وصف مولانا محمد عثمان الميرغني رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل ومرشد الختمية قيام الاستفتاء في ظل ما أسماه بالجو المشحون بالمغامرة الكبيرة أياً كانت نتيجته، مشيراً إلى أنها تجيء بما لا يمكن مغالبته، مؤكداً أنه مليء بأطماع أجنبية، محذراً من عواقبها التي قال إنها تتعدى حدود الوطن، قاطعاً بأن تحميله بعداً دينياً ينذر بالدخول في موجة من التطرف، وأضاف لذلك طرحنا الكونفدرالية طريقاً ثالثاً بين الوحدة والانفصال كمرحلة انتقالية تسمح بالتبشير بخيارات الوحدة في مناخ بعيد عن الاستقطاب الحاد، طارحاً المبادرة الوطنية لتوحيد السودان متخذاً من ميثاق مع الراحل د. جون قرنق مدخلاً لها. وقال سنبحث خلال المؤتمر العام القادم للحزب إقامة إسبوع وحدة السودان الثقافي الرياضي الإجتماعي على أن يكون في السادس عشر من نوفمبر من كل عام، مشيراً إلى أنه سيكون بصفة دورية بالخرطوم وجوبا ضماناً للتواصل بين الشمال والجنوب، موضحاً أن الفعاليات الثقافية للأسبوع ستقام في دار السيد علي الميرغني في الشمال وعند ضريح الراحل جون قرنق في الجنوب. وحمّل الميرغني في خطابه الذي ألقاه بمناسبة أعياد الاستقلال وتلاه إنابة عنه صلاح سر الختم مسؤول هيئة الختمية أمس حمّل الشريكين مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع الراهنة بسبب ما أسماه بالتشاكس والممارسات البرلمانية التي لا تعبر عن رغبات السلام والوحدة، لافتاً النظر إلى أن حزبه قد نبه مبكراً للعيوب والنواقص التي اشتملت عليها القوانين خاصة قانون الاستفتاء، مجدداً الدعوة لإقامة اتحاد يجمع مصر، ليبيا، أريتريا، تشاد والسودان، إضافة لدولة الجنوب حالما تم الانفصال، مشيراً إلى أن هذا الاتحاد سيحقق السلام والاستقرار في المنطقة ويؤسس لوحدة تضامنية جاذبة. وطالب الميرغني بالمزيد من الجدية لتحقيق السلام في دارفور، معلناً اعتزامه القيام بجولة للقاء فرقاء دارفور بهدف الاستماع للأطراف المختلفة، مؤكداً سعيهم لحث الجميع على تقديم التنازلات الحقيقية لتحقيق السلام في دارفور، قاطعاً بأن العام المقبل سيكون مفصلياً في تاريخ البلاد، داعياً للابتعاد عن المزايدات التي أججت الصراع في كافة أنحاء الوطن. وأعلن الميرغني رفضه المزايدة بالإسلام واستغلال شريعته السمحة، وأضاف إن الاجتهاد في تطبيق نماذجها أضر بها، وأضاف إن دفعها كأداة سياسية وشعار مرحلي من أجل كسب الدنيا أمر يجب مراجعته. ذكر أن مولانا الميرغني لازال في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية التي وصلها قادماً من العاصمة المصرية القاهرة.