لقد أثارت قضية نقل الأعضاء لغطاً طبياً ودينياً كثيراً جداً، خاصة في الأوساط الدينية والطبية، وقد توقف عندها العالم.. فنقل الأعضاء لم يكن سهلاً لا في مراحل المصادقة عليه ولا في المقدرة على نقل الأعضاء كعملية دقيقة ومكلفة، وقد سعت كل الدول لتوطين هذه العمليات بداخلها لتخدم مواطنيها أولاً لتوفير التحويلات الدولارية الضخمة التي تحول للعلاج بالخارج.. ثانياً ولما كنت من المهمومين بالمجال الصحي ومن القريبين من خدمات نقل الدم بصفتي رئيس الجمعية الإعلامية الطوعية للتبرع بالدم، فقد قلت في نفسي إن عمليات نقل الدم هي من أولى عمليات نقل الأعضاء في العالم، إلا أن الأعضاء الأخرى التي يعملون على نقلها تمثل نقل عضو يحتوي على أنسجة كذا، هو الدم ولم أقف عند تفكيري وسألت د.أحمد حسن محمد مدير خدمات نقل الدم بالسودان، وقلت له هل يمكننا أن نصنف عمليات نقل الدم بأنها من عمليات نقل الأعضاء فقال: نعم، بل إن الدم يعتبر من أهم عمليات نقل أعضاء الجسم من خلال عمليات نقله المتكررة، فالدم لا يتم نقله مرة واحدة، بل عدة مرات، وهذه ميزة تميزه عن العمليات الأخرى التي ينقل فيها العضو مرة واحدة.. كما أن عملية نقل الدم أو نقل الأعضاء تعتمد من الناحية العملية على وجود متبرع متطوع ومتلقى وهو المريض ومع ضرورة لوجود التجانس المناعي، بحيث لا يرفض الجهاز المناعي للمتلقي أنسجة الأعضاء في المتبرع.. والتجانس في نقل الدم يكون في تشابه فصائل الدم المعروفة «AB»، «B»، «A»، «o».. كما أن صلة القرابة ليست من شروط نقله، بل أن الأفضل عند نقل الدم أن لا تكون هناك صلة قرابة بين المتلقي والمتبرع، بينما في نقل الأعضاء القرابة غالباً ما تكون مطلوبة لتوفير المتبرع المناسب.. لكن رغم ذلك فإمكانية التبرع بدون صلة قرابة واردة، لأن هناك عقاقير يمكن أن تمنع رفض الجسم المتلقي للعضو المنقول.. إلى هنا انتهت إجابة د.أحمد حسن عن سؤالي.. بالمناسبة نقل الأعضاء يحتاج لبنوك لحفظها، وبنك الدم جاهز ويعمل منذ عشرات السنين.. وحتى تكون عزيزي القارئ من الذين ينقلون أعضاءهم لإعطاء الفرصة للمرضى للشفاء، تبرع بدمك فإن ذلك لن ينقصك شيئاً، بل يعطي الأمل لغيرك ويجدد خلايا دمك.