العصب السابع (تناحة) مبارك..!! شمائل النور من أكثر النكات التي تسخر من نظام مبارك طبعاً مع عناده المتواصل تقول(مبارك يهدد بإحراق نفسه ويطالب بتغيير الشعب) وحسب معطيات الواقع فإن هذه الطرفة أكثر من حقيقية ويبدو صراحة أن مبارك يريد إسقاط الشعب. قاربت الأزمة المصرية أن تكمل أسبوعها الثاني، وما زال أبناء مصر في تزايد مستمر يهرولون إلى الشوارع والميادين لذات الهدف الذي سبقوهم به إخوانهم، والعالم كله أجمع شعوباً ورؤساء وحمكاء، سواء الذين صرحوا أو أولئك الذين يترددون، كلهم أجمعوا على أن الرئيس المصري حسني مبارك قد انهارت امبراطوريته تماماً، مبارك لم يتحرك ساكنه حتى الآن فهو يتشبث بالهزيمة وفي اعتقاده أنه يتشبث بالنصر. بين (جمعة الغضب) و (جمعة الرحيل) أسبوع من الإصرار المخيف من الطرفين، توقعنا خلاله أن تحقق (جمعة الرحيل) أهدافها كاملة كما حققت (جمعة الغضب) أهدافها وزادت عليها، لكن المؤسف والمضحك أن الرئيس يبدو انه دخل في تحد مع شعبه وهو فاقد الشرعية وفاقد حتى مضغة لحم في وجهه، والشعب في الشارع تتضاعف أعداده بالمئات فشتان بين عدد المتظاهرين في تلك الجمعة وجمعة أول من أمس، وهكذا كلما عاند الرئيس كلما زادت عزيمة وصمود الشعب، وفي كل الأحوال الخسران الآن في هذه المعركة هو الرئيس مبارك حتى لو رجع هذا الشعب وعاد أدراجه غير غانم بعيداً عن كل الحسابات السياسية وعدم تقبل العسكرية للهزيمة بسهولة، كرامة الإنسان العادي حسني مبارك، أين هي من هذه المهانة التي تملأ شاشات الفضائيات..؟ رغبة الشعب المصري تتضاعف في إسقاط مبارك وكذلك أعداده، ومبارك يرى ويسمع كل هذه الشعارات ويسمع كلام الشعب الذي يعج بالإساءات التي بكى لها مؤيدو مبارك من الفنانين وغيرهم، فكيف يرضى مبارك لنفسه هذه المذلة..؟ في بداية الثورة قدم له المراقبون عرضاً مغرياً وهو إذا تنحى فوراً فسوف يضمن خروجاً آمناًَ وكريماً، أبى لنفسه الهزيمة ظناً منه أن الشعب مصيره سيقمع،واصل مبارك عناده ويبدو أنه لم يفهم طبيعة الشعب المصري طيلة الثلاثين سنة، فكل ساعة تمر تضاعف من عزيمة المحتجين. ثمة سؤال محير حقيقة.. ما الذي يجعل مبارك متشبثا بهذه الصورة المهينة وهو الرئيس الذي فقد كرامته قبل أن يفقد شرعيته، وكل قوى العالم أجمعت على أن الخيار الأفضل هو أن يتنحى مبارك، ووصلته الرسالة بأكثر من أسلوب وطريقة، لكنه غير آبه، وقد قالها صراحة إنه يريد التنحي لكنه يخشى الفوضى على مصر التي أحبها ووهب عمره لأجلها، قد يكون حديث مبارك فيه شيء من المصداقية إذا لم تصل الثورة هذه الدرجة، فمبارك لا يخشى الفوضى بل يخشى أن يصعد الأخوان المسلمون إلى سدة الحكم، وتضطرب كل المنطقة، لكنك تخطيء يا رئيس فالشعب الآن يريدك فقط أن تتنحى هذا مطلبه منذ بداية الثورة وحتى الآن، فالفوضى التي عمت مصر الآن لن تزيد إلا ببقائك على سدة الحكم، على الرئيس مبارك أن يعلم أنه لا بد من التغيير حتى لو كان إلى الأسوأ. التيار