مقال شيّق وجذّاب ذلك الذي كتبه د. حاكم المطيري في موقعه على الشبكة العنكبوتية حول الثورات العربية والذي بدأه برجاء للعرب في كل الأقطار ومن لديهم رغبة في القيام بالثورة في بلدهم أن ينظموا ثوراتهم بالدور ويحترموا الطابور حتى بحسب قوله تستطيع الأمة أن تقف مع كل ثورة بما تستحقه من الدعم والتأييد ويرى أنّه ليس من المعقول أن تقوم ثورة في ليبيا واليمن والعراق والجزائر والمغرب والبحرين في وقت واحد ومضى للقول كنّا نتمنى بالأمس أن تقوم ثورة واحدة فقامت عندنا ست ثورات في وقت واحد كما أسقط العرب خلال شهرين ثلاثة طغاة في ثلاث دول على حد قوله فهو يرى أن القذافي قد سقط من أول أسبوع للثورة ويقول إن العرب على هذه الوتيرة سيحتاجون لاستكمال تحرير العالم العربي لستة أشهر ويختم حديثه باقتراح لكل من عندهم رغبة بالثورة أن يتم ترتيب الأمور وتنسيقها بين الشباب الثوار في كل الأقطار إما بالقرعة أو بحسب الحروف الأبجدية حتى يمكن لنا جميعا أن نتابع دوري الثورات العربية ونقوم بالواجب للجميع كما يرى ضرورة التفاهم مع قناة الجزيرة الوكيل الحصري لبث هذا الدوري حتى تقوم بتغطية كل ثورة تغطية شاملة مع اشتراط وجود المُفكّر العربي الحر عزمي بشارة لتحليل وتوجيه أحداث ومجريات كل ثورة فالمقال بطريقته الشيقة يُعبّر عن واقع وعن حالة لم نكن نتوقعها بأن يثور العالم العربي على الطغاة بهذا الشكل الذي بدأ بتونس عندما تخلى الشباب عن الخوف من الطاغية وتحرروا من كل الموانع التي كانت توهمهم بأنّ التظاهر يعني تعرضاً للتهلكة من قوات الطغاة فكان «بوعزيزي» التونسي الذي استشهد من أجل الثورة على الطاغية الذي تجرأ حتى على شرع الله وحرّم ما أحله ربنا فعصفت به الجماهير مؤكدة أن الشعوب أقوى من الحكام ويمكن أن نقول إن الثورة التونسية قد كانت المباراة الأولى بين الطاغية والجماهير والتي انتهت بهزيمة الطاغية لتبدأ المباراة الثانية في مصر بين النظام الدكتاتوري والشعب.. مباراة شاهدنا من خلالها كل الفنون الجاذبة للمتابعة .. مباراة استخدم فيها الشعب المصري كل ألوان الفنون وشارك كبار النجوم في ساحة المباراة التي جاءت فيها استعراضات الجمال والخيل وغيرها لتنتهي بهزيمة الطاغية مثله مثل طاغية تونس ثم جاءت ثورات كثيرة متفرقة أقواها ثورة ليبيا التي جعلت المباراة غير سهلة على الجماهير للقبضة الأمنية التي تديرها إلا أن حماقة النظام هي التي أعطت الجماهير القوة والسند في أن يحسم المعركة في أقصر وقت وجعلت كثيرًا من جماهير النظام والمقربين منه يعبرون عن سخطهم بأساليب مختلفة من بينها الاستقالات التي هزمت النظام معنوياً في وقت مبكر وقوّت من الثورة وكذلك الحال في اليمن التي تتزايد رقعة الثورة فيها كل يوم وآخر برغم تمسك الرئيس بالسلطة في مباراة تحتاج إلى وقت إضافي للحسم وأقول إن تعدد الثورات في وقت واحد فعلا شتت من مساندة الإعلام والمجتمع الدولي لكل ثورة فثورة ليبيا بعنفها الآن تأخذ الأضواء الشيء الذي يجعلني اتفق مع المطيري في أن الثورات غير المنظمة لن تحقق ما تُريد في وقت وجيز وستخسر كثيرًا من لاعبيها نعم إن الثورات قد هبت بشكل تلقائي إلا أن الثورة المصرية التي دعمتها الأحزاب المعارضة بعد قيامها كانت ثورة منظمة كما كان الجيش نموذجاً مثالياً للجيش الذي يجب أن يكون للشعب مما جعل الثورة ذات طعم خاص وكذلك ثورة تونس التي دعمتها النقابات فهي إن كانت أقل تنظيمًا من الثورة المصرية إلا أنها كانت الشرارة المهمة لهز عروش الطغاة والجبابرة الذين لا علاقة لهم بالشعب وبالتالي فإن القذافي الذي فقد أقرب الأقربين ما يزال يظن أنه ليبيا وأن ليبيا يجب ألا تبقى بعد أن يذهب ولابد أن تحترق ومثله كان يظن حسني مبارك الذي عبّر عن دهشته لثورة الشعب عليه عموماً إن الدروي الذي صار غير منظم بحاجة الى التنظيم كما هو فرصة للحكومات التي لم تصلها الثورة من التي لا ترضى عنها شعوبها بأن تجري إصلاحات ملموسة لشعوبها تجعلها تحقق التحول الديمقراطي بلا إراقة دماء وبلاخراب نرجو ذلك فقد انتهى زمان الحكّام المستبدين الطغاة الجالسين على أنفاس النّاس بلا رضائهم انتهى زمان الطغاة الذين ينظرون للشعب بأنهم جرذان وبلطجية ومتمردين .. انتهى زمان الحكام الذين يظنون أن الحياة لا تسير بدونهم. أخيرًا: على كل الحكام العرب الطغاة أن يعيدوا ترتيب أوراقهم وأن يفتحوا آذانهم للشعب ومطالبه وأن يفتحوا عيونهم من حولهم لرؤية الواقع على حقيقته وأن يفتحوا عقولهم لإجراء الإصلاحات اللازمة قبل أن يأتيهم الدور.. والعاقل من اتّعظ بغيره يا حكّام العرب الطغاة والذين ما أكثرهم.