تحتفل هذه الأيام إذاعة الكوثر وقناة ساهور الفضائية بمناسبة مرور أربعة أعوام على ميلاد الأولى وعامين لميلاد الثانية.. ومن حق الإذاعة والقناة أن تحتفلا ولكن من وجهة نظر نحسب أنها موضوعية، يجب أن يكون الاحتفال بمناقشة تجربة تلك الأعوام والوقوف عند سلبياتها وما أكثر السلبيات.. ويكون الاحتفال بالعمل على تقديم المديح بطريقته الصحيحة التي عرف بها في السودان على مر التاريخ.. وفتح الأبواب للمادحين المعروفين.. ولا يكون الاحتفال بالليالي وتكريم الشخصيات وإطلاق الألقاب على زيد من المادحين.. لأن مجرد أن يمدح المادح المحبوب عليه أفضل الصلاة والتسليم، فهذا تكريم ما بعده تكريم.. فالمديح فن ليس كبقية الفنون ورسالته أعظم مما يتصور البعض.. فن لا مكان فيه للألقاب وحفلات التكريم والبحث عن وجاهات.. فالمديح يجب أن يكون تعبيراً عن محبة لأفضل حبيب مشى على البسيطة وأن يكون خالصاً لوجه الله تعالى لا يبغي من ورائه المادح مالاً ولا شهادات ولا وشاحات. على الكوثر وساهور أن يضعا تجربة تلك الأعوام تحت الدراسة وأن يخضعاها للتقييم، خاصة إذا وضعنا في الاعتبار الكثير من السلبيات التي صاحبت مسيرتها.. بدءاً من استخدام ألحان الأغنيات التي نسميها هابطة وغير الهابطة في المديح بعد تغيير الكلمات.. وكذلك فتح الباب لمن هو مقنع وغير مقنع، فظهر بعض المطربين والمطربات الذين لا تؤهلهم سيرتهم لإقناع الناس بما يقدمون من مديح وهم يطلون صباحاً ومساءً عبر أثير الكوثر.. وشاشة ساهور.. فالمديح ليس صوتاً جميلاً فقط أو مطرباً ذا شعبية.. والمهم من كل ذلك أن توضح الكوثر وساهور عن تمسكهما بسياسة الإعتماد على المطربين والمطربات دون مراعاة للشروط التي يجب أن تتوفر في المادح وقبل كل ذلك أن تفتينا في مسألة مديح المرأة ومشاركتها الرجال المديح وهز الرجال عليها أثناء المديح.. كلها مسائل يجب أن تضعها الإذاعة والقناة في جدول أعمالها وهما تستشرفان عهداً جديداً.. نسأل الله لهما فيه التوفيق والاستمرارية بما يرضي الله سبحانه وتعالى وأن يتقبل جهودهما.. في رسالة الكوثر وساهور رغم ما شابها من قصور في فترات كثيرة.. فهي عندنا تجربة تستحق الاستمرارية وتستحق الدعم والوقوف إلى جانبها.. لأنها تجربة فريدة وذات رسالة عظيمة.. فكل الأمنيات أن يستفيد القائمون على أمرهما من سلبيات الماضي والعمل على تطوير الإيجابيات التي هي أيضاً ليست بالقليلة.. ومن هذه الإيجابيات إنتاج المسلسلات الدينية على شاكلة مسلسل (قمر بن هاشم) الذي تم عرضه في الكثير من الفضائيات الإسلامية والعربية. كلمة أخيرة نقولها لإخوتنا في الكوثر وساهور.. إن شعار الإذاعة والقناة هو (تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم).. وتعظيم النبي الكريم لا يقتصر فقط على المديح ولا يتوقف عند المطربين.. فيجب أن تكون هناك برامج دينية لكبار المشايخ والعلماء يتحدثون عن سيرته العطرة والمناسبات الدينية المختلفة والاهتمام أكثر ببرامج الأطفال بإشراف علماء ومختصين بعيداً عن المجاملات والمحسوبية.. كما لا ننسى التوقف كثيراً عند شريط الرسائل أسفل شاشة ساهور حتى تتم الإستفادة منه بالشكل المرجو.. فما يرد فيه أحياناً يتنافى مع منهج القناة وأحياناً.. ترد فيه بعض الأخطاء. وإلى الأمام الكوثر وساهور مع الأمنيات بكل التوفيق.