شعرت بإرتياح عميق وأنا أتابع أمس أقوال نائب رئيس الجمهورية الأستاذ علي عثمان محمد طه والفريق محمد عطا مدير عام جهاز الأمن والمخابرات الوطني أمام مجلس تشريعي الخرطوم، وجاءت سعادتي من أن أقوالهما القوية مطلوبة في زمانها ونبرتها وشكلها وموضوعها لبعث الاطمئنان في دواخل الناس في زمان تتصاعد فيه أحلام أعداء استقرار الوطن بالداخل والخارج في زمان أخذ المواطن يشتكي فيه من ارتفاع الأسعار غير المبرر في الأسواق ويريد من الحكومة أن تحميه من جشع التجار ومِنْ مَنْ ورائهم ومن هنا جاءت ضرورة أقوال الأستاذ علي عثمان التي أطلقها أمام برلمان الخرطوم وتحذيره للقوى السياسية المعارضة وحركات دارفور المسلحة والتجار المحتكرين للسلع الضرورية بأن الدولة ستضرب بيدها كل من يمس أمنها السياسي والاقتصادي ويثير هلع المواطنين وزاد على أقواله القوية والمهمة بقوله نوجه رسالة لكل من يحدث نفسه... بأن الأمن مستتب والأعين ساهرة والسيف باتر وقاطع ولم يكتف بذلك بل زاد في بعثه للطمأنينة بقوله «سنكفل معاش المواطنين ونقضي حوائجهم الأساسية» ثم جاء توجيهه لقادة الأجهزة الأمنية بأن «كل من يتلاعب في معاش الناس تضربونه» ولزيادة التأكيد أيضاً جاءت كلمة الفريق محمد عطا القوية «إن الأحزاب المعارضة تتربص وتتمنى أن ينفصل الجنوب وان يقع خللاً أمنياً يؤدي إلى اسقاط الحكومة منوهاً إلى أن هذه مجرد أمنيات لن تتحقق». ويأتي تركيزي واهتمامي بحديث القائدين من أن الأول قائد صاحب أثر وكلمة وكلامه لا يأتي هتافياً أو من تأثير لحظة وإنما من عمق كبير ونظرة ثاقبة للأمور ويوزن كلامه بميزان العقلانية ..والميزان الآن مع أن دور الأجهزة الأمنية في الساحة يجب أن يعلو أكثر حفاظاً على الوطن المستهدف الذي يستغل فيه أعداء الخارج بعض الضعاف في الداخل لمنع استقراره بجانب حماية المواطن من جشع السوق والمتلاعبين بقوت الشعب وهنا يصبح التحرير الحقيقي أن يكون هناك تدخلاً إيجابياً من الحكومة حتى يحافظ التحرير على سماته وأهدافه لا أن يستغله البعض لضرب المواطن كما جاء اهتمامي بحديث الفريق محمد عطا من أنه رجل عميق يعرف كيف يحافظ على أمن الوطن والمواطن هكذا أكدت تجربته المميزة في قيادة جهاز الأمن خلال السنوات الماضية الشيء الذي يجعلنا نقول وبثقة إننا نمتلك الآن أفضل جهاز أمن في أفريقيا والوطن العربي يضم كوادر لهم قدراتهم على تحليل الواقع واتخاذ القرارات المناسبة في الوقت المناسب والتدخل الحازم لحماية الوطن والمواطن.. وبالتالي فعندما يلتقي التوجه السياسي مع المقدرات الأمنية العالية فإننا يجب أن نطمئن للآخر.. ويقيننا أن المرحلة القادمة هي مرحلة استثنائية في تاريخ الوطن يجب ألا نتساهل فيها أو نتسامح في تهديد الوطن أو المواطن من أي شخص أو أي جهة تريد إحداث الفوضى وتحقيق الانفلات الذي يضر بالوطن والمواطن وكلنا يعلم أن الإنفصال ترتيب خارجي بمخالب داخلية في الجنوب وأنه جاء استهدافاً للسودان بغرض إضعافه ومن ثم تهديده وهنا تبرز أهمية أقوال الرجلين وما يتبعها من أفعال تضمن سلامة الوطن والمواطن وتضمن إعادة السوق إلى الصواب والمنطق فشكراً سيادة النائب.. شكراً سيادة المدير.. فالأقوياء وحدهم الذين يهابهم الأعداء والمتربصين.. شكراً للرسائل المهمة التي اطلقتموها والتي تعد في مقام الضرورة وفقه المرحلة التي تقتضي حزم الحكومة لمنع الإنفلات. أخيراً لا أقول إننا بحاجة لحالة أشبه بحالة الطواريء مع علمنا أن كل دول العالم تعيش حالة طواريء مستمرة وإن لم تكن معلنة ولكنني أقول إننا بحاجة إلى تنفيذ الحماية اللازمة للوطن والمواطن بما تستحق كل حالة وكل موقف فالوطن نحن مسؤولون عنه والمواطن تأتي في أولويات مطالبه أن يبقى مطمئناً في بلد مستقر..