نحتاج لوطن يشعر فيه كل مواطن أنه ينتمي، له تراب وثقافة وعرق، نحتاج لأن نقول السودان بلدنا، وأن نقول أنا سوداني أنا، وجدودنا زمان وصونا على الوطن، ونحن عشمك ياوطن، وذلك لن يتأتى لنا لو لم نشعر بالرضاء، أن مخرجات الحوار الوطني ومعطياته تدفعنا نحو الرضاء. كل الإصلاحات الدستورية والقانونية تعمل على تمكين مبدأ القومية، وما إزالة اسم القبيلة من كافة استمارات الطلبات باستثناء استمارة الرقم الوطني، لهو أكبر دليل على إعلاء مبدأ الوطنية. إن التوافق على المحاور ال6 يفتح صفحة جديدة في تاريخ السودان، وأكبر دليل على ذلك هو تدافع جموع الشعب السوداني احتفالاً بمخرجات الحوار الوطني، في لقاء يمكن لنا أن نقول عنه إن الرماح إذا اجتمعن أبينا تكسرا وإذا افترقنا تكسرت آحادا. الناظر للحضور المليوني في الساحة الخضراء، يجد أن السمة الأساسية في هذا الحضور هي الفرح والسرور، فهو يوم عرس ولم تكن مسيرة غاضبة، بل كانت مسيرة مستبشرة مستشرفة مستقبل السودان بأماني عزبة، تحلم بأمن واستقرار البلاد، وأمل ورجاء بانقضاء السنين الصعبة، والتهيؤ للأعوام التي يغاث فيها الناس يشهد السودان في هذه الفترة المفصلية أفضل علاقاته مع دول العالم والمنظمات الدولية، وذلك لدوره الطليعي في استقرار محيطه الاقليمي ويعول عليه في محاربة الإرهاب والهجرات الى أوربا والاتجار بالبشر، والحضور الدولي في هذا الاحتفال كان مميزاً جداً ثلة من الرؤساء ذوي الوزن الثقيل كانوا حضوراً معبراً وله مدلولاته. نحتاج أن نستثمر هذه السانحة بتحرك سريع علي المستوى الاقتصادي، بدعم الدول الشقيقة والصديقة، لرفع الحصار المفروض على البلاد ليساعد في رفع المعاناة عن كاهل المواطن البسيط، الذي أوفى بماعاهد على دعم السلطة في المنشط والمكره، وأظهر ارتباطه الوجداني برمز الدولة، وقائد نهضتها المشير عمر البشير رئيس الجمهورية حتى تساءل الأعداء قبل الأصدقاء عن هذا السر الذي يجمع المعارضين لسياساته والمؤيدين لها حوله، وإن جاز لنا تفسيره أو تأويله نقول إن العامل المشترك بين الجماهير ورمز الدولة، هو الصدق والإخلاص والرجولة والفراسة والطيبة والأصالة، وكل هذا ينبع من الإيمان بالله. المتتبع للشأن السوداني يجد أن المشكلة الحقيقية في عدم استقرار البلاد، كل عواملها خارجية وهذه فطن لها أبناء السودان في الحوار الوطني، وكانت من توصياته عدم اتهام أبناء البلاد بالخيانة مهما اختلفت آراؤهم، ونجد أن أول من طبق وأنزل توصيات الحوار الوطني على أرض الواقع روحاً ونصاً، هو الأخ نائب الرئيس د/حسبو عبد الرحمن في لقائه مع لجنة الأطباء المضربين عن العمل، في حوار ابدا فيه تفهمه واحترامه لرأي الأطباء بروح وطنية ليس بها أية ريبة ولا شكوك، وتفهم مطالبهم، وكان هذا مفتاح الحل للمشكلة إذا الدولة الآن بكافة مستوياتها تيمم نحو تنزيل مخرجات الحوار على أرض الواقع، وهنالك في محلية جبل الأولياء صوت ينادي بقومية غارق فيها حتى أذنيه اللواء جلال الدين الشيخ الطيب معتمد المحلية، حيث أنه كان سباقاً لهذا الاتجاه، كمعتمد لكل المواطنين، والأخ المدير التنفيذي معاوية سليمان للتبشير بالمخرجات والدعوة لندوات وليالي سياسية تنتظم المحلية، ونجد الأخ بركات عثمان نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني، أول من تفاعل مع هذا التوجيه ودعاء كافة الأحزاب بالمحلية لتنفيذ اللقاءت الصالونية، إذا عوامل إنزال المخرجات من إعلاء مستوى الى أدنى مستوى سياسي تنظيمي أو تنفيذي متوفرة، وهي الرغبة الأكيدة لإنزال المخرجات الى أرض الواقع سلام تنمية وطنية. وقومية ومشاركة في المسؤوليات والواجبات.