فن الانشاد الدينى والمديح فرض نفسه بقوة فى الآونة الاخيرة، واصبح من المؤشرات القياسية التى تستهدف الشباب وقطاعات كبيرة من فئات المجتمع، وإن اختلف البعض مع طرحه بصورته المستحدثة ومصاحبة الآلات الموسيقية، بعد أن اصبحت له منابره الاعلامية التى تزيد من ثيرمومتر الاهتمام به. وفى ظل هذا الجدل ونحن نتنسم ذكرى مولد المصطفى، كانت هذه المقابلة مع مادح قناة «ساهور» عبد العظيم الفاضل، وتطرقنا خلالها لجملة من المواضيع والقضايا المتعلقة بتجربته ورؤيته للانشاد فى صورته الحديثة. ٭ كيف كانت مدخلك لساحة المديح النبوى؟ بدايتى فى هذا المجال الفنى كانت منذ المرحلة الابتدائية، من خلال الجمعيات الادبية وتلحين الاناشيد والقصائد، ولكن انطلاقتى الحقيقية كانت فى الدورة المدرسية الرابعة عشرة بمدينة الحديد والنار عطبرة، حيث شاركت فى فقرة المديح، وحصلت على الميدالية الذهبية عن عمل للشيخ البرعى، ومن بعد ذلك التحقت بفرقة الرباط بفرع التوجيه المعنوى بإدارة الشرطة المجتمعية، ومنها كانت الانطلاقة واحتراف المديح. ٭ اتجاهك إلى هذا الفن هل كان عن قناعة؟ البداية كانت بالغناء وتقليد كبار المطربين ومنهم الفنان عبد العزيز المبارك وأبو داؤود ومحمود تاور وصلاح مصطفى، وتلك مرحلة جاء بعدها التحول الى الانشاد والمديح، ويعود ذلك إلى قناعة شخصية وارتياح نفسى كامل بهذا التوجه والتحول، بالاضافة الى ذلك فإن الفنان لا بد له أن يطرق شتى انواع الفنون، وقد كانت رغبتى فى طرق ابواب الانشاد والمديح الذى وجدت فيه راحة روحية واشباعاً نفسياً. ٭ علاقتك بقناة «ساهور» ماذا اضافت لك؟ قناة «ساهور» اعتبرها المعين الذى نهلت منه محبة المصطفى، وهى دوحة ينتمى اليها الكثير من المادحين، وقد اسهمت بشكل مباشر فى اثراء قيم الفضيلة عبر مدح المصطفى وانتشار المديح وسط الشباب والمجتمع بصورة عامة، وقد حققت انتشارا واسعا على المستوى الخارجى والمحلى، وجمعتنى بمجموعة طيبة من الملحنين والشعراء مثل التيجانى حاج موسى والماحى سليمان وعثمان النو وآخرين. ٭ بماذا تفسر اتجاه الكثير من المطربين للمديح؟ السبب الرئيسى فى اتجاه معظم المطربين الى المديح واضح، فهناك من يسعى لتحقيق بعض المكاسب المادية، ولكن للحقيقة والتاريخ فإن الأغلبية العظمى منهم رسالتها هي توصيل فن المديح الى الجمهور، بدليل القبول الواضح من الشباب، ولكنى ضد العمل باتجاهين، اى ضد الجمع بين الغناء والمديح، وكما يقولون «صاحب بالين كذاب». ٭ ما هو رأيك في استخدام ألحان الغناء في المديح؟ فن المديح قديم فى السودان، وهو سابق للعديد من الفنون والالحان التى تعتبر مميزة ولها صفة التفرد الذى ينسجم مع الالق الروحى، ولذا يجب ألا تؤخذ الحانه من الاغانى العاطفية والحان الحقيبة والاغانى المعروفة، لأن هذا يساهم فى ضياع هيبة وسمو المديح واهدافه الروحية. ٭ حدثنا عن مشاركاتك في المهرجانات وأعمالك الخاصة؟ شاركت فى العديد من المهرجانات الفنية على المستوى الداخلى والخارجى بالمملكة العربية السعودية وقطر مع فرقة ساهور، ولدى ما يقارب الاربعين عملاً مصوراً لمختلف المشائخ والرواة، الى جانب «80» مدحة بمكتبة اذاعة الكوثر، كما أنجزت مع فرقة اضواء الرباط باكورة ألبوماتى وهو كاسيت «آخر الليل» للشيخ البرعى، إلى جانب «دعاة الخير» وهو كاسيت حماسى وتراثى، وهناك اربعة ألبومات ذهبية بصحبة الفنانين عصام محمد نور وطه سليمان ووليد زاكى الدين، وحالياً أعكف على انتاج كاسيت خاص من انتاجى الشخصي عنوانه «لك العتبى». ٭ كيف تنظر لظاهرة الفن الهابط؟ ٭ الفن الهابط موجود، وهناك مطربون ظهروا باجتهادات غيرهم، وهذه عملية سلب لا غير، ولا ينفى هذا وجود مطربين لهم اجتهاداتهم من خلال اعمالهم الخاصة التى وجدت قبولاً من الجمهور، وحقيقة فإن الجمهور يميز بين ما هو ردئ وجيد، كما أن ظهور الملكية الفكرية والمصنفات الفنية يحد من انتشار الفن الهابط الذى يعتبر دخيلا على المجتمع السودانى الاصيل.