كثيرا ما تتضارب مصالح اندية القمة مع مصالح المنتخب الوطني الأول وتتقاطع برامج الطرفين و(تتطاقش) مع بعضها البعض ليصبح احدهما ضحية والآخر ظالم وحقار يحدث هذا كثيرا جدا والسبب يعود إلى أن المنتخب لم يتمكن ومنذ عقود طويلة مضت من الخروج من سجن القمة السودانية وقوقعتها , ورغما عن بعض المحاولات الخجولة بإشراك بعض من عناصر الأندية الأخرى إلا أن غالبية وأهم عناصر كلية المنتخب الوطني الأول لا يمكن ابدا ابدا ان لا تتألف من عناصر فريقي القمة الهلال والمريخ. لو كان للجهاز الفني للمنتخب مساحات أكبر للإختيار تتمدد لتشمل أندية أخرى لكان أمر الظهور ضمن تشكيلة المنتخب جائزة تفرح النادي وتفرح اللاعب كما يحدث في غالبية دول العالم , ولكن وكما قال فنان مدني الجميلة الأستاذ محمد سلام (قام يتعزز الليمون عشان بالغنا في ريده) فإنحصار خيارات الإختيار فقط من ناديي القمة يضع عبئا ثقيلا على كاهل الناديين و مثليه على رأس المنتخب التي كلما إرتفعت و تطلعت ونظرت إلى الأمام عادت مرة أخرى إلى جوفها المظلم , تماما كما تفعل السلحفاة..!! جدل كثيف دار مؤخرا بعد أن أقدم الإتحاد العام على تأجيل مباراة الأهلي العاصمي أمام المريخ في بطولة كأس السودان حيث هدد مدرب المنتخب بالإستقالة حال إقامة المباراة ومشاركة عناصر المنتخب من لاعبي المريخ فيها. بينما صرح مدرب المريخ في الطرف الآخر معربا عن إعتماده هذه المباراة ضمن اهم محطات برنامج إعداد الفريق لمباراته المهمة في مجموعات الكونفدرالية أمام الأهلي شندي. فقام الإتحاد العام ويسمى هنا بالطرف الثالث بالإستجابة لوجهة نظر مازدا فأعلن تأجيل المباراة الأمر الذي قوبل بالإستياء داخل اسوار نادي المريخ. الشيء الغريب هو أنك إذا نظرت للحجة التي إعتمد عليها مازدا عندما طالب بالتأجيل لوجدته على حق , وإن نظرت للحجة التي إعتمد عليها المريخ وهو يعترض على التأجيل لوجدت أن مع المريخ الحق , ولو نظرت إلى الإجراء الذي إتخذه الإتحاد بتأجيل المباراة لوجدت أن الإتحاد العام (الطرف الثالث ) قد كان معه الحق ايضا . ما شاء الله كلهم معهم الحق فمن المخطئ يا ترى , تعالوا أخبركم أنا مدرب المنتخب مازدا أخطأ وهو يتجاهل النظر في جدول مشاركات لاعبي المنتخب في البطولات المحلية مع أنديتهم , وكان يمكنه الجلوس مع مدربي الاندية والتنسيق معهم حول كيفية تبادل الفائدة وعدم تقاطع المصالح. والجهاز الفني للمريخ الذي ينبغي أيضا أنه يعلم جدول مشاركة الدوليين في المريخ مع المنتخب أخطأ هو الآخر طالما كان يعلم منذ (عاما أول ) أن للمنتخب مباراة ضد إثيوبيا , حيث كان عليه ان لا يعتمد مباراة الأهلي ضمن خطة الإعداد لمباراة شندي وأن يقوم بإيجاد حلول بديلة للإعداد إذا تم تأجيل المباراة أو شارك المريخ فيها بالصف الثاني فيها. اما الطرف الثالث (الإتحاد العام )فمخطئ هو أيضا وهو يتعامل مع خارطة موسمه الرياضي بالقطعة يوديها مرة يمين ومرة شمال مرة شرق ومرة جنوب مرة غرب مثل رجل سكران يقود دراجة نارية (موتر). الإتحاد لا يعمل أبدا على تلافي مثل ما حدث من تضارب مؤخرا عن طريق التخطيط السليم للموسم ووضع مشاركات المنتخب والمريخ والهلال في الإعتبار , والإطار الفني لا يعمل على التنسيق مع أندية هلال مريخ حتى تعم الفائدة ويكون هنالك تناسق وفائدة فنية في العمل , وأندية القمة لا تضع مشاركات المنتخب أولوية ينبغي وضع الخطط بناء عليها. كل هذه (الحاجات) لم تكن لتحدث لو أن منتخبنا الوطني لم يكن مسجونا و(مكتولا ) في العرضة و(زقاقاتها ). كل الأمنيات لمنتخبنا في تحقيق نتيجة طيبة في مباراته المنتظرة والمصيرية أمام أبناء الراحل ملس زناوي والتي نكتب عنها غدا إن شاء الله تعالى. قف ليمون العرضة.