من يصدق أن مذيعة مثل الأستاذة نجاة كبيدة يمكن بعد عطاء السنوات الطويلة والألق الذي ظلت تشنف به آذاننا أن تجد نفسها مريضة في منزلها لفترة طويلة تعاني الأمرين.. تعاني من المرض الجسدي بسبب الوعكة التي ألمت بها ولا تجد ثمن الدواء.. وتعاني من الحالة النفسية التي تعيشها بسبب إهمال الدولة لها في مرضها.. ومعروف عن نجاة أنها من المحبات للمايكرفون والمتعلقات بالتواصل مع المستمعين، ونذكر كيف كان حالها أيام إيقافها عن العمل الإذاعي مع عدد من نجوم المايكرفون من أمثال علم الدين حامد وذو النون بشرى ومحاسن سيف الدين، نذكر كيف ظلت تبكي كلما سمعت الإذاعة وهي بعيدة عنها حتى ساءت حالتها، ونذكر فرحها بعد أن أعادها الأستاذ معتصم فضل لتواصل المسيرة.. وهكذا ظلت تعاني مؤخراً من الظلم والإهمال وهي التي قدمت الكثير ولم تلقَ حتى القليل.. تعاني والمهتم بالمبدعين الأستاذ علي عثمان محمد طه نائب رئيس الجمهورية شغلته هذه الأيام مستجدات السياسة عن الالتفات لمشكلات المبدعين الذين منهم نجاة كبيدة وقريب محمد راجع الذي كتبنا عن معاناته وعن فقدانه لثمن الدواء.. قريب العصامي الذي كان من الخفراء على بوابة الجامعة الإسلامية يفتح الأبواب لأساتذتها، فاختار أن يكون ممن تفتح لهم الأبواب، فصار باجتهاده وتحديه للظروف والصعاب فعلاً أستاذاً جامعياً وكاتباً إذاعياً قدم أجمل الأعمال الدرامية الإذاعية ليعاني مثل نجاة كبيدة المرض والإهمال.. وقد ظلت هذه المشكلة قائمة تواجه المبدعين في ظل عجز صندوق دعم المبدعين الذي هو نفسه يحتاج إلى دعم.. وفي ظل انشغال الوزارات المعنية بهموم ليس من بينها الوقوف مع مرضى المبدعين الذين من بينهم أيضاً أستاذنا عبد الرحمن أحمد الإذاعي المبدع الذي جعلنا لسنوات طويلة نجلس للأخبار التي يقدمها لنمتع أنفسنا أولاً بروعة التقديم وعمق الصوت وقوته.. والذي يعطي الأخبار أهميتها مهما كانت، فالرجل نفسه الآن في حالة ضعف بحاجة إلى أن يمد إليه المسؤولون أيديهم لمعالجته، وكذلك يعاني الأستاذ عمر الجزلي من الاضطرار يومياً لزيارة الأطباء والصيدليات ليدفع كل ما يأخذه من راتب ويزيد عليه من مدخرات الماضي التي كادت تنفد.. فلماذا لا تلتقط أنت أخي د. عبد الرحمن الخضر المبادرة وتؤمن لكل مرضى المبدعين في إحدى شركات التأمين الكبرى التي تمكن المرضى من العلاج ببطاقتها طوال العام مجاناً والحصول على الدواء في الصيدليات بقيمة رمزية وإجراء العمليات الجراحية مجاناً، بينما لا يتجاوز تأمين الشخص 800 جنيه بالجديد للعام الكامل.. سارع أخي الخضر بتسليم عبد الرحمن أحمد ونجاة كبيدة وقريب محمد راجع وعمر الجزلي بطاقات شركات التأمين التي هي أفضل من التأمين الصحي الذي يضيع وقت المرضى من كبار المبدعين في تكرار زيارة المراكز الصحية الفقيرة من الأجهزة الحديثة والاختصاصيين الكبار، ففي الوقوف معهم تكريم للإبداع والمبدعين أخي الوالي. حاجة ثانية قالت إن ابنها يشتكي من كذا وكذا وكذا.. فقالت لها أنا والله ابني كان عنده ذات الأعراض.. فردت عليها أنا ولدي أيضاً كانت عنده.. ففرحت ظناً منها بأنها قد وصلت إلى تشخيص مرض ابنها فسارعت بسؤالها عما فعلته لابنها.. فقالت لها في أسى تعيشي إنتِ فبكت الأم ودخلت في غيبوبة.. والسبب أننا نفتي فيما لا يخصنا.. وهذه صارت ظاهرة، فعندما تشتكي لأي شخص عن أعراض بك يقول لك آخر دي ما عاوزة دكتور دي كانت عندي وقد أخذت لها كذا، فيطلب منك أن تسارع بإحضارها إن لم يدخل هو ليحضرها لك من متبقي الدواء الذي عنده، وهذه الظاهرة الخطرة تحتاج إلى بث ثقافة طبية بين الناس، لأن كل حالة تحتاج إلى الطبيب الذي هو بمقدوره الوقوف على الأعراض ومعرفة تاريخ المرض والتحاليل وغيرها، وهنا تأتي الاختلافات التي لا يعرفها إلا الطبيب.. فارحمونا يا أهل الفتوى وأين دور وزارة الصحة في بث ثقافة تناول الدواء الذي في ظل ارتفاع أسعاره صار الصيدلي أيضاً يحدد الدواء لمرض أي شاكٍ يأتيه بلا تحديد وبلا وقوف على تفاصيل وغيرها.