وقال المبعوث الأمريكي الخاص للسلام في السودان إسكوت غرايشن إن التعامل مع الرئيس عمر البشير كان لا بد منه من أجل تنفيذ اتفاقية السلام وأضاف ردًا على انتقادات من منظمات أمريكية قالت إنه (تساهل) مع الرئيس البشير (هو رئيس دولة ذات سيادة، ونحن نتعامل معها. ليس هناك شك في أنه صاحب السلطة ومركز إصدار القرارات. من الواضح أن هناك أشياء لا نحبها هنا. لكننا نعمل مع الأشياء التي نحبها حتى نقدر على تغيير الأشياء التي لا نحبها). واعترف غرايشن، في مقابلة مع صحيفة (وول ستريت جورنال) الأميركية، بأن الدولة الجديدة في جنوب السودان ستواجه مشكلات كثيرة، خاصة في البنيات التحتية. وخلال لقاء تحت ظل شجرة مع تعبان دينق، حاكم ولاية بانتيو ، وبحضور مراسل الصحيفة، سأل دينق غرايشن (متى سيحضر مستثمرون أميركيون؟)، وأجاب غريشن (أنتم في حاجة إلى الأمن، وإلى البنية التحتية، أولاً). وأضاف غريشن متندرًا (وأيضا تحتاجون إلى حمامات سباحة.. فالأميركيون يحبونها). وكأن غريشن يُريد( أن يوضح صعوبة تنفيذ التوقعات التي وضعها الجنوبيون على الولاياتالمتحدة). وانتقد غريشن منظمات لوبيات أمريكية، من غير أن يسميها، كانت انتقدته في الماضي. وقال (عندما توليت هذا المنصب، أعتقد بعض الناس أننا لن نقدر على إجراء الاستفتاء في الوقت المحدد له). وأضاف (أنا لا أقول إنني نجحت. لكني أقول إن سياسة الرئيس أوباما حققت بعض النتائج الإيجابية). وأشار مراقبون في واشنطن إلى أن الانتقادات إلى غرايشن جاءت من منظمات مثل (إنقاذ دارفور وإيناف)في واشنطن. وقال هؤلاء إن غرايشن كان متساهلاً مع حكومة البشير، وركزوا على ما سموه (إبادة جماعية) في دارفور، وأنهم يخشون الآن (إبادة جماعية) في الجنوب. وعن جهود جون برندرغاست، مؤسس ومدير منظمة «إيناف»، قال غريشن إنها (مهمة، لكنها أقل أهمية من جهود آخرين). وأعرب عن تفاؤله بحل كافة القضايا العالقة والخلافات بين شريكي الحكم المؤتمر الوطني والحركة الشعبية الخاصة بما تبقى من تنفيذ بنود اتفاقية السلام الموقعة بكينيا عام 2005. وبحث غرايشون مع وزير التعاون الدولي السوداني د. جلال يوسف الدقير في الخرطوم أمس مجالات التعاون الثنائي بين الخرطوموواشنطن والسبل الكفيلة بتطويرها وتعزيزها في المجالات كافة.وأثنى المبعوث الأميركي على ما تم إنجازه حتى الآن في استفتاء الجنوب، معرباً عن أمله في أن تحل قضايا ترسيم الحدود وقضية أبييّ. وشدد على سعي بلاده لتذليل الصعاب التي تواجه الشريكين ودفع العلاقات الثنائية المشتركة بين البلدين في المجالات كافة.