في لقاء فريد ومتميز نظمه مجلس الصداقة الشعبية العالمية، احتضنت حدائق المجلس لقاء ضم قيادات من كافة ألوان الطيف السياسي.. فمن المؤتمر الوطني جاء البروفسير إبراهيم غندور وفتحي خليل، ومن الحركة الشعبية جاء باقان أموم ومنصور خالد وياسر عرمان ودكتور لوكا بيونق ومحمد المعتصم حاكم، ومن المؤتمر الشعبي جاء إبراهيم السنوسي وعبد الله دينق نيال ومحمد الأمين خليفة.. ومن المايويين جاء اللواء بابكر عبد الرحيم ومحمد الحسن أحمد الحاج وبروفسير فاطمة عبد المحمود وعلي شمو ودكتور أحمد يعقوب وفؤاد أحمد مكي، ومن حزب الأمة القومي جاء اللواء فضل الله برمة ناصر.. ومن الشخصيات الوطنية جاء دفع الله الحاج يوسف ودكتور إبراهيم محمد حاج موسى، ودكتور حسين سليمان أبو صالح ودكتور ناصر السيد ودكتور عصام أحمد البشير وغيرهم من الشخصيات الوطنية. وخاطب اللقاء المتميز السيد باقان أموم الأمين العام للحركة الشعبية، معلناً في فاتحة مخاطبته أن نضال الحركة الشعبية الذي امتد لعقدين من الزمان تمخض عن اتفاقية السلام الشامل التي أوقفت الحرب.. وكان هذا الإنجاز أقصى ما توصل إليه طرفا الاتفاقية.. وظل طرفا الاتفاقية يتعاطعيان معه كل طرف متمسكاً بمشروعه في الفترة التي أعقبت التوقيع على الاتفاقية. فالحركة الشعبية تحتضن مشروعها الخاص ببناء سودان جديد، والمؤتمر الوطني بمشروعه المعلوم الذي كان سبباً رئيسياً في استيلائه على السلطة للحيلولة دون انهيار السودان القديم. وأعلن أن المؤتمر الوطني والحركة الشعبية يتحملان المسؤولية التاريخية لفشلهما في إقامة سودان موحد.. وقال إننا كسودانيين ظللنا موجودين في هذه المنطقة منذ القدم.. وتعاقبت علينا العديد من الأنظمة السياسية، وأننا سنظل كسودانيين موجودين بالمنطقة- بقي السودان أو انفصل. ودلف إلى الواقع الجديد الذي ينتظره السودان الأيام القادمة، مؤكداً على أهمية تعزيز العلاقات بين الشمال والجنوب، وقال إنه ينبغي أن نتخذ من الاستفتاء فرصة تاريخية لبناء دولتين جارتين متعاونتين في كافة المجالات، بعد أن فشلنا في إقامة سودان موحد.. ودعا إلى رسم خارطة طريق لبناء دولتين مستقرتين أمنياً وسياسياً. والتمس في مخاطبته الشمال حكومة وشعباً أن يدعم الحكومة الجديدة بالجنوب التي ستبدأ من الصفر. وتناول باقان ملامح الدولة الجديدة بالجنوب، معلناً أنه سيتم تشكيل حكومة قومية عريضة تستوعب كل الأحزاب والقوى السياسية بالجنوب والحركات المسلحة التي تناصب الحركة الشعبية العداء. وأرسل رسالة واضحة فحواها أن الحدود بين الدولتين ستكون مرنة، وأن حقوق الرعاة ستكون محفوظة.. وأعلن أن حكومة الجنوب ستتعاون مع الشمال في مجال البترول، لأنه حسب قوله أن الشركات الأجنبية العاملة في مجال البترول سوف تنفرد بنا. وأعلن الأستاذ أحمد عبد الرحيم محمد عراب اللقاء أن اتفاقية السلام الشامل جهد إيجابي أوقفت الحرب، وكانت أفضل الخيارات، وقال إن السودانيين يملكون تجربة تراكمية عبر تاريخهم، ولكنهم فشلوا في إرساء هوية للوطن يتوافق عليها الجميع، وتناول ملامح المرحلة المفصلية التي يمر بها الوطن موضحاً أن هناك مصالح مشتركة بين الجانبين من الصعب إغفالها وتجاوزها. وأوضح أن القوى الأجنبية التي ظلت تتربص بالسودان تلج الآن المراحل النهائية لتحقيق أهدافها الرامية إلى تفتيت السودان. وفي ختام مخاطبته أكد أن هذا اللقاء المهم الذي ضم النخب السياسية في كافة ألوان الطيف السياسي يمثل بوابة لعمل وطني جاد لمواجهة مستحقات المرحلة الدقيقة التي يقف السودان على أعتابها. واختتم حديثه مؤكداً أنه سيظل يعمل من أجل وحدة السودان حتى آخر يوم وأنه متفائل. وخاطب اللقاء الدكتور حسين سليمان أبو صالح قائلاً: إن الخلاف بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية حول نظام الحكم ما كان له أن يؤدي إلى فصل جزء عزيز من الوطن.. وقال إن فكرة تقرير المصير كانت خطأ لأنها مهدت الطريق للانفصال، وقال إن الشعب السوداني من أذكى شعوب العالم وفي مقدوره اجتياز كل العقبات والصعاب التي تعترض مسيرته. وأشاد دكتور عصا م أحمد البشير بمبادرة مجلس الصداقة التي جمعت نخباً مميزة من قيادات العمل الوطني والسياسي والاجتماعي، وأفاض في كلمته في شرح النهج الإسلامي من الوحدة. واقترح دكتور قاسم بدري في اللقاء توفير الأموال التي رصدت للاستفتاء لمصلحة الشعب، بعد أن غلبت فكرة الانفصال، ودعا إلى إقامة ولايات متحدة بين الشمال والجنوب والدول المجاورة.