أعلن وزير التربية والتعليم بحكومة الجنوب مايكل ميلي إكتمال الاستعدادات لقيام امتحانات الشهادة السودانية في موعدها المحدد في 29 مارس القادم في كل الولايات الجنوبية العشر، ويبلغ عدد الطلاب الجنوبيين الجالسين للامتحان(15.986 طالباً)، وإلى هنا سادتي ينتهي تصريح وزير التربية والتعليم بجنوب السودان.. من يقرأ التصريح بالعين المجردة يكون قد ظلم نفسه.. لأنه لن يجد اية مشكلة أو حتى شبه مشكلة في التصريح، لأن وزيراً للتربية والتعليم يؤكد قيام امتحانات الشهادة في موعدها.. (طيب ما اصلو امتحانات الشهادة السودانية في موعدها إن شاء الله والحمد لله لم يحدث أي طارئ يعكر صفوها) خاصة وأن الامتحانات ستجري قبل إنتهاء الفترة الانتقالية، مما يعطي الفرصة للطلاب الجنوبيين للجلوس لامتحانات الشهادة السودانية.. لكن ظني أن هذا التصريح قد صدر لطمأنة الجنوبيين على أمتحان أبنائهم وليؤكد لهم أن أهل الشمال لن يعاملونهم بالمثل، ويرفضون إجلاس ابنائهم لامتحانات الشهادة السودانية، التي تعتبر من أهم الامتحانات وأن عدم الحصول عليها(يجب) (بضم الجيم) ما قبلها.. وفي ظني أن سؤالهم استند على ما قام به بعضهم عندما نقلوا الجامعات الجنوبية على حين غرة للجنوب، وتركوا الطلاب يقلبون أكفهم ندماً على دخولهم تلك الجامعات، وبالطبع أن للجنوبيين ألف حق في أن يخافوا، خاصة وأن وزير التعليم العالي(جنوبي) وفي حكومة الشمال، وهو يمسك بالأمر برمته شماله وجنوبه بطلابه وجامعاته، وكان يمكن أن يحل مشكلة هؤلاء الطلاب بجرة قلم، لكنه لم يفعل حتى أخذت القضية أبعاداً أخرى.. صدقوني عندما بدأ الطلاب المشردون من الجامعات الجنوبية كنت أقول إنهم نتاج طبيعي للمشاكل التي ستحدث بعد (7/9)، لكنني لم أتوقع أن تخرج بهذا السيناريو غير الموفق، المهم أعود لأقول للأخوة الجنوبيين طالما أن حكومة الخرطوم لم تعاملكم بالمثل، لماذا لا تحلوا لهؤلاء الطلاب مشاكلهم بدلاً من أن يشردوا ويضيع مستقبلهم، أو تضيع سنينهم في انتظار الحلول.