جاءتني دعوة كريمة من الاخوة بالاتحاد الوطني للشباب السوداني للمشاركة باحتفالات العيد الخامس والخمسين للاستقلال وايضا للاحتفال باعياد السلام ،وكانت الدعوة محفزة لي لسببين اولهما حجم المناسبة والاهم من السبب الاول هو ان الدعوة كانت لزيارة مدينة كادوقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان الغرة،الولاية التي اكن لها كثيراً من الاعتزاز رغم انني قمت فقط بزيارة الابيض حاضرة شمال كردفان ولكن لافرق فالارض هي هي؛دون مصطلح شمال او جنوب. الرفقة تعطيك الاحساس بالامان ويقال الرفيق قبل الطريق،المهم كانت من المقرر ان تكون رحلتنا عبر الطائرة ولكن لاختلال البرنامج الموضوع تم التعديل في آخرلحظة للسفر بالعربة،وتحركنا حوالي الساعة الثانية والنصف ظهرا،وكانت القيادة بيد الاخ ابراهيم ،وكان قائد الركب الاخ العزيز جدا جوزيف مبيور امين امانة الوحدة والسلام بالاتحاد الوطني،ويرافقنا كل من الاخوة محمود الاحيمر مسؤول التمويل الاصغر بالاتحاد ومن اعلام الاتحاد رجل الكشافة الجوية محمد بلة ومحي الدين الشهير بالعجب ،كان الطريق سالكا غير مزحوم الا من طوف العودة الطوعية المتجه لكوستي؛وصلنا ربك عند الخامسة مساءً وترجلنا لتناول وجبة الغداء،وكانت من السمك طبعا وهو ماتشتهر به كوستي وربك،وكان فعلا له طعم آخر،لم اجده في اي مكان ؛بعد صلاة المغرب تحركت عربتنا وهي تنهب الطريق مسرعة ولكن دون استعجال،وفي الرهد توقفنا لشرب القهوة والشاي باللبن،وبعدها تناولنا باقي الطريق دون توقف لتأخر الوقت،وتربصنا الليل دون مشاهدة الطبيعة وجمالها وخضرتها المحيطة بالجبال عند مدخل ولاية جنوب كردفان- على أمل التمتع بها عند العودة غداً(اليوم). وصلنا للدلنج ونحن بين اليقظة والاحلام فالساعة كانت حوالي الثانية والنصف صباحا،وعند الرابعة تماما كنا وصولا لمدينة كادوقلي والتي استقبلنا في مدخلها السيد رئيس الجمهورية المشير عمر البشير عبر لافتة كبيرة وهو هاش مبتسم يلبس العمامة والجلباب،اتصلنا بالاخ عبدالسيد عثمان رئيس الاتحاد الوطني للشباب بولاية جنوب كردفان، الذي كان في انتظارنا لتتم استضافتنا بفندق شيراتون،وكانت نهاية يومنا بالنوم للاستعداد ليوم الجمعة وهو يوم حافل بالانشطة والاحتفالات. مر اليوم سريعا وبعد صلاة الجمعة جلست مع الاخ جوزيف مبيور إبن دينكا بور وهو يحمل طموحا بحجم وطن لايكترث بما يسمى انفصال،ومايساعده علي اقتناعه هو أن الانفصال لو حدث فهو شئ حتمي لعدة سياسات هو وغيره من شباب السودان غير مسؤولون عنها،فالوطن واحد والهم واحد،وقال لي الاخ جوزيف بأن حائط برلين تم هدمه بأمر شعبي ليس للحكومات يد أو تأثير فيه،وأنهم متأكدون من أن السودان سيظل واحداً لارتباط الوجدان السوداني ببعضه البعض،وأن والده ضابط بالجيش الشعبي وبرتبة عظيمة،وهو غير والده يرتبط بالمؤتمر الوطني ،وكل له رأيه في مآلات مابعد الاستفتاء،والسودان يحتمل الاختلاف ويبقي الوطن مملوكا للكل،وهو الاهم،وتوالت الحكايات لمستقبل يحمل رؤية شاب جنوبي يرتبط بالشمال والجنوب ويجد أنه لافرق يحده أو يوقفه،وهو ماسأكمله بعد عودتي عن أخينا جوزيف مبيور وأحلامه وتحدياته التي يراها واجباً يمليه عليه واقعه قبل مستقبله،رغم الاختلاف وهواجس الانفصال يبقي السودان هو هو بجنوبه وشماله،لاتؤثر فيه سياسة أو حزب أو حكام،فالمواطن هو صاحب الاختيار والقرار.