فرغلية امرأة تجاوز عمرها ال(80) عاماً، إذا نظرت إليها منذ الوهلة الأولى تظن أنها تشادية، إلا أن شلوخها ال(111) تجعلك توقن أنها سودانية (مية المية)، قصة حياة هذه المرأة كما حكتها لنا تستحق أن توثق للأجيال القادمة، لأنها تمثل سفارة سودانية متكاملة وظلت تمثل الوجه المشرق للسودانيين في تشاد وهم ينادوها (أُمنا). قالت (أمنا) فرغلية إنها ولدت عام 1930م بمدينة الأبيض وهي دنقلاوية، درست الأولية بمدرسة القبة بأم درمان ثم انتقلت إلى معهد تدريب المعلمات حيث تخرجت فيه عام 1945، ورغم تقدم سنها لازال الجمال يكسوا وجهها، الأمر الذي أكدته بالقول (يا وليداتي) أنا كنت جميلة خلاص.. و(أُمنا) فرغلية كما يناديها التشاديون حاضرة الذهن والبديهة وتتذكر كل بنات دفعتها ال(14) من مختلف أنحاء السودان، وحكت تفاصيل زواجها وقالت صاحبته أحداث شغب قام به شباب الحي لرفضهم زواجي من رجل غريب، وأبانت أن الزواج تم دون سابق ترتيب.. لأن لي خال، هكذا تقول فرغلية، كان يعمل بالتجارة بين الخرطوم وانجمينا وكان له صديق تشادي وطلب منه إن كان بالإمكان الزواج من أسرته دون تحديد، لأنه لم يكن يعرف أيّاً من أفراد أسرتنا، وجاء إلى الخرطوم وهكذا تم الزواج.. وتحكي فرغلية: عندما جئت إلى تشاد «صعب عليّ القعاد» وقررت العود إلى السودان مهما كانت النتائج، وأنا على هذه الحالة زارتني شقيقتي الصغرى التي فيما بعد تزوجت من رجل كبير في الحكومة التشادية وقتها، وبدعمها وجهدها ووقوفها معي أنشأت أول مدرسة عربية في تشاد - النهضة العربية- بدأت المدرسة بفصلين كل فصل به (40) طالباً، ونتيجة للمدافعة الكبيرة نحو المدرسة حولتها لثلاثة فصول حسب مستويات الطلاب.. وقالت فرغلية إنها أول ما تخرجت عملت بمدينة نيالا حاضرة ولاية جنوب دارفور الآن، ثم الفاشر بشمال دارفور، ثم عادت مرة أخرى للأبيض. وللحاجة فرغلية ثلاث بنات وولد البنات كلهن متزوجات واحدة من ليبي والثانية من مصري والأخرى من تشادي. وأكدت أنها فخورة بسودانيتها ولازالت محتفظة بجواز سفرها الأول الذي دخلت به تشاد، وقالت إنها زارت السودان وأسرتها في الأبيض في عامي «2006م- 2007م»، وقطعت أن هناك تشابهاً كبيراً بين السودان وتشاد في كل شيء إلا القليل، ووجهت صوت لوم للسفارة السودانية في تشاد وطالبتنا بإيصالها.