عندما خصصت المحليات أماكن عامة وقامت بتنجيلها وزراعتها وهيأتها كمكان للإستراحة ولم تسورها أو تحدد رسوماً للدخول إليها.. أكدنا للمعترضين عليها أنها متنفس عادي للأسر ولم نقف ضد الطلاب الذين أصبحوا من مرتاديها الأساسيين, حتى أصبح الناس يطلقون على تلك المنتزهات اسم (حبيبي مفلس)؛ لأن دخولها مجاناً وحتى المرطبات التي تقدم فيها من النوع الرخيص.. وقلنا للمعترضين.. نعم المجتمع السوداني يرفض خروج البنات والأولاد للحدائق العامة و(لا يسلمون) أي شخص يجدوه في كافتيريا.. وقلنا لهم أنها تخفف من الضغط النفسي والكبت الذي يعيشونه بل وتخفف أعداد الجرائم الإجتماعية التي أصبح المجتمع يتعرض لها ويحاول محاربتها بأساليب قد تزيدها.. المهم سادتي رغم تشددي في بعض القضايا إلا أنني كنت مرنة تجاه هذه المنتزهات, ولكن ما أصبحنا نراه في بعضها أو من بعض مرتاديها يفقدها مضمونها وأهدافها وفيها مخالفة واضحة للمجتمع السوداني وعاداته وتقاليده خاصة الإحترام المتبادل بين الرجل والمرأة.. وهنا نكتب عن النساء اللائي (يرقدن) في النجيلة ويقابلها رجل, ولا تخطو خطوتين إلا وتجد آخرين ( رقود).. وبما أن هذه الحدائق مكشوفة على الطرق العامة فكل من (يمر) بالطريق يشاهد هذا المنظر القبيح والمرفوض.. فالمرأة السودانية عودتنا على إحترام نفسها وإحترام الرجل الذي أمامها وهي لا ( ترقد) إذا كانت تجالس رجلاً حتى وإن كان أخاها أو كان صغيراً, فماذا جد الآن حتى (ترقد) النساء في الحدائق والمنتزهات العامة ولا يهمها ما يدور حولها ولا تتذكر مجتمعاً سودانياً ولا غيره.. والسؤال الذي يجب أن يوجه لهن (إذا كنت متعبة لهذه الدرجة ما الذي يخرجك من منزلك). بالمناسبة نحن لا نريد أن تتدخل الحكومة بالمنع أو التنبيه, فنحن نحتاج لتبيه ذاتي حتى لا تتحول هذه المنتزهات لنقمة بعد أن كانت نعمة.