أورد الزميل عمار محجوب فى عدد أمس الأول من آخر لحظة أن اتحاد الغرف الصناعية أكد رفضه القاطع لقرارات مجلس الوزراء الخاصة بإعفاء خام الزيوت النباتية وبعض السلع من الرسوم الجمركية وقال الاتحاد إن الخطوة من شأنها أن تقضى على صناعة الزيوت بالبلاد وايقاف المصانع العاملة فى المجال وتشريد العاملين فيها . مع التسليم بحماية المنتجات المحلية وتذليل العقبات التى تعترض انتاجها الكبير إلا أن الإنتاج المحلى عندما يضمر ولايكفي حاجة المستهلك المحلي ويرتفع سعره وتقل جودته ففى هذه الحالة تكون حماية المنتج المحلى لاطائل من ورائها وتتضاد مع مصالح المستهلكين فى توفير سلع ذات جودة عالية وسعر مناسب . صناعة زيوت الطعام واحدة من أقدم الصناعات فى بلادنا وعرفتها أقاليم ومدن السودان خارج العاصمة خاصة فى الاقليم الغربي ولم يكن أهل السودان يستهلكون إلا انتاج مصانع الزيوت السودانية ولكن هذه الصناعة لم تتطور بما يقابل حاجة السوق المحلى من الاستهلاك المرتفع ولا منافسة الوارد من الخارج من مصر والسعودية والامارات رغم أن هذه الصناعات التحويلية تتوفر لها كل مقومات النجاح وكل المواد الخام التى تنتج منها الزيوت مثل السمسم - البذرة - دوار الشمس - الذرة الشامى - الفول السودانى وهو مالايتوفر للدول التى أغرقت اسواقنا بانتاجها نظراً لجودة انتاجها وقلة سعره بالمقارنة بالمنتج المحلى . خلال الاسبوعين الماضيين ارتفعت قارورة زيت الفول 4 لتر ونصف من 27 جنيه الى 42 جنيهاً بزيادة 15 جنيهاً للقارورة الواحدة وبما يعادل 55% من سعرها قبل أسبوعين فقط وكانت الزيادة الأولى من 27 جنيهاً الى 36 جنيهاً ثم الى 42 جنيهاً وللعلم فإن الدولار لم يرتفع بهذه النسبة العالية ولكن يبدو أن موجة الزيادات التى طالت كل السلع كانت الاعنف على أسعار الزيوت لأنها من السلع التى لاتستطيع أى أسرة الاستغناء عنها ولابديل مناسب وصحي لها فهل يعقل أن ترى الحكومة المصانع المحلية وقد ارتفعت أسعار انتاجها بهذه الزيادة المرعبة وتنتظر حتى يتوقف المواطنون تماماً عن شراء الزيوت المحلية تماماً لعدم القدرة على الشراء ليعود السعر الى طبيعته أم تتخذ مثل هذا القرار الذى اتخذه مجلس الوزراء بإعفاء المواد الخام لصناعة الزيوت. ظلت أسعار الزيوت المحلية خلال العامين الماضيين تشهد زيادات بنسب عالية لاتتواءم مع أى زيادة فى الرسوم أو الضرائب أو المواد الخام أو سعر الدولار ولأن الانتاج شحيح والمنافسة ضعيفة فقد صار المواطن تحت رحمة وارادة منتجي الزيوت . ليس من المناسب ولايحق لاتحاد الغرف الصناعية أن يرفض توفير زيوت الطعام للمستهلكين بسعر مناسب بزعم توفير الحماية للمنتج المحلى فعندما يكون سعر المنتج المحلى هو السعر الحقيقي والإنتاج طابق معايير الجودة حينها من حق هذا الاتحاد أن يقف فى وجه أى قرار يهدف الى تفضيل المستورد . الأفضل لمصنعى زيوت الطعام . البحث عن وسائل لتطوير هذه الصناعة القديمة فى السودان باعتماد الأساليب العصرية فى الانتاج الكبير وذى الجودة العالية وفى الأراض الزراعية فى بلادنا سعة لمقابلة أى انتاج كبير من المواد الخام لتصنيع الزيوت النباتية .