اجمع مراقبون دوليون ان عملية الاستفتاء تمت بطريقة سلمية ومقبولة وبمعدلات عالية من المشاركة، واشادوا بجهود مفوضية الاستفتاء والامم المتحدة لترتيبهم للعملية بشكل ملائم بالرغم من ضيق الزمن وتأخر قانون الاستفتاء وتكوين المفوضية، بيد ان الشبكة الوطنية لمراقبة الانتخابات، اكدت انها رصدت عدداً من الخروقات والتجاوزات ابرزها السماح بتصويت اطفال قصر، وكذلك غير المسجلين بسجل الاستفتاء خاصة العائدين من الشمال، واستمرار الحملات الدعائية للانفصال اثناء فترة الاقتراع، والتدخلات المتكررة من قبل الحركة الشعبية للضغط على الناخبين وتوجيههم للتصويت لصالح الانفصال، واغلاق بعض المراكز بسبب انعدام الامن، وطرد بعض المراقبين من مراكز الاقتراع، وتحويل بعض صناديق الاقتراع من مراكز الى مراكز أخرى، ورصد حالات متكررة من التصويت بدون بطاقات حيث تم السماح لعدد من الناخبين بالتصويت بدون بطاقات تسجيل. وقال يوسف السيد، رئيس الشبكة الوطنية لمراقبة الانتخابات، في مؤتمر صحفي بالخرطوم امس، ان الشبكة رصدت بدقة عملية الاقتراع والتسجيل في مختلف الولايات ودونت عددا من الخروقات، ولكنه عاد وقال «رغم هذه الخروقات تمت عملية التصويت بسهولة ويسر ولم تحدث اي خروقات أمنية، واشار الي ان الشبكة راقبت الاستفتاء بحوالى «300» مراقب في مختلف الولايات. من جهته قال المهندس الرشيد عبد اللطيف، الناطق الرسمي باسم الشبكة، ان اكثر الولايات التي شهدت خروقات هي جونقلي، وغرب بحر الغزال، التي تم بها التصويت بدون بطاقات لعدد من الناخبين، واضاف «من اكبر الخروقات التي حدثت في الاستفتاء تصويت جنوبيي الشمال الذين غادروا في عمليات العودة الطوعية بالجنوب، واضاف «في بعض المراكز عدد الناخبين المسجل أكبر من عدد سكان المركز». من ناحيتها قالت رئيسة بعثة الاتحاد الاوربي لمراقبة الاستفتاء فيرونيك دي كسير في مؤتمر صحفي امس انه بالرغم من الحملات الاعلامية التي لم تجد الرواج المناسب وغياب شبه كامل لخيار الوحدة بالجنوب فضلا عن عدم خضوع خيار الوحدة لنقاش مستفيض لتبصير الناخبين وطمس معالم الوحدة بالشمال الا ان هذه الخروقات لا تقدح في مصداقية نتائج الاستفتاء، وكشفت ان بعض المراكز شابتها عدم مراجعة الحبر على اصابع المقترعين، ورأت ان الخروقات المرصودة تشكل حالات معزولة لا تتجاوز ال 5% واوضحت ان بعض مسؤولي حكومة الجنوب كانوا موجودين على مقربة من مراكز الاستفتاء الى جانب وجود بعض الحراس المسلحين وعناصر من الاستخبارات بزي مدني وبروز بعض حالات من التهديد والضغط التي واجهت الناخبين، واعتبرتها حالات معزولة لا تقدح في نزاهة الاستفتاء، وقالت ان عملية الاستفتاء كانت افضل من الانتخابات، من النواحي الفنية واللوجستية.