قبل ثماني سنوات أطلق صحافيون ورجال أعمال مشروع مركز صغير للإعلام يمثل ثمرة لتحالف صحافيين ووزارة الإعلام ورجال أعمال لدخول سوق الخدمات الصحافية.. ومنذ مخاض الميلاد اختارت النخبة المؤسسة للمركز الصحافي كسر القيود واللعب في غير المألوف لتبدأ مسيرة مؤسسة إعلامية ظنها البعض وكالة أخبار بديلة للوكالة الرسمية «سونا»، ولكنها أصبحت إضافة إليها.. ارتاب بعض ملاك الصحف في أخبار الوكالة التي تغوص في أعماق أحداث تبدو غير مرئية للبعض، فأصبح المركز واحداً من المصادر التي تغذي الصحف بأخبار يصلح نفسها أن يكتب باللون الأحمر. احتفى أمس المركز السوداني للخدمات الصحافية بعيد ميلاده الثامن وافتتاح مركزه الأنيق والأثري بمباني كانت تعرف بدائرة المهدي، «باعها» الصادق المهدي في مزاد علني، لأن الإمام الحسيب لا يبالي ببيع تاريخ وآثار المهدية حتى لو كان ميدان الخليفة بأم درمان.. والمهندس الشاب عبد الرحمن إبراهيم اختار الحفاظ على هيكل دائرة المهدي ومعالمها وصونها كتاريخ لهذا الوطن، وأصبح المهندس عبد الرحمن إبراهيم ابن الأنصار ومدينة ربك يجلس على مقاعد ذات المكتب الذي كان يدير منه الإمام عبد الرحمن المهدي شؤون الأنصار، فأصبح اليوم عبد الرحمن إبراهيم يدير منه مؤسسة إعلامية ناجحة تنبض بالحيوية وتضخ في شرايين الإعلام السوداني ما هو مفيد وصالح. في احتفائية المركز السوداني «S.M.C» كان حضور الدكتورة سناء حمد العوض باهياً جمّل مساء الثلاثاء بخطاب عميق استمد من روح خطاب علي عثمان موجهات مرحلة ميلاد جمهورية ثانية فيها شيء من ملامح السودان القديم وبعض من آمال وتطلعات ينتظرها شعب أرهقته الحروب وطحنه البؤس والفقر والعوز، ولم يترك د. عبد الرحمن الخضر المناسبة دون استثمارها في تقديم بضاعته لسوق إعلامي يجمع كل ألوان طيف الإعلام من اليسار والوسط وأقصى اليمين.. أما من هم اليساريون ومن هم الوسطيون ومن هم أهل اليمين، فالصحافيون يعرفون بما يكتبون!! لم ينهض المركز السوداني للخدمات الصحافية بزملاء المهنة وحدهم الذين جمعهم الوصف الوظيفي المحدود بكادر المركز النشط.. بل امتد لمنتدى الكتاب الذي غاب عنه وللأبد الشهيد محمد طه محمد أحمد رغم حضوره في عيون الناس وفي الخاطر، وتقاصر احتفاء المركز دون كلمة وفاء أو قرطاسية رمزية تكريماً لجماعة المنتدى من ود إبراهيم وإسحق أحمد فضل والشاعر العروبي والبعثي القديم التجاني حسين دفع السيد والصحافي أنيق العبارة سيف الدين البشير وموسى يعقوب ورحاب ومحمد حامد جمعة الذي لا يزال يقود دفاع الإنقاذ في «الأسافير» التي قيل إنها أزاحت رئيس تونس وفي طريقها لإزاحة جيرانا بالحيطة، ولكن الخرطوم عصية على «الأسفيرين» في وجود منتدى الكتاب الذي ينتظر تكريمه في العام التاسع، ولا شك عندي أن نصف قوة وعضوية المنتدى شملها التكريم من خلال رؤساء الصحف الذين كرَّموا من الهندي حتى الفريد تعبان، ومن أجراس الحرية حتى الانتباهة.. وما أدراك ما S.M.C التي تصنع شرابها بطريقتها الخاصة!!