د. طه محمد أحمد مطر من أبناء الولاية الشمالية، درس الأولية والوسطى بالولاية الشمالية ثم المرحلة الثانوية بمدينة عطبرة وتخرج من جامعة القاهرة فرع الخرطوم. المناصب التي شغلتها قبل الوزارة؟ في البداية عملت معلماً بكل المراحل التعليمية المختلفة، كما عملت مديراً لعدد من المدارس الثانوية كان آخرها مدرسة بحري النموذجية بنين، ثم بعد ذلك عملت بالتوجيه الفني ثم مدير إدارة التخطيط التربوي والإحصاء بوزارة التربية والتعليم ولاية الخرطوم، كما شغلت مديراً لإدارة التدريب بالوزارة، ثم بعد ذلك كلفت بوزارة التربية والتعليم بالولاية الشمالية. ماهي المعوقات التي تواجه سير عملية التعليم بالولاية الشمالية؟ المعوقات كثيرة جداً بالولاية، أهمها الانتشار غير المبرر للمدارس سواء انتشار عددي أو جغرافي، فمدارس الأساس عددها «571» مدرسة والثانوية عددها «119» مدرسة، ونصيب كل مدرسة هو من «25 - 30» طالباً.. مع العلم أن هناك مناطق ماهولة بالسكان مثل حلفا - دنقلا - كريمة تحتاج إلى زيادة عدد المدارس بها، وأنا الآن أسعى لتأهيل المدارس القديمة في الولاية حتى ندفع بعملية التعليم. هل هناك نقص في المعلمين بالولاية؟ نعم هناك نقص عددي ونوعي في المعلمين، وأقصد بالنوعي الأساتذة المختصين في مواد بعينها، ففي المرحلة الثانوية لدينا نقص حاد في معلمي العلوم الثلاثة فيزياء وكيمياء وأحياء بجانب الإنجليزي والرياضيات. هل المعلمون مؤهلون؟ معلم الولاية الشمالية مؤهل، ولكنه يفتقر إلى التدريب، فالمعلم يحتاج إلى تدريب مستمر ومتواصل حتى يكون مواكباً، فهناك تغيير المناهج كما أن طرق التدريس تتطور كل عام، ولكن الإمكانيات تحول دون التدريب.. وأضاف د. طه قائلاً: الميزانية مقابل ماهو مطوب من الوزارة ضعيف، وهذا يؤثر في عملية التوجيه ومن إفرازاته ضعف في التواصل الإداري وضعف في التوجيه، وعلى الرغم من أننا لدينا أربعة معاهد تدريب مؤهلة، إلا أن ضعف الإمكانيات حال دون الاستفادة منها - وطالب الولاية الشمالية يتميز بإمكانيات ذهنية عالية ولكن نسبة لغياب المعلم الكفء في العلوم والرياضيات يتجه الطالب إلى القسم الأدبي. هل قمتم بأي معالجات؟ قمنا في الولاية باجتهادات، وعملنا ما يسمى بمدارس الموهوبين على نسق المدارس النموذجية، ولأول مرة وبعد غياب طويل دخلت ثلاث طالبات من الولاية الشمالية في المائة الأوائل للشهادة الثانوية العام الماضي. هل نفهم بأنه لا توجد مشكلة في الإجلاس؟ لدينا مشكلة في الإجلاس، ووضعنا تصوراً بأن نوحده في الولاية كلها بمواصفات فنية، وكلفنا كلية مروي التقنية بتصنيع أثاثات حسب المواصفات والآن التصاميم جاهزة وننتظر التمويل، علماً بأن هذا الأثاث عمره الافتراضي عشرة سنوات. بعيداً عن هذا الجانب هل للوزير علاقة بالشعر وإلى من يستمع من الفنانين؟ - أنا قارئ جيد للشعر، وأعجب جداً بمفردات وتراكيب روضة الحاج، كما أنني أعشق الشعرالجاهلي.. ومن الفنانين استمع إلى الراحل المقيم عثمان حسين، وأضاف ضاحكاً ومن الشوايقة استمع للفنان صديق أحمد. ü الرياضة في عالمك؟ أنا بعيد كل البعد عن الرياضة وانتهت علاقتي بها منذ أن كنت طالباً. مواقف مازالت عالقة بالذاكرة؟ المواقف كثيرة، ولكن أذكر أنني أول ما عملت معلماً وجئت إلى الخرطوم سألت التلاميذ سؤالاً فأصبحوا يجيبون كل على حده، فقلت لهم (أقيفوا - أقيفوا) وتفاجأت عندما وقفوا جميعهم، فمن المفارقة في العبارات.. أقيفوا كنت أعني بها توقفوا عن الإجابات العشوائية. ختاماً ماذا أنت قائل؟ أختم حديثي بأن منظومة التعليم لا تقبل الترفيع، فإذا أردنا إصلاحها يجب إصلاح جميع مكوناتها فلا يمكن أن أصلح المعلم وأترك الطالب.. كما أنني أناشد أبناء الولاية الشمالية داخل وخارج الوطن، وأقول لهم هلموا لإصلاح التعليم بالولاية لأن إصلاح حال الولاية لا يتم ألا عبر إصلاح التعليم كما أناشد الإخوة في المركز ومتخذي القرار بأن يعطوا التعليم الأولوية وأن يقدموا له الدعم.