تناولت في هذه الزاوية من قبل موضوع التدخين، ولكن لخطورة الموضوع وتفشيه بصورة كبيرة فكان لابد لي من التحدث فيه مرة أخرى، ومما أثار انتباهي وأنا أمر يوماً بأحد شوارع العاصمة رأيت صبية لا تتجاوز أعمارهم مابين 8-9-10 سنوات يدخنون بشراهة، نعم أنهم من أطفال الشوارع، ولكن هم أطفال منا..لأن مشكلة التدخين تتفاقم يومياً ويزداد إقبال الأطفال والمراهقين على التدخين الذي يعتبر السبب الثاني للوفاة في العالم، إذ يؤدي إلى وفاة واحد من كل عشرة بالغين. وتشير الدراسات أن خُمس الناشئة الذين تتراوح أعمارهم بين الثالثة عشرة والخامسة عشرة يمارسون عادة التدخين، وهذه الممارسة ستؤدي في المستقبل إلى وفاة 250 مليون شاب. ومن أخطر الأضرار الناجمة عن ظاهرة التدخين انتشارها بين الشباب الذين هم في سن التعليم، لا سيما في مرحلة المراهقة، وهي مرحلة تظهر فيها المشكلات والصراعات النفسية والاجتماعية. إن التدخين بين الطلاب عادة سيئة وضارة ومدمرة للصحة والعقل والنفس والمجتمع، مع أن هذه العادة تؤثر في تأخير نموهم ورفع نسبة الوفيات بينهم نتيجة تعرضهم لأمراض خطيرة بسبب التدخين، كما تؤثر سلبياً على تحصيلهم العلمي. ومن هنا لابد من اتخاذ خطوات حازمة للقضاء على هذه الظاهرة الخطيرة التي تستحق العناية من قبل الحكومات، ويمكن معالجتها إذا ما قامت الحكومات بوضع خطط جادة وحملات توعية وتعليمات بمنع بيع السجائر، إلا لفئات عمرية معينة والتشديد على معاقبة المخالفين. لم تعد مشكلة التدخين التى يطلق عليها حالياً وباء الغد مقتصرة على مجتمع معين، بل أصبحت مشكلة عامة تطال الكبار والصغار وتنتشر بشكل مخيف بين أوساط الأطفال والصبية، مما يستدعي العمل على انقاذ الأجيال القادمة من براثن هذه العادة، وادراك مدى الخطر الجسيم الذي يهدد جيل المستقبل الذي يعتبر عماد الوطن وأمل مستقبله.