بات السيد الصادق المهدي قريباً من التنحي عن القيادة في حزبه، والنأي بنفسه عن معترك السياسة إذا فشل في غضون (21) يوماً في إزاحة نظام الإنقاذ بالطريقة التي يختارها الإمام الصادق، الذي ضاق صدره ذرعاً بالذي يحدث في البلاد من تمادي المؤتمر الوطني في رفض تشكيل حكومة حزبية تعيد الإمام الصادق وحزبه لواجهة السلطة بعد سنوات من الغياب بلغت (20) عاماً أو تزيد قليلاً. عندما كان الإمام السيد الصادق المهدي يتحدث للصحافيين في منتدى (الإمام) وليس منتدى حزب الأمة، والذي يشرف عليه ثلة من أصدقاء الإمام والمعجبين والمعجبات كان د. نافع علي نافع يتحدث في ميدان عام بمدينة الأبيض و (500) من قيادات حزب الأمة تغادره لحوش المؤتمر الوطني ود. نافع يخرج لسانه ساخراً من المعارضة ويقول (إنهم يجتمعون وقبل أن يصلوا بيوتهم يتصلون بنا ويكشفون أسرار اجتماعاتهم).. ربما كان نافع قد أبلغوه بما قاله الإمام الصادق وهو يصغي للشرتاي عديل في قرية قليصة بمحلية أبوزيد، وزعيم آل عديل يقسم بأن البلاد لن تؤتى من كردفان، ولكن من يبلغ د. نافع بما قاله الإمام حسب سياق حديث د. نافع نفسه، فإن الذين حول زعماء المعارضة أو القريبين منهم يتبرعون بالمعلومات لأن أجهزة حزب د. نافع أصبحت تتلقى المعلومات من السياسيين الكبار، ولا حاجة للمخبرين الذين يجوبون أقاصى المدينة.. الإمام السيد الصادق المهدي له ذخيرة وخبرة تراكمية في قيادة المعارضة المسلحة والمعارضة (الكلامية)، والمعارضة التي تدخل القصر الجمهوري في منتصف الليل وفي الصباح الباكر تغادر الخرطوم على متن السفريات العالمية في إجازة قصيرة أو رحلات لها علاقة بالنضال، واسقاط النظام من لندن والقاهرة وباريس... فالنظام الذي لم تفككه اتفاقية السلام ولم تزعزعه أمريكا لا يسقط إلا إذا حمل الإمام السيد الصادق المهدي عصاه، ويمم وجهه شطر عواصم دافئة (قلت أرحل أشيل خطواتي من نظام حكم أبا الإلفة). كيف يتنحى الإمام من قيادة الحزب والمعارضة، وتتركنا وتمشى بعيداً نحن لا نطيق البعاد، والقائد لا يهرب من ميدان المعركة ولا صوت يعلو في زمان النضال على صوت مواجهة النظام حتى يسقط!! حزب الأمة يرفض تنحي الإمام.. هذا زمان المثابرة والنضال حتى يسقط نظام فقد مبررات الوجود، ولكنه يحتاج لخطب حماسية من الإمام الصادق تلهب حماس الجماهير. السيد الإمام الصادق المهدي (أنت غالي علينا) لن نتركك تقاتل وحدك حتى يسقط النظام الذي أنت قادر على إسقاطه بعد اسبوع من انفصال الجنوب، ولكننا ننادي بالجهاد المدني و(ينبغي) للنظام تنفيذ ثلاثة أجندة الأول يتكون من خمسة شروط الشرط الأول يحتاج لأربعة مقومات وهلمجرا.. والتنحي عن قيادة حزب الأمة وفق خمسة معطيات ولسبعة أسباب ولكل سبب ثلاثة شروط.. وحتى لا نفقد الإمام السيد الصادق كإمام وقيادة نادرة لن يجود الزمان بمثلها (خليك يامندور المهدي عندك ذوق) و (شوف) ياعبد الرحمن الخضر دائرة المهدي بشارع الجهمورية لن تباع بكل مال الإنقاذ لأنها جزء من تاريخ الانصار وحزب الأمة، ومن يبيع تاريخه يبيع حاضره ومستقبله!!.