قام بضربه بحرقة شديدة وأخذ جواله بعد أن مسح فيديو عمره التوثيقي 5 دقائق. لأن ذلك الشاب قام بتصوير سائق ركشة، بعد أن انقلبت ركشته داخل حفرة، وكان هم ذلك الشاب في تلك الأثناء الظفر بفيديو (حديث ونيو لوك)، ليقوم بنشره في مواقع التواصل دون مراعاة لشعور ذلك المصاب أو حتى التفكير في إسعافه. مسجلاً آهاته وصراخه صورة وصوت، مما استفز أحد الحضور الذي قام (بضربه ضرباً نضيفاً من أمو).....وقام أهل الشهامة بإنقاذ ذلك الشاب وإسعافه مرتين الأولى من إصابته أثر الحادث، والأخرى بإسعافه من مرضى انتهاك الخصوصية وانتشار مقطع ذاك الفيديو ومردودها النفسي عليه.. الشاهد أن كثيراً من الناس أصابهم مرض تصوير كل المشاهد في كل الأزمنة والأوقات... وكل المواقف خلسة وسرقة مع سبق الإصرار والترصد... يصورون جثة هامدة لصريع مات في قارعة الطريق، وهو مقطع الى أشلاء دون التفكير في مشاعر أهله الذين- (وقطع شك)- سيصل إليهم هذا المقطع الحزين، أو الى أحد أصدقائه أو اقربائه، مما يضاعف حجم حزنهم بعد رؤيته بهذا المنظر.. أو يصورون تلك الفتاة بعد أن وقعت أرضاً وهي تحاول (لملمة ثيابها (في ستره وخجل أو ...أو. .) هؤلاء المصورون الذين امتلأت بهم الشوارع والطرقات والأسواق.. سارقين لخصوصية غيرهم، وديننا الحنيف أمرنا بعدم التجسس.. هم لصوص عدسات يسرقون مواقف الناس بغير حق، وينشرونها تشهيراً واستهزاءً بعفوية الآخرين وآدميتهم..لا أجد لهؤلاء عذراً سوى أنهم مهووسون بتتبع الغير، بل والتوثيق للحظات خاصة مفرحة أو محزنة سلبوها غيرهم بكل وقاحة وقلة ذوق.. كثيراً من مقاطع الفيديوهات المنتشرة لا يعلم أبطالها كيف ومتى وثقت لهم.. وقد تحيق السخط والحنق الاجتماعي على كثير من هؤلاء، دعوني اسميهم ضحايا لعقول خاوية إلا من فكرة التشهير وإلحاق الضرر بغيرهم دون علمهم.. كم من بيوت (تصدعت جدرانها بفعل التصوير المسروق) لزوجة كانت تمارس أشياءها الخاصه داخل بيتها بكل أمان، فتمت سرقة هذه الخصوصية لحظة مزاح، لتعمم على كل الناس في لحظات، بعد أن أرسلتها صديقتها لأختها التي قامت بارسالها لقروب، ومن ثمّ أرسلت لقروب آخر... وهكذا حتى وصلت إليها شخصياً.. بعد أن تهدمت أجمل معاني المودة بينها وزوجها لتبنى بدلاً عنها معاني القسوة والسخط.... لست أدري ماذا يستفيد مخترقو الخصوصيات من إحداث شرخ في المجتمع بين جميع فصائله على الصعيدين العام والخاص من هذه الممارسات غير المسؤولة تحت اسم الدعابة والندرة. كثيراً ما تكون لحظات التصوير هذه حداً فاصلاً مابين موت أو حياة شخص.. كان يجب إنقاذه في هذه اللحظات بدلاً من المساهمة في موته وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة، وهي عينية نظرة العتاب لذلك المصور، (وكمان تصويرو وهو سارق الفكرة واللحظة والموقف لخصوصية أحد ما). سوسنة صورت نبض الكلمة الجوة الجوف حركة ومعنى.. بعدسة الخوف أنسج الفرحة.. طوب وسقوف