لا أعرف من أين جاءت الصحف بحدوث توترات في لقاء المعارضة أول أمس بدار حزب الأمة.. وهو في الحقيقة ليس لقاء بقدر ما هو تكرار لذات الحلقة المفرغة في ادبيات السياسة السودانية. والحقيقة تبدو واضحة من الصورة المنشورة للقاء في إحدى الصحف اذ لا يبدو أن هناك توتراً بل شكل الجلسة يشير الى أن القصة ليست أكثر من حفلة شاي عادية فالقوم أمامهم اصابع الموز والتفاح وشرائح الكيك اللذيذ وأباريق الشاي الأنيقة و«السكريات» المليئة بالسكر الأبيض الناصع ولبن النيدو -على ما اعتقد - ذو الرائحة واللون المتميزين وخلفها تتدلى الستائر المخملية والقوم يجلسون على كراسي وثيرة والصحفيون خارج القاعة يقتلهم الجوع والبرد والانتظار الفارغ للقاء 90% من صحف الخرطوم لن تبرزه في مانشيتاتها الرئيسية ناهيك عن أن تضعه في أي مكان من صفحاتها الأولى!! والقصة والأسباب لا تحتاج لدرس عصر وقديماً قالوا لا تجرب المجرب. وقد جرب الشعب السوداني كل هذه الوجوه والشخصيات والزعامات وأعطاهم الفرصة تلو الفرصة سواء كانوا في الحكومة أو المعارضة داخل السودان وخارجه ولم يحققوا شيئاً على أرض الواقع أو الفكر السياسي المنتج!! كم عدد الأحزاب الاتحادية المسجل منها و«الأصل» وكم عدد أحزاب حزب الأمة الذي «عاد» والذي لا زال «طافشاً»؟ كم عدد أحزاب البعث، وكم عدد الأحزاب الناصرية، و «حق» هل هي مع الحق أم ضده ؟ وأين وأين؟ وياسر عرمان «شايت وين»؟ هل داخل الملعب أم خارجه!! والصادق المهدي هل سيثبت علي أجندته الوطنية أم يعود للمربع الأول، مربع أحزاب جوبا والتي لم تفعل شيئاً سوى أنها كانت «سقالة بنطون» عبرت من خلالها الحركة الشعبية بسهولة نحو الشاطئ الآخر شاطئ الانفصال حيث هناك يوغندا وأمريكا والبارونة كوكس وما أدراك ما كوكس و«فوكس» نحن مع الحريات ومع الديمقراطية ومع التداول السلمي للسلطة ومع الحياة الهنية والحلوة وضد الفساد والمفسدين ولكن من يقودنا إلى هناك، قولوا لنا من يقودنا لشاطئ الغرام.