صمت لخمس سنوات مرت على توقيعه اتفاق سلام مع الحكومة بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا ... الاتفاقية حسبما قال لم يكن من بين بنودها مطالبة بقسمة السلطة، رغم أنه كان يشغل منصب الأمين السياسي لحركة العدل والمساواة بقيادة المرحوم خليل إبراهيم وقتها، إلا أن الرجل فضل أن ينحاز إلى خيار السلام بعد أن رفض خليل منبر الدوحة، حاول الالتحاق بمباحثات الدوحة بيد أنه فشل في ذلك، لكنه نجح في توقيع اتفاقية منفردة مع الحكومة، إنه علي آدم شوقار رئيس المجلس الأعلى للحركات الموقعة على السلام .. جلسنا معه في حوار أخرج فيه كل الهواء الساخن، وكشف فيه عن أسرار وخفايا لم تكن معلومة من قبل، فإلى مضابط الحوار .. حوار: ناهد عباس -تصوير: سفيان البشرى يقال إن هنالك حركات مشاركة في الحوار تم اقصاؤها من حضور المؤتمر العام ؟ أنا لست الجهة المسؤولة من تقديم الحركات للحوار، ونحن جهة تنسيقية وليست تنفيذية، وغير مخولين بإعطاء خطابات لدخول الحوار، وكل الحركات لها ملفات عند مكتب سلام دارفور، وهو مكتب حكومي، ودورنا كمجلس أن نوجه الحركات لمكتب سلام دار فور، وهو الذي يقرر وفق اتفاقية مع تلك الحركات أن تلتحق بالأمانة العامة، وكل الحركات شاركت بهذا النهج، وهنالك بعض الشخصيات القومية من قادة الحركات شاركت في الحوار الوطني كأفراد دون أحزاب، والأمانة العامة للحوارهي التي تحدد إدخالهم أو عدم إدخالهم للجمعية العمومية، وإذا ثبت فعلاً اقصاؤهم يكون هذا خطأ من الجهة التي أقصتهم، سواء أكانت الأمانة العامة أو مكتب سلام دارفور، ولم تشتك إلينا حركات من إبعادها . لكن هنالك حركات غير موقعة على أي اتفاقية مع الحكومة وشاركت في لجان الحوار؟ نعم الحركات كثيرة لا أستطيع حصرها قرابة ال(34) حركة شاركت في الحوار، ونعم هنالك حركات غير موقعة للسلام شاركت في الحوار، ودخلنا الحوار كحركات موقعة لاتفاقية السلام في ست لجان، في كل لجنة بعضوين من كل حركة، ولم تحدث أي مشكلة، وإذا كانت هنالك إشكاليات قد تكون في الاتفاقيات الموقعة، أو في عدم التنسيق بين االجهات المعنية التي تنظم إدخال الناس في الحوار . هنالك بعض الحركات اتهمت مكتب سلام دارفور بالتواطؤ مع الأمانة العامة لإقصاء هذه الحركات ؟ لا أعتقد ان هنالك تنسيقاً بين مكتب سلام دارفور والأمانة العامة، لأن الأمانة تعتبر جهة تنفيذيه تنفذ التوجيهات التي تأتيها بخطابات من آلية (7+7) أو مكتب سلام دارفور، وهي سكرتارية منظمة وليس لديها سلطة إقصاء أحد. ما هو دوركم كمجلس تجاه الحركات وممارستها للعمل السياسي ؟ نحن كمجلس للحركات الموقعة للسلام نعمل في إطارين: الأول: تنسيق الجهود فيما يتعلق بالاتفاقيات الموقعه بين الحكومة والحركات، ونتعاون في تسهيل عملية تنفيذ تلك الاتفاقيات بالتشاور مع مكتب سلام دارفور، والجهات المعنية الأخرى، وأيضاً نعمل على مشاركة الحركات في الحراك السياسي القومي، وقد بدأ المجلس منذ قيامه بالتبشير بالسلام، وشارك في الانتخابات السابقة، وكان له دور كبير في الترشيح لرئيس الجمهورية وشارك في الحوار الوطني وكان له دور قوي. كم عدد الحركات التي يضمها المجلس؟ تأسس المجلس الأعلى للحركات الموقعة للسلام من (22) حركة، جزء من تلك الحركات تحول إلى أحزاب ولم توفق أوضاعها بعد، وحالياً يتكون من (18) حركة . هل هناك اشتراطات لانضمام أي حركة للمجلس؟ شرط انضمام أي حركة أن تكون من دار فور وموقعة على اتفاق سلام مع الحكومة.. ماهي الصفة التي قام بها المجلس هل هو مبادرة أم جهة حكومية؟ قام بمبادرة من الحركات الموقعة للسلام، وجاءت المبادرة من حركة التحرير والعدالة القيادة العامة التي أتولى رئاستها، حيث وجدنا أنفسنا موزعين كمجموعات في أماكن متفرقة من العاصمة، وتم الاتفاق على أن نجتمع تحت مظلة جامعة لتسهيل التعامل مع جهات الاختصاص، ولبت كل الحركات الدعوة للمبادرة، وبلغنا جهات الدولة، وقد بارك مساعد رئيس الجمهورية في ذلك الوقت إبراهيم غندور قيام المجلس . الأهداف التي قام عليها المجلس ؟ نحن كحركات موقعة علي اتفاقية سلام وقعنا اتفاقية مع الحكومة في أديس أبابا، من ضمن البنود الواردة أن تتحول الحركة إلى حزب سياسي بعد إكمال الإجراءات وتوفيق الأوضاع، وعليه ستتحول الحركة الى حزب سياسي في القريب العاجل، وكل الحركات الموقعة لها نفس البنود، وهنالك دعوة قدمت لعدد كبير من الحركات لكي تتوحد وتتحول إلى حزب سياسي واحد . هل تتوقع أن الوحدة الاندماجية سوف تتحقق قريباً؟ هنالك خطوات جارية وتشاورات مع عدد من الحركات في كيفية تأسيس حزب موحد، ونسعى إلى تكوين حزب سياسي واحد من الحركات الموجودة تحت مظلة المجلس هل تعتقد أن كثرة الحركات وتشرذمها إلى أكثر من )30( حركة بعد أن كانت حركتان فقط يخدم قضية دار فور ؟ هذا التشرذم عقد القضية أكثر و أدى إلى إضعاف الحركات والحكومة ليس لديها مانع أن تتشرذم الحركات لكي تضعف، حيث أصبحت الحكومة تتعامل مع أكثر من جسم، وأدخلها هذا في ورطة . ماهو السبب في هذا التشرذم ؟ أوقع باللوم على المفاوض الحكومي الذي يوقع مع أي شخص يدعي أنه حركة، وهذا فتح الشهية لأي مجموعة أن تكون حركة وتخصص لها امتيازات ومخصصات، وإذا الحكومة قالت إنها لا تتفاوض إلا مع حركة تحرير السودان والعدل والمساوة لكانت تلك المجموعات اندمجت مع واحدة من الحركات، ولكن الحكومة ساعدت علي قيام الحركات باعطائها اسماً وامتيازات . أنت كنت تشغل منصب الأمين السياسي لحركة العدل والمساواة بقيادة دكتور خليل إبراهيم، ماهي حكاية مغادرتك للحركة ؟ أنا كان لدي سبب، وقد وقعت على اتفاقية السلام كاتفاق إطارئ تمهيدي للدخول في السلام، بعد أن رفض دكتور خليل وبعض القيادات التوقيع وغادروا منبر الدوحة، وأنا رفضت مغادرة المنبر وانشقيت من حركة العدل والمساواة . لماذا رفض خليل إبراهيم التوقيع وسبب مغادرته المنبر ؟ هنالك مؤامرة كبيرة أحيكت ضد خليل ومازالت مستمرة في شخصي، منبر الدوحة أوجدته حركة العدل والمساواة بقيادة دكتور خليل إبراهيم، وقد وقعنا في حركة العدل والمساواة اتفاق حسن نوايا مع الحكومة، وبموجبه تم فك أسرانا في معركة أم درمان، وفي 2010م وقعنا اتفاقية إطارية بإشراف الرئيس ديبي في أنجمينا، ثم انتقلنا إلى الدوحة ووقعنا الاتفاق الإطاري بصورته النهائية بحضور الرئيس ديبي وعمر البشير وأمير قطر، وكنا في كامل استعداد بأن نأتي للسلام، وكان رئيس الحركة خليل يتوق للسلام، وبعد التوقيع عدنا للميدان وبشرنا الجيش وقواعدنا في معسكرات اللجوء والنزوح بالسلام وباركوا للسلام، ولما رجعنا لمناقشة الاتفاق الإطاري وتوقيع الاتفاقية، على أن نعود للسودان بعد ذلك، تفاجأنا بوجود حركة اسمها التحرير والعدالة بقيادة التيجاني سيسي لم تكن موجودة من قبل، وطلبت الوساطة القطرية والمفاوض الحكومي أن تتم مناقشة الحركتين كمسارين، ورفض خليل ذلك وقال لا توجد حركة في الميدان بهذا الاسم، واقترح عليهم توحيد المسار وأن يكون منبراً واحداً، ولكن حركة التحرير رفضت ذلك، واشترط خليل عليهم أما أن يدخلوا معهم كمسار واحد أو يغادروا أو أن يغادر هو، وفي نهاية الامر طلبوا من خليل المغادرة، وتم إقصاء حركة العدل والمساواة بقيادة دكتور خليل وشوقار، وحاولت اقناع خليل بالتوقيع كمسارين، ولكن خليل كان يقول إن هذه الحركة صناعة استخبارات ولايمثلون الثورة في شيء، واختلفنا أنا والدكتور خليل هل تفتكر أن دكتور خليل بذلك أضاع فرصة للسلام؟ بالتأكيد أضاع الفرصة، ولكن دكتور خليل كان حريص للسلام، وصدر أمر من قيادة الحركة بمغادرة المنبر، وسافرت إلى نيجريا وأعلنت انشقاقي، ولم يكن يوجد أي مبرر لأن أذهب إلى الميدان وأحمل السلاح، والرئيس ديبي بارك هذا الانشقاق . أين ذهبت بعد انشقاقك؟ من نيجريا اتصلت بالتيجاني السيسي عشرات المرات، وابلغته بانشقاقي ورغبتي في دخول العملية السلمية، وكان رده بانه سيرجع لي ولم يرجع، وفي اعتقادي أن رفض السيسي لقبولي بأنه يري في شوقار صورة ثانية من خليل، وقابلت جبريل وأبلغته بانشقاقي ورغبتي، ولكنه قال أيضاً سيتصل بي عند ذهابه إلى الدوحة ولم يتصل، عندها أبلغت الوساطة برفض السيسي ووجدت منبر الدوحة مقفولاً في وجهي، واتصل إدريس ديبي بالحكومة وجاء وفد من الحكومة ووصلنا إلى تفاهمات بأن نؤسس منبراً نعلن فيه انحيازنا للسلام، ووقعنا اتفاقنا مع الحكومة ووجدنا استقبالاً حاراً عند مجيئنا إلى الخرطوم . اتفاقكم مع الحكومة علي ماذا ينص؟ وقعنا اتفاق سلام مع الحكومة لكن لاتوجد مخصصات أو وظائف، والاتفاق كان في القضايا العامة ولم نطلب وظيفة، وكان حافزاً كبيراً للحكومة أن تمنحنا الاحترام، لأننا لم نطلب مالاً أو سلطة، وبعد أن وقع التيجاني السيسي على اتفاقية الدوحة بدأ توزيع المناصب وتفاصيل المؤامرة امتدت حتي بعد دخولنا للسودان، فلما وزعوا مكاسب السلطة الاقليمية أنا كواحد من حركات دارفور أشركوني وأعطوني منصب عضو في مجلس عمد رقابي، واثنين في مجلس تشريعي شرق دار فور ولم احتج على ذلك . هل أنت راض بهذا الاتفاق؟ من ناحية أنا مرتاح ومن ناحية أخرى غيرمرتاح، لأن الأمانة السياسية للمؤتمر الوطني جعلتنا بعيداً جداً عن المشاركة في العمل السياسي، ولايوجد تواصل بينا أو تشاور في قضايا الدولة، ونحن معزولون تماما عنهم ولا يشاركونا إلا للحشود، أو في حالة التنوير فقط . إلى اين وصل هذا الاتفاق ؟ اتفاقنا موجود وفيه اشياء كثيرة لم يتم تنفيذها، لكن كل القضايا اختزلت في حركة التحرير والعدالة ووثيقة الدوحة، وشراكتنا مع الانقاذ نريدها أن تكون فاعلة، ونحن كحركات وقفنا بقوة مع خطاب الوثبة والحوار، ونرى أننا معنيون أكثر من غيرنا، لأن كل القضايا التي رفعنا من أجلها السلاح تم نقاشها في الحوار . في حالة استمرار الأمانة السياسية للمؤتمر الوطني في هذا التهميش والتباعد هل تتحولون الي معارضة؟ كل الخيارات مفتوحة وفي انتظار المجهول بما ستثمر عنه تنفيذ توصيات الحوار، وتجاهل المؤتمر الوطني مستمر وفي التشكيلة الجديدة القادمة لم تتم مشاورتنا نحن كحلفاء لهم في من يختاروا، وظللنا بعيدين عن مركز صناعة القرار ولانندم علي شيء وسعيدين باتفاقيتنا ونتمنى أن تنفذ مخرجات الحوار . هل أنت متفائل بتنفيذ مخرجات الحوار ؟ أنا متفائل والرئيس التزم بتنفيذ مخرجات الحوار بحكم تجربتك السابقة في العدل والمساواة هل تتوقع ان يوقع جبريل اتفاقاً مع الحكومة ويلتحق بوثيقة الحوار؟ أعتقد ذلك وجبريل رجل عاقل ويزن الأمور، وإذا راجع الأمور بمنطق العقل سيلتحق بالوثيقة، وفي لقائه الأخير مع الرئيس دبي في ألمانيا كان حديثه ايجابياً، وجبريل رجل الإنقاذ وأقرب إلى الإنقاذ من شوقار. وعبدالواحد؟ عبد الواحد له مقولة يقولها دائماً: الأمن أولاً، وأرى أنه اذا جلس مع الحكومة يمكن أن يحققه، وأقول له أن يجلس مع الحكومة في أي منبر ويتناقش معها وعملية تنفيذ مايحلم به دون أن يجلس لايمكن أن يتحقق . مني أركو مناوي؟ - الساحة مفتوحة ولما رفضنا السلام هو قبل السلام، فعليه أن يحكم عقله وليس عندي له أي نصيحة .