جاء في الأخبار أن والي الخرطوم قال: إن السبب الأساسي وراء أزمة المواصلات هو الكتله البشرية التي تقدر بأربعة ملايين مواطن، تتحرك في أوقات الزروة من وسط الخرطوم الى أطراف العاصمة المثلثة، ووصفها بالمشكلة المعقدة، يعني الوالي جاب (التائهة)، مثلاً ما أصلاً المواصلات كانت ولا زالت هماً يؤرق المواطنين، ويتقاطع مع مصالحهم التي دائماً مؤجلة بسبب هذه القاطعات، فكم من مواطن فاته تعيين لشغل وظيفة.... وكم من حبيب هجر محبوبته لعدم التزامها بالمواعيد.... وكم من طالب عاد السنة لتأخره من الامتحان.. وكم من أم طلقها زوجها لتأخرها عن أطفالها لساعات.... وكم من الأمثلة الحاضرة في دفتر العبث بالزمن والوقت بسبب هذه المواصلات، التي تقطع المصالح على اختلافها بين الناس.. المضحك في بيت البكاء أن السيد الوالي قال إن مشكلة المواصلات تحتاج لمجهودات أكبر لحلها، ولم يحدد هذه (الأكبر) بفترة أو بكم قدر شنو حتى نعيش على أمل حلها، الذي يضيف للمستحيلات السبعة رقماً آخر إن حلت... ويحدثوننا عن المشاريع التنموية كالترماي ومترو الإنفاق التي ستساهم في حل المشكلة، رغم إحجامها وإقدامها يومياً في الصحف، ثم فجأة تظهر التعقيدات الفنية لهذه (المشاريع السبهللية) ولم نرَ تنمويتها في شيء، حيث استعصت مشكلة المواصلات على كل المسؤولين والولاء والمعتمدين... ودخلت كل أوراق سمناراتها وورش العمل سجن الانتظار، وختمت بتبقى لحين حلها بنفسها.. دائماً هناك سؤال أين تذهب المواصلات في ساعة الذروة؟ بجانب تبديل المواقف التي شابهت تبديل محترفي لاعبي كرة القدم، حيث يفاجأ المواطن يومياً بتغيير الموقف الذي حفظه عن ظهر قلب لطول انتظاره للمواصلات، التي تأتي كالحسناء تتهادى وعيون وقلوب الكل معلقة نحوها، (ويجرون في اتجاهها للظفر بمقعد داخل قلبها القاسي). سوسنة.. يادوب معاك بدأ مشوار خطاي. .. سايقاني ليك لهفة وحنين.