الكثير من دول العالم وضعت التدابير الضرورية للحفاظ على حياة مواطنيها من المشكلات البيئية والتى يتسبب الإنسان فى معظمها وفى السودان وجه العلماء المختصون ومنهم من حصل على جوائز دولية مهمة فى حماية البيئة التحذير والإنذار بأن ممارسات خاطئة ستؤدى قريباً الى كوارث بيئية بعضها عصى علاجه والبعض الآخر سيكلف أمولاً وامكانات لن تتوفر لازالة نتائج هذه الكوارث . الأسبوع الماضى أرسلت وزارة البيئة ومرافق المياه بولاية الخرطوم من خلال لقاء أمينها العام الدكتور عمر مصطفى بعدد من الصحفيين رسائل مهمة ومعلومات حول الاستخدامات الخاطئة للموارد الطبيعية من خلال بعض الاستخدامات الصناعية . مثلاً الركشات التى تزدحم بها شوارع ولاية الخرطوم وتعمل بلا ضابط ولا ترخيص ويقودها أجانب وسودانيون هذه الركشات تسير بنظام الوقود المخلوط من البنزين والزيت والذى يزيد من انبعاث غازات تحتوى على نسبة من السموم كما أنها ترفع من نسب تلوث البيئة وإذا كانت هذه الركشات تحيط الولاية من كل جنباتها ويمتلئ بها جوفها ويسعى سائقوها أشواطاً تتعدد من الفجر وحتى منتصف لتحقيق الربط اليومي لملاكها ومن ثم الحصول على العوائد المجزية فضلاً عن أن تحقيق الايرادات العالية يصرف الإهتمام عن الصيانات الدورية التى ربما تقلل من هذا الانبعاث المخيف للغازات . خطر آخر على صحة الإنسان والحيوان تجلبه الاستخدامات غير المنضبطة للماكينات والاليات التى تعمل فى مجال الحفريات الجوفية لاستخدامات الصرف الصحى أو حتى الحصول على المياه الجوفية يقول تقرير وزارة البيئة ومرافق المياه أن 200 شركة حفريات مخالفة تم ضبطها لعدم تقيدها بضوابط حفر الآبار ويعلم أن الاستخدام العشوائي لهذه الآليات فى الحفر والتى دخلت الى البلاد خلال العقدين الماضيين ويمتلكها ويقوم على تشغيلها أجانب يؤدى الى تلوث المياه باختلاط مياه الصرف الصحى بمياه الشرب وذلك لعدم تقيد هذه الشركات بالأعماق المحددة التى لايجب تجاوزها ورغم أن منع هذه الشركات قد تم قبل حوالى الأربعة أعوام من وزارة الشؤون الهندسية حينها بولاية الخرطوم إلا أن هؤلاء الأجانب ومن معهم من السودانيون ظلوا يحفرون وفى وضح النهار آبار السايفون وفى أحياء الخرطوم المختلفة ولم تعاقب شركة أو عامل مخالف ونرجو أن تسير وزارة البيئة فى صيانة حياة مواطن الولاية من هذا التلوث القاتل للمياه الجوفية . خطر ثالث أشار إليه اللقاء الصحفى للأمين العام لوزارة البيئة ومرافق المياه وهو النفايات الالكترونية الناجمة عن استخدامات الحواسيب والهواتف النقالة والأجهزة الإلكترونية عموماً وخطرها الداهم على الأطفال خاصة البطاريات التالفة التى نجدها لعباً فى أيدى الأطفال وحتى بعض الكبار ولايحتسبون عاقبة حملها . الإسلام حض على الحفاظ على البيئة من خلال الأيات القرأنية ومن خلال سنة الرسول صلى الله عليه وسلم القولية والفعلية . يقول الله تعالى : - وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إصلاحها ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ - «85» - سورة الاعراف . - ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُواْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ«41» سورة الروم - وَمَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ«211»سورة البقرة . ويقول المصطفى صلى الله عليه وسلم ما من مسلم يغرس غرساً أو يزرع زرعاً فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة الا كان له به صدقة . ويقول صلى الله عليه وسلم جُعلت لى الأرض مسجداً وطهوراً . جمعة مباركة ..