بين الحذر والترقب والسخط والغضب وسط عدد من المواطنين المصريين المقيمين بالسودان الذين استطلعتهم (آخر لحظة)، كانت هناك آراء الغالبية العظمى جريئة وواضحة عن ما يجري حالياً من سفك للدماء والفوضى الضاربة في هذه الأيام. وطالب عدد من المناهضين لحسني مبارك وحكومته، طالبوه بالرحيل والتنحي فوراً حقناً لدماء أبناء وشباب الوطن التي تسفك دون وجه حق، وأن رسالة الشعب المصري كانت واضحة بعدم الرغبة في وجود حسني مبارك وحاشيته، وما تحملوه لمدة (30) عاماً وذكروا لآخر لحظة أن أسوأ وأبسط ما قام به مبارك تشريدهم من وطنهم في العديد من بلدان العالم، وأضافوا أن المصريين أصبحوا يدرسون في الصومال التي كانوا ممنوعين من الدخول لها بجانب أنهم لا يدرون شيئاً عن ثروات الدولة أين تذهب وفيم تُصرف. وقال عدد من الساخطين والغاضبين إن رحيله أصبح أمراً واقعياً، لأنه لم يقدم شيئاً للشعب المصري بعد حكم دام (30) عاماً، مكررين مطالبتهم له بالتنحي وإعطاء الفرصة لحكومة جديدة أفضل منه ترعى وتنمي ثروات الشعب المصري. وكشفوا ل (آخر لحظة) عن حجم معاناتهم الكبيرة عند عودتهم إلى مصر والتي تبدأ من المطار، لما يخضعون له من عمليات تفتيش دقيق عند الدخول أو الخروج، بينما لا يجدون ذلك في دولة السودان التي يقيمون فيها (3) سنوات أو أكثر، قائلين بالحرف الواحد (أصبحنا نكره النزول لمصر وطناً وبلدناً). وقال عدد من العاملين بالمطاعم إنهم يحملون الشهادات الجامعية ولم يجدوا فرص عمل، وأصبحوا يحملون الصواني بالمطاعم، عازين ذلك لعدم تحقيق العدالة الاجتماعية من قبل الحكومة. محملين وزر ما حدث- الآن- لحسني مبارك وسياسته الطاردة لهم، مطالبين بعودة كمال الجنزولي الذي شغل منصب وزير تخطيط ورئيس الوزراء سابقاً، وتمت إقالته وإجباره على الإقامة الجبرية لما قام به الجنزولي من تنفيذ العديد من المشاريع والسياسات التي تصب في مصلحة المواطن وظروف معيشته، مؤكدين تضامنهم مع أهلهم بمصر بدعواتهم وقالوا، إن (لعنة التاريخ أصابت مبارك). فيما اعتبر عدد من مؤيدي ومناصري حسني مبارك مايحدث بالفتنة الطائفية من أمريكا متهمين البرادعي بالعميل لأمريكا، كما أنه لا يعرف شيئاً عن الشعب المصري، منتقدين المظاهرات في مصر.. وقالوا كنا صابرين لمدة (30) عاماً فلنصبر حتى شهر سبتمبر، وبدا حديثهم يحمل شيئاً من الانحياز لمبارك. فيما تحفظ البعض للحديث ل (آخر لحظة) رغم أن علامات السخط والغضب وعدم الرضاء تبدو على وجوههم. والتقت (آخر لحظة) ببعض الأسر المصرية كانت تتضرع بالدعاء والتضرع لله سبحانه وتعالى بأن ينصر شعب مصر، ويحفظ أبناءها وشبابها من الطغاة والجبابرة، مشيرين لقيامهم الليل بالصلوات والدعاء.. وعدم النوم الذي جافى عيونهم حتى تنعم مصر (أم الدنيا) بالاستقرار والأمن والطمأنينة.