وصفت بعثات مراقبة استفتاء جنوب السودان العملية ب(السليمة) والموثوق بها وذات المصداقية، وأنها اتسمت بمشاركة كبيرة ومعقولة وجيدة، وأن تسجيل المقترعين تم بكفاءة في أجواء سلمية وهادئة، وتوقعت أن تفضي نتائجه إلى الانفصال، واعتبر مركز كارتر العملية متسقة مع المعايير الدولية الخاصة بالانتخابات الديمقراطية، وكشفت بعثة الاتحاد الأوروبي ومركز كارتر في تقريرين مبدئيين منفصلين عن تجاوز عتبة ال(60%) المطلوبة لصحة الاقتراع. وقالت رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي لمراقبة الاستفتاء؛ فيرونيك دي كيسر، في تقريرها في مؤتمر صحفي ببرج الفاتح بالخرطوم أمس (الاثنين) إن المشاركة كانت «حرة وسلمية وكاسحة». وفي الأثناء كشف مركز كارتر في مؤتمر صحفي منفصل ببرج الفاتح أمس عن وجود أمني لضباط حكومة الجنوب داخل مراكز الاستفتاء، ووجود أمني للقوات النظامية خارج مراكز الاستفتاء بالشمال أثناء الاقتراع، ونبه إلى أن أعداداً كبيرة من عمليات الاقتراع تمت بمساعدة الغير مما سبب شيئاً من الارتباك، وهدد المقترعين وسرية الاقتراع، وبررها أحد أعضاء مركز كارتر للمراقبة؛ ديفيد كارول، بأن المساعدة تمت بحسن نية ومرغوب فيها من قبل الناخبين وأن (9%) من حضور أفراد الأمن في بعض المراكز لم يسبب أي ترهيب، وتوقع فريق مركز كارتر في تقريره اعتراف المجتمع الدولي بنتائج الاستفتاء بمجرد إعلان النتائج النهائية. وكشف تقرير البعثة الأوروبية عن خروقات وصفها بغير الكبيرة تمثلت في وجود مسؤولين وأفراد أمن من جهاز الأمن بحكومة الجنوب والجيش غير مصرح لهم بالوجود داخل مراكز الاقتراع في بعض المواقع الرئيسية، وفي مدينة جوبا والمناطق المحيطة بها، وأنهم قاموا بنشاط تنظيم صفوف المقترعين والتحقق من بطاقات التسجيل، وكشفت البعثة الأوروبية في تقريرها عن وقوع حوادث تهديد وتخويف وصفتها بالمعزولة وأنها لم تشكل تهديداً مباشراً في التأثير على المقترعين لم تتعد نسبة (2%) من مجموع مراكز الاستفتاء التي تمت مراقبتها، وأكدت البعثة أنها لاحظت تدخلاً غير مصرح به من أشخاص بنسبة (5%)، ونبهت إلى وجود خروقات إجرائية غير مقصودة من قبل موظفي الاستفتاء تتعلق بالحبر، وأكدت أن عملية التحبير لم يتم اتباعها بشكل دائم في (50%) من المراكز، ولم يتم التأكد من تحبير جميع المقترعين، وأشارت إلى مركز بالرمز (xxx) لم تسمه، قالت إنه لم يتم وضع الحبر للناخبين فيه كل الأوقات، وأنه لم يتم ضمان سرية الاقتراع في (29%) من مراكز الاقتراع التي زارتها البعثة الأوروبية، إلا أنها نبهت إلى أن التحقق للتصويت تم بقطع بطاقة الاقتراع وشطب اسم الناخب من السجل، وأن لجان الشكاوى لم تعمل إلا في (60%) من المراكز التي تمت مراقبتها، وسجل فريق المراقبة شكوى واحدة، ونبهت إلى تحقق فريق المراقبة الذي زار (800) مركز استفتاء في ولايات الجنوب العشر وثماني ولايات بالشمال؛ من أرقام أقفال الصناديق بسبب عدم وجود أقفال، واعتبرت فيرونيك الاستفتاء أفضل من انتخابات أبريل، ونبهت إلى أنه تم تغليف (81%) من النتائج في مظاريف آمنة، واعتبرت إعلان رئيس الجمهورية والمؤتمر الوطني قبول نتائج الاستفتاء غير المشروط إضافة إلى مصداقية العملية.