إن مخرحات الحوار الوطني أعطت تفويضاً من الشعب السوداني لكيفية حكم السودان، وأن مخرجات الحوار تمت بتوافق تام وشارك بها عدد من الأحزاب السياسية والحركات المسلحة والمهتمين بالشأن العام، ومن أكبر عوامل نجاح الحوار الوطني هو الحوار المجتمعي، الذي عبر من خلاله الغبش عوام الناس من أهل السودان عن رغباتهم في توصيات كان لها أثر عظيم في سير قطار الحوار . إن فكرة الحوار الوطني هي سنة كونية منذ أن خلق الله سبحانه وتعالى الكون، حيث حاور ربنا الملائكة والرسل والأنبياء والبشر والشيطان، فآمنوا إلا أبليس أبى وكان من الكافرين . إن حياة الإنسان مهما طالت كفرد أو جماعة لها نهائة، فالناظر الى الطغاة من البشر كفرعون ورهطه، يجد أنهم قد شغلوا الدنيا ثم اندثرت آثارهم وظلت العبرة لمن يعتبر.. أما الأمم فلقد حدثنا التاريخ عن امبرطوريات سادت ثم بادت، نبحث عن آثارهم في الرمال قد نجد لهم أثر يدل على أنهم كانوا موجودين . لهذا نقول إن انتظار الأماني للمصالح الشخصية والحزبية الضيقة لن يفيد الأمة في شيء، وأسوق هذا الحديث لأقول صراحة إن من الحركات المسلحة، ومن الأحزاب ومن الأفراد من هو يعتقد في قرارة نفسه أن الحكم القائم، الآن شارف للزوال وهو يريد أن يمتطي جواد الحكم الجديد، والمضحك أن هذا الشعور ظل يساور تلك الجماعة منذ أكثر من 26 سنة من حياة المواطنين ،وهي26 عاماً على المعارضين. وينسى أن الملك بيد الله تبارك وتعالى. والمعارضون ليس لديهم رؤية مختلفة للحكم، وليس لديهم اي برنامج يعمل لإصلاح حال البلاد في اي مجال من المجالات ال (6) التي أنبنت عليها مخرجات الحوار الوطني والقابلة للتطور حسب الحاجة . السؤال الذي يطرح نفسه مما يحدث في الساحة الآن، هل تريد المعارضة حكم السودان بفكر الاضرابات عن العمل، ويالها من بداية حزينة يشوبها الخزي والعار، أن تكون بالأطباء رسل الإنسانية والرحمة ليس يهمهم أن تزهق الأرواح في سبيل نجاح الإضراب أو تركيع الحكومة أيضاً لماذا هذا التوقيت للإضراب مع مخرجات الحوار الوطني، إذا أنه عمل سياسي مكتمل الأركان سخيف لا يفوت على فطنة المواطن البسيط . إن أبناء السودان البررة الميامين من الأطباء المخلصين الذين يراعون قَسم المهنة ويحافظون على شرف المهنة، والذين تمتلئ قلوبهم بحب أهل السودان، رغم الظروف الصعبة التي تعيق عملهم لا يبخلون بعلمهم وبرحمتهم وإنسانيتهم، على المرضي والأطفال والجرحى من أجل مكسب سياسي رخيص يعمق جراحات الوطن . إن الفكر الإقصائي والذي ينتهجه المعارضون يجعل الطرف الآخر أكثر حذراً، وهو يشعر بخطركم الذي يهدد وجوده ليس كحاكم أو قائم على أمر الدولة، ولكن كصاحب مبدأ وفكرة يرفض المعارضون التعايش معها على الرغم من إفساحه المجال بكثير من المسميات القومية والوطنية والوفاق والمشاركة . لم تستطع الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة جون قرن أن تتمدد شمالاً قبل الانفصال، لأنها كانت حركة اقصائية عنصرية ولم تستطع أن تتعايش في الجنوب بعد الانفصال لشعورها بالملكية العرقية للبلاد، والحركة هي هي العنصرية فما يحدث الآن بالجنوب خير دليل على مانقول . إن أبواب الحوار الوطني لن توصد بعد اليوم، بل سوف تكون مشرعة ومرحبة بكم في اي زمان، لأن القناعة الآن أن السودان يسع الجميع ونحن نحتفل بالعرس السوداني، بمخرجات الحوار الوطني.