قضيت ضحى أمس السبت ومجموعة من الصحفيين بالمدينة الجامعية بالفتيحاب بجامعة أم درمان الإسلامية هذه الجامعة العريقة التى تحتفل العام القادم بمئويتها إذ المؤكد أن الدراسة النظامية فيها بدأت عام 1912 فى مراحل الدراسة الأولى . اختارت ولاية الخرطوم جامعة أم درمان الإسلامية موقعاً لتنفيذ احد مشروعاتها الكثر لتشغيل الخريجين وهو مشروع يقوم على شراكة بين الولاية ممثلة فى وزارتى الزراعة والتنمية الاجتماعية وبنك الأسرة ومجموعات الخريجيين المستفيدين من التمويل والرعاية . وفكرة مشروع الإستخدام المنتج وتشغيل الخريجين الذى ترعاه هو جهده يقوده واليها الدكتور عبدالرحمن الخضر للتخفيف من حدة العطالة وعدم اعتماد الخريجين على الوظائف الحكومية الشحيحة ابتداء وتفجير طاقات الشباب فى اعمال خاصة تعود بالنفع والفائدة عليهم وعلى أسرهم التى تنتظرهم بعد تخرجهم فوراً للمساهمة فى أعباء المعيشة التى تقع على عاتق رب الأسرة قبل أن يلحقه بنوه بعد اكمال تعليمهم وذلك بحصول هؤلاء الخريجين على تمويل مصرفي لمشروعات انتاجية خاصة بهم . الأستاذ على عثمان محمد طه نائب رئيس الجمهورية والذى خاطب الإحتفال الذى أقامته ولاية الخرطوم بالتعاون مع جامعة أم درمان الإسلامية عبر عن سعادته البالغة بما شاهد من انتاج سواعد الشباب فى مجالات الانتاج الحيوانى والزراعى إذ كانت العجول المسمنة والمعدة لتوفير حصص إضافية من اللحوم الصحية تعبر عن نجاح الفكرة وتعيد الثقة الى قطاع الشباب أنه بجهد يسير من الحكومة يمكن أن تنقل عشرات الآلآف من الخريجين من مرحلة العطالة الى خانة الانتاج ومن حالة الفقر الى حالة الإكتفاء من مطلوبات الحياة له ولأسرته وقد يتصاعد العائد من بعد ذلك حسب مهاراته وقدراته وماكتب له عند الله من رزق . السيد نائب رئيس الجمهورية وتعبيراً عن ارتياحه وسعادته لنجاح مشروع تشغيل الخريجين وجه المصارف أن ترفع سقف التمويل الصغير حتى يتمكن الخريجون من انجاح مشروعاتهم الإنتاجية إذ امكانات الانتاج واعدة واقترح السيد النائب أن يزاد السقف الى 15 ألف جنيه حتى يفي مبلغ التمويل بمطلوبات الظروف الاقتصادية المحيطة من تضخم وإرتفاع فى تكلفة الانتاج وتذبذب فى أسعار صرف العملات الحرة . الفكرة المقدمة التى طرحت فى هذا الإحتفال كان ما أعلنه السيد والى الخرطوم فى الإنتقال بالتمويل المصرفي الى النشاط الابداعي والثقافى حتى يتوازن المجتمع فى نشاطات الحياة كافة وخاصة أن تمويل المصارف للنشاط التجارى والزراعى والصناعى ظل هو التمويل الأساسي خلال العقود الثلاثة الماضية إلا أن دخول ولاية الخرطوم راعية وضامنة للتمويل المصرفي لقطاع الكتاب والأدباء والشعراء والتشكيليين والدراميين والموسيقيين والمؤديين للغناء هى فكرة مدهشة ومنتجة خاصة وأن والى الخرطوم يبدو انه قد قام بدراستها مع الأجهزة المعنية بولايته إذ أعلن فى ذات الاحتفال أنه قد تم الاتفاق مع اتحاد الدراميين السودانيين فى دورته الجديدة وبرئاسة الأستاذ طارق البحر الذى دعته الولاية لهذه الاحتفال ومكتبه التنفيذى أن يقوم الاتحاد بانتاج اعمال مسرحية من خلال تمويل الحاضنات الثقافية تفتتح بها المسارح الجديدة التى أقامتها الولاية مثل مسرح خضر بشير ومسرح شرق النيل . السيد النائب بارك فكرة الحاضنات الثقافية وأعلن عن دعمه للمشروع الثقافي المبتكر ومساهمة الحكومة فى رعاية كل منتج ثقافي يبادر به كل مبدع على مستوى الأفراد والفرق والجماعات وطمأن أهل الابداع الذين كانوا حضوراً أن لن يشهد قطاعهم إعساراً ثقافياً بعد هذه الأفكار المتقدمة التى تدفع بها ولاية الخرطوم فى كل مجالات النشاطات الإنسانية .