من الواضح ان تجربة التأمين الصحي التي بدأت في الجزيرة منذ العام 1996م والتي ادخلت في مظلتها العاملين بالمؤسسات الحكومية والوزارات والنقابات وفي مؤخرة الركب كان ادخال المزارعين ذاك القطاع العريض.. لقد بدأت فكرته في ادخال الناس كفكرة تكافلية وهذا ما ميزها عن بقية انواع التأمين الاخرى بالداخل والخارج ولكن هذا الصندوق الذي توسعت مظلته واستظل تحتها الآلاف بعد ادخال المزارعين مؤخراً ، تعاقب على ادارته ثلاثة من المديرين الاتحاديين وهم.. د. تاج الاصفياء، كاول مدير للتأمين الصحي الاتحادي ود. سليمان عبد الرحمن واخيراً د. عبد الحكيم نقد واربعة مديرين بولاية الجزيرة وهم د. عبد الرحيم البلال باعتباره اول مدير للتأمين بالولاية ثم جاء خلفاً له د. عماد الجاك ومن بعده د. عبد الفتاح محمد عثمان واخيراً د. بانقا ، تتفق وتختلف سياسات كل عن الآخر في تطبيق لوائحه وقوانينه ومن ثم تطبيع علاقتهم بالمؤسسات المؤمنة والمقدمة للخدمة من مراكز ومستشفيات وخلافها.. ولان اغلب مرتادي مراكز التأمين الصحي من شريحة الفقراء بالجزيرة الذين يبحثون عن العلاج ويحتاجون المساعدة فان اول ما يصطدمون به امام بوابات تقديم الخدمة واماكن تلقي العلاج بقوانين ولوائح عقيمة زادت من معاناة المرضى مرضاً.. ولكن عواقب ذلك لم تمر كالسحاب ولكن ظل يتحملها صغار الموظفين وضباط التأمين والاطباء وكثيراً ما حضرنا اساءات ومشادات كلامية تقع بين المرضى والكادر العامل بعيداً عن مسمع ومرأى الادارة،وان كان أغلب ما يعاني منه المرضى مسألة الاجراءات التي فشلت كل الادارات السابقة والحالية في ايجاد حلول لها رغماً عن انها مسائل مقدور عليها بقرارات ادارية محلية خصوصاً وان الولاية قد اجازت قانوناً للتأمين الصحي، منحت بموجبه الولاية تطبيق ما تراه مناسباً والاستفادة من امكانيات التأمين الصحي.. وان اكثر ما ظل يعاني منه المرضى هو سياسات هذا الصندوق المليء بالثغرات هي: - مسألة التحويل وخاصة تلك المرتبطة بامراض الجلدية والنساء والتوليد والباطنية وذلك اسوة بالتخصصات الاخرى مثل الاسنان والعيون وغيرها. - لا زال المرضى يعانون من مقابلة الاختصاصيين خصوصاً وان كل مراكز التأمين تفتقد للاختصاصيين بينما يعمل الاختصاصي ليوم واحد كل اسبوع بالمستشفى ولساعات محددة. - يعاني المرضى من الحصول على بعض الادوية مثل بعض المضادات الحيوية وحقن الملاريا ال Artmether. - بعض الادوية خارج مظلة التأمين مثل علاجات التهاب المصران وبعض المضادات الحيوية. - ادارة التأمين الصحي ربطت بعض الادوية بتوقيعات الاختصاصيين والاختصاصيون لا ولن يتواجدوا بالمستشفيات طوال 24 ساعة سواء بالمستشفيات او مراكز التأمين الصحي. - صيدليات التأمين لا زالت سوقا مغلقة للادوية بتوفير الدواء من شركات بعينها حيث اننا لا نجد كل الادوية في الصيدليات. - ابعاد صيدلية التأمين الصحي ود مدني من تيم الصيدليات المقدمة للخدمة مباشرة وجعلها صيدلية للبيع التجاري وتبيع لمرضى التأمين بعد الذهاب لثلاث من صيدلياته. - ادارة التأمين السابقة ازالت مركز صحي الصادق ابو عاقلة لمرضى السكري الذي كان يقدم خدمة مميزة لمرضى التأمين الصحي حيث فقدت بموجب تلك الازالة الارض واهدرت ما لا يقل عن نصف مليار هي سعر اعادة بنائه لتفقد ادارة التأمين الارض والمبنى الذي بنى وقفا ظل يقدم الخدمة للمرضى لفترات طويلة. - اسعافات التأمين الصحي تظهر وتختفي في المناسبات العامة من أجل الظهور امام اعين المسؤولين ولكنها بالمقابل تختفي عند حاجة المرضى المؤمن عليهم الذين هم على الدوام في سبيل البحث عن العلاج ما بين عاصمة الولاية والمركز القابض.