تساءل صاحب القلم المصادم، الأستاذ محجوب فضل بدري في زاويته المقروءة (ولكن المفروض) يوم أمس، عن أسباب تغيّبي عن المشاركة ضمن مجموعة الصحفيين والكُتّاب، في التعرّف على أحدث مشروعات مجلس الوزراء السوداني، المتمثل في إنشاء ستديو تلفزيوني مجهّز، وقال: إنه لم يجد فرصة لسؤال السيد الوزير، مشيراً إلى أن حضور الأستاذ عبد العظيم صالح، مدير تحرير «آخر لحظة» (خفّف من حدة السؤال الذي لا يزال قائماً). وحقيقة أجد نفسي في حالة عرفان وتقدير للأستاذ محجوب فضل بدري لحسن ظنه بشخصي الضعيف، وهو أمر لا يتوفّر لدى (الحكومة) فيما يبدو تجاهي، وقد بلغني ذلك مرتين في رسالتين مختلفتين، الأولى حملها لي أحد ذوي القربى عن الأستاذ كمال عبد اللطيف شخصياً، حيث قال لي ناقل الرسالة: إن السيد الوزير يرى أن صحيفتكم تقاطع كل الأنشطة التي تتم دعوتكم لها، خاصة أنت ونائبك الهندي عز الدين، الذي كان وقتها ضمن طاقم «آخر لحظة» القيادي، فقلت لمن جاء بتلك الرسالة (طازجة): إن هذا الأمر غير صحيح، وإنني سأتحدث الآن أمامك مع السيد الوزير، الذي هو الأستاذ كمال عبد اللطيف، مع إشارتي إلى العلاقة القوية التي تربط بيني وبينه -أو هكذا كنت أظن- لذلك طلبت السيد الوزير على هاتفه فلم يرد، وأحسنتُ الظن، وقلت لمن جاء بتلك الرسالة الشفهية: إن رئيس تحرير «آخر لحظة» ونائبه يتمتعان بعلاقة خاصة مع الأستاذ كمال عبد اللطيف، وهناك مشاركات اجتماعية، وزيارات منزلية، أو مكتبية متبادلة.. وأنه ربما لم يرد الآن لانشغاله بأمور تتعلق بالعمل.. وأعدت الكرة مرة.. فلم يرد.. ولم أعاود الاتصال مرة أخرى. وقبل أسابيع قليلة، التقيت مصادفة بمدير الإدارة السياسية والإعلام في مجلس الوزراء، الأخ والصديق الأستاذ حاتم حسن بخيت، ونقلت ما جاءني على لسان الأستاذ كمال عبد اللطيف، فأكد لي ذلك، وقال: إنهم لاحظوا عدم تلبيتنا لعدد من الدعوات الرسمية والمشاركة فيها، أو في الأنشطة ذات العلاقة بأداء الحكومة، ولاحظوا أيضاً عدم مشاركتنا في تلبية الدعوات الخاصة بسفريات السيد رئيس الجمهورية الداخلية، مع عدم الاعتذار عن السفريات الخارجية- إي والله، هذا هو الذي جرى- لذلك تم تصنيف الصحف والصحفيين على هذا الأساس وتم الاتفاق على (كذا.. وكذا.. وكذا) وهذا الذي بين القوسين نحتفظ به ونحفظه لأنفسنا، لكن الذي نود قوله هو أن سياسة (المصالح) لم تكن قط هي الدافع لنا في علاقاتنا مع الأشخاص أو المؤسسات، وهذا أمر معروف لكل الذين تعاملنا معهم في الشأن العام والخاص. وأضيف مجيباً على تساؤلات صديقنا الأستاذ محجوب فضل بدري: أننا تعودنا على مثل هذه (التقلبات) وقد حمانا الله من التعامل بردود الأفعال، مثل كثيرين خسرتهم الدولة والحكومة دون مبرر، سوى (المزاج الشخصي) والتقدير غير الصحيح. وأختم لصديقي محجوب أنه وخلال تولي الأستاذ عادل عوض سلمان لمسؤوليات الإعلام في المؤتمر الوطني، كان دائم التواصل معنا، ولحظة صدور قرار تعيينه والياً للولاية الشمالية، أجريت اتصالاً هاتفياً به لتهنئته بالموقع الجديد.. فلم يرد.. وأعدت الكرة مرة، لأنني أحسن الظن، فلم يرد.. فأغلقت هذا (الخط) إلى الأبد.