عبد السيد المسيح: كان الرائد الأول لحزب المريخ القبطي عبد السيد فرح، والذي قال لي أبو بكر عابدين اسمه هو عبد السيد المسيح فرح، وقد ألهب عواطفي، ودغدغ مشاعري الصحفي الممتاز والمميز أبو بكر عابدين، بكتابه القيم "سفر الإعجاز والإيجاز" موسوعة المريخ الرياضية، والنصف الأول من مئوية المريخ، الجزء الأول، 1908م?1059م، الصادر من مركز عبد الكريم ميرغني الثقافي أم درمان، يناير 2011م، لقد تمكن هذا الكتاب من أن يجعلني أجلس إليه، واختاره لي رفيقاً، لأنه خير رفيق، واستمع الى همسه، وأراقب بعيني تطلعاته، وغاب النوم من عيني وأدركني أكثر من فجر، وأنا أتابع في شوق ما أدلي به من معلومات، سوف تكون تراثاً للسودان، وميراثاً للأجيال القادمة. لقد غرقت في عشق الكتاب، وأبطال الكتاب، وتلقيت ما فيه بكل حواسي، لقد لانت حواسي له، حتي كادت كل حاسة تقوم مقام الأخرى وتذكرت صوفية الحلاج، التي تسامت به، حتي لانت له حواسه بعد أن انتهى الى اسمي مراتب الروحانية، وسمعت ما كان يخاطب به ربه، سمعته يقول: يارب أني لأكاد أراك بسمعي، وأسمعك بعيني، وتكاد حواسي كلها، تغني كل واحدة عن أختها، وهي مع التحقيق لا غناء عندها، فكلها تراك وتسمعك، وتدركك، لقد كان الحلاج متجرداً عن الجسد، له روح صافية، فوق الحواس جميعاً، مثل النساك والرهبان، الذين تجردوا من كل شيء، واخضعوا كل حواسهم للرب، حتى أن أحدهم قال: إني أقف على قمة العالم، لأنني لا أشتهي شيئاً ما، لقد ترك الغنى والثروة، وقدم شبابه للتأمل والتعبد، ووصل الى اسمى درجات الروح، وبلغ قمة التأمل، وأنجذب الى الله بقوة خارجة عن إرادته، في حالة اتصال وثيق بين النفس والله، ورأى ما لا يرى، فلقد كان بولس الرسول أَنَّهُ اخْتُطِفَ إِلَى الْفِرْدَوْسِ، وَسَمِعَ كَلِمَاتٍ لاَ يُنْطَقُ بِهَا، وَلاَ يَسُوغُ لِإِنْسَانٍ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهَا.(كورنثوس الثانية 2:12) وكان يقول: أَفِي الْجَسَدِ؟ لَسْتُ أَعْلَمُ، أَمْ خَارِجَ الْجَسَدِ؟ لَسْتُ أَعْلَمُ. (كورنثوس الثانية 3:12). الأقباط في المريخ: إنني وفي اهتماماتي الروحية امتلئ أملاً، بأن تكون محبة لله قوية وشديدة مثلما محبتنا للرياضة، وحماسنا لنوادينا العملاقة، المريخ، الهلال، الموردة، ولو ملكنا مثل هذا الحب لله، سوف ترتقي نجوماً في سماء الروح. لقد بدأ المريخ اقتراحاً لأسرة نادي المسالمة، وعندما كانوا يفكرون أن يكون ناديهم مفتوحاً لكل السودانيين، فكروا في اسم جديد يجمعهم، وكانت سيدة ابنة عبد المسيح فرح، تمر عليهم بأكواب الشاي، اقترحت في براءة أن يسمي باسم «نادي المريخ» وكأن السماء والدنيا قد تكلمت على فمها، وارتفع فريق المسالمة روحياً الى سماء الكوكب العظيم، المريخ، واعجبوا بالاسم، ونجم المريخ هو كوكب في المجموعة الشمسية، وكان القدماء يعتقدون أن الذي يقترن ميلاده بوقوع المريخ في برجه يكون صاحب مقدرة على القتال والنضال، وكان العرب يسمون نجم المريخ اسم القاهر، ولنجم المريخ أطراف خمسة، وهو يمثل صورة الإنسان أروع مخلوقات الله، وصاحب الأطراف الخمسة اليدين والرجلين والرأس. لقد قبل اختراع بنت فرح أن يسمي نادي المسالمة باسم نادي المريخ، وفي هذا تغنى الشاعر الأديب الزبير عوض الكريم: يابت فرح، الليلة لو شفتي الاسم كيف أضحى مصدراً للفرح كيف أضحى للعشاق حبيباً يحلو الغزل فيه ويصح أصبح شعاراً في كل دار وفوق للسحاب مختال سرح لقد تألق عدد كبير من أقباط السودان مشاركين في نادي المريخ ومؤسسين له، بدءاًً بعبد السيد المسيح فرح، ونجيب يسي، وخليل عبد الملك، وفتحي عازر أبو جيمي، وشحاتة عطاالله، وفهمي سليمان، وشارلي أنطون، وإبراهيم فرح، وخليل عبد الملك الذي قام بإجراءات تسجيل المريخ، وعبد السيد فرح، وفتح الله بشارة، وبني خرستوفر الملقب حمامة، وكان الأقباط لاعبين ممتازين، وإداريين اكفاء عبد السيد رئيساً، نجيب يسي أميناً للصندوق، وفي سجل اللاعبيين أسماء لامعة، عبد السيد فرح سيفين، ويوسف فرح سيفين، مينا أسكندر، رياض سكلا، تادرس سكلا، أمين سكلا، صليب عبد الملك، وقد التقيت به عميداً لأسرته عندما طلب كمال خليل عبد الملك، ابنه عم زوجتي شوقي سدراماينوس، وسلامة عبد المسيح، وفتح الله بشارة، ونجيب تادرس، أيوب ميخائيل، جرجس ميخائيل، اسحاق سعيد عطية، اوطو أنطون، شارلي أنطون، شفيق غبريال، عمانويئل باسيلبوس، ونجت مشرقي، شحاتة أديب عطا الله، واعتقد أنني لم أذكر كل الأسماء، ولكن بعضها، ويظل المريخ رمزاً للوحدة الوطنية في السودان، والتحية والإحترام لزعيم الهلال جمال الوالي، وكل أسرة المريخ.