اتناولا الحراريس قالوا لي لا إنت فقري وما بتقدرا واذا آمنا أن النخلة يجوز أن تزين البحر الأوسط (لبعض الشوارع).. أكرر لبعض الشوارع.. فكيف يجوز أن تشتل (لوحدها) في حدائق عامة، بلا ظل وفي لفح الهجير وهي ليست شجرة ظل في المقام الأول.. وفي بلد تبلغ درجة الحرارة فيه صيفاً خمسين درجة.. لماذا يفعلون بنا وبالنخلة مثل هذا الفعل؟.. تهميل النخيل الذي نحرص عليه للقربى بيننا وبين عمتنا النخلة.. وفي الهجير الذي يسلقنا نحن والنخلة في حر الشمس ورمضاء النهار... أم النخل سعره متواضع ولا يكلفنا مالاً باهظاً كالنيم والتوت الهندي والعرديب والمهوقني؟