(أين ما ذهب الفقر.. قال له الجوع خذني معك.. قال له الجهل خذني معك.. وقال له المرض خذني معك) .. (لوكان الفقر رجلاً لقتلته) وحقاً لو كان الفقر رجلاً لقتلناه جميعاً وارتحنا منه، لما سببه للعالم أجمع من جوع ومرض وجهل وألم وضياع وعوز. الحديث عن الجوع والفقر يطول ويؤلم، والمؤلم أكثر الإحصائية التي أصدرتها أخيراً الأممالمتحدة عن الجياع في العالم، بمناسبة القمة العالمية للغذاء العالمي في (روما) إن هناك مليار جائع في العالم.. وأكثر من (4) مليار فقير، وكل عام يموت (6) ملايين طفل في العالم بسبب التضور جوعاً، إن مشكلة نقص الغذاء مشكلة كبيرة تؤرق الأعين وتمزق القلوب، يا ليت دول العالم الغربي ودول الاستكبار أو تترك التسابق في صناعة أسلحة الدمار وضياع الإنسانية وفنائها وتتوجه ولو بالقليل من ميزانياتها تلك، لمد يد العون لمساعدة الفقراء الجياع.. يا ليتها أوقفت دموع التماسيح عليهم والسير في نعوشهم وهى القاتل، ومع ذلك تدعي بأنها تصنع ما تصنع من أجلهم، لو أنها أقامت المشاريع التنموية بدلاً من إيفاد المنظمات الجاسوسية التي تسرح وتمرح بين الجياع وتصنع قصصاً وحكايات من صنع الخيال من أجل أشياء بعيدة عن الإنسان والإنسانية. المشكلة ليست في نقص الغذاء، بل في نظام عالمي ينتج مليار جائع فيما يعاني آخرون من التخمة، رغم ذلك في قمة (روما) الأخيرة خرج قادة الدول بخلاصة مفادها استحالة القضاء على الجوع بحلول العام 2025م وهو هدف وضعته الأممالمتحدة في العام 2000م، كذلك فشلت الدول في إقرار الحد الأدنى من المساعدات الغذائية للدول النامية التي تعني الفرق بين الحياة والموت لملايين الناس. وفي يوم من الأيام وضعت الأممالمتحدة هدفاً كونياً يفيد بالقضاء على الجوع كلياً في العالم بحلول 2025م، حقبٌ كثيرة مرّت وأزمات مختلفة عصفت بالعالم ولا يزال منحنى الفقر والجوع عالمياً يرتفع صعوداً.. واختتمت قمة الجوع التي استضافت روما أعمالها.. والنتيجة كانت ببساطة التعهد بإجراءات طارئة لمواجهة النقص في تأمين المواد الغذائية على صعيد العالم، تلك الإجراءات جاءت ضمن استراتيجية كانت الدول الغنية تبنتها في قمة مجموعة الثماني في ايطاليا في الصيف الماضي. ويا حسرتي على الأغنياء العرب والمسلمين في العالم (المُتخمين) الذين لا يشعرون بمسلم جائع لا يجد فتات خبز أو شربة ماء تروي ظمأه، يا ويلهم من يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون، ويكون بذخهم وترفهم حسرة وندامة، لأن الله سيسألهم عن مالهم فيم أنفقوه.