هددت المعارضة الحكومة بانتفاضة شعبية على غرار ما حدث في تونس، وقدمت المعارضة عدداً من الطلبات التي اعتبرتها ضرورية وقال فاروق أبو عيسى المتحدث باسم قوى المعارضة إن هناك اجتماعاً سيعقد خلال «24» ساعة للخروج برؤية موحدة حول كيفية إسقاط النظام وإحكام التنسيق للخروج للشارع.. سادتي قالت المعارضة إنها ستكثف من أعمالها على غرار ما حدث في تونس.. والغريب والمشين لهذه المعارضة التي تحتاج لمعارضة وخروج عليها، فالمعارضة التي لا تعرف أنها تتحدث عن شعب انتفض مرتين وخرج على حكامه مرتين، بل وقام بعصيان مدني ضد الحكومة الفوضوية التي كانت تسمي نفسها ديموقراطية.. فإذا كانت تعلم ذلك لما انتظرت انتفاضة شعبية في دولة أخرى.. المهم سادتي المعارضة السودانية ورموزها هي ذاتها تلك التي وقفت وأصبحت تنسب الثورات الماضية لها وسرقت جهد الشعب وعرقه وادعت القوة، وعندما جلست على سدة الحكم لم تعرف ماذا تفعل ولم تجد إلا مناكفة بعضها حتى تطيح بها الانقلابات وتجلس بعد ذلك لتبكي على أطلالها، ولا تعرف إلا توزيع كلمة «شرعية وغير شرعية» وهي لا تعلم عن أي شرعية تتحدث.. بالمناسبة نحن لا نجزم بأن الشارع السوداني يقف كله مع الإنقاذ، لكنه لا يجد بديلها.. وطالما أن هؤلاء هم بدلاء الإنقاذ، فلن يخرج الشعب للشارع ليسقط الإنقاذ ويأتوا بعد ذلك ليمارسوا فوضويتهم وخواءهم السياسي والاقتصادي، بل وحتى طريقة الحكم همجية لا تشبه القرن الحالي.. لقد جرب الشعب المنادين بإسقاط الحكومة ويعلم أن الأحزاب تتعامل معه كدروع بشرية تحركها في الاتجاه الذي تريد، ويعلم جيداً أن نفس الشخصيات التي تنادي بالانتفاضة هي نفسها التي جلست في سدة الحكم في 1964، وهي نفسها التي جلست في عام 1986، وهي نفسها التي تتربص بالحكومة الحالية لتجلس هي على كراسي الحكم.. فهل تظن المعارضة أن السودان ساقية جحا.. أم أنهم يعتقدون أن الشعب لم يتعلم من تجاربه الماضية خاصة وأن حكمك مازالت موجودة «إن من جرب المجرب حاقت به الندامة».. المهم.. ساستي المعارضين أنتم لستم مقنعين.. حتى يتبرع مواطن ليحرق نفسه على غرار ما حدث في تونس وفي الجزائر.