ازدادت ظاهرة تدخين الأطفال والمراهقين بشكل ملحوظ.. إنه تقليد أعمى.. دون وعي بالمخاطر، ودون اكتراث للتحذيرات الطبية.. لم تعد مشكلة التدخين التى يطلق عليها حالياً وباء الغد مختصرة على مجتمع معين، بل أصبحت مشكلة عامة تطال الكبار والصغار، وتنتشر بشكل مخيف وسط الأطفال والصبية، مما يستدعي العمل على انقاذ الأجيال القادمة من براثن هذه العادة، وادراك مدى الخطر الجسيم الذي يهدد جيل المستقبل، الذي يعتبر عماد الوطن وأمله. ومن أخطر الأضرار الناجمة عن ظاهرة التدخين انتشارها بين الشباب، الذين هم في سن التعليم، لاسيما فى مرحلة المراهقة، وهي مرحلة تظهر فيها المشكلات والصراعات النفسية، والاجتماعية، وغيرها، وتبرز من خلالها سمات شخصية للمدخن، تتمثل في العصبية والعدوانية، والاكتئابية، والسيطرة أو الهدوء.. ولا تتمثل الخطورة هنا في الانعكاسات الصحية بسبب التدخين، وإنما فى آثار هذه الانعكاسات من النواحي الاجتماعية، والنفسية، والتربوية، وعلاقة التدخين بالسمات الشخصية، مثل الميل الى السلوك الإجرامي، والقلق والسمات الهستيرية، والاكتئابية، والوسواسية، والتشرد، وعدم التكيف والتوافق مع المجتمع. إن ظاهرة التدخين بين الطلاب هي عادة سيئة، ضارة، مدمرة للصحة والعقل والنفس والمجتمع، و تؤخر نموهم وترفع نسبة الوفيات بينهم، نتيجة تعرضهم لامراض خطيرة، بسبب التدخين مثل سرطان الرئة، وهذه أمراض مميتة، كما تؤثر سلبياً على تحصيلهم العلمي، فلابد للأسرة من تنشئة الأطفال تنشئة سليمة، ومعرفتهم (لأصحابهم ورفقائهم)، لأن رفقاء السوء هم مصيبة علي الفرد والمجتمع، ولأن الأطفال هم دعامة المستقبل، فلابد من الاهتمام بهم ومراعاتهم.