أثر الفراغ العريض بمدرجات القلعة الحمراء على قمة الجمعة التي إبتسمت للمريخ ..وأدارت وجهها للهلال كوضع طبيعي يعكس أفضلية المريخ على الهلال في هذه الفترة. دوي صوت الجماهير كان يمنح اللاعبين طاقة دفع كبيرة لتجويد الإداء ..وكان يمثل مصدر رقابي مهم...فإن وقع لاعب في محظور الخطأ مرة ..فلن يجرؤ على تكراره مرة أخرى! هذا الفراغ ..منح نجوم الفريقين ضوءا أخضرا لممارسة اللعب العشوائي بكل أشكاله. حتى المريخ الذي حقق انتصار آخر الدقائق بقدم الزامبي ساكواها لم يكن في وضع فني جيد. نعم ..سيطر السفراء الحمر على مجريات اللعب ..بل تحكموا في مساره تماما ..ولكن لم يكن الأمر منظما ..بل كانت سيطرة هوجاء! برع لاعبو المريخ في إحكام السيطرة على وسط الملعب ..وإن حاول نجوم الهلال مجاراتهم كثيرا ..ولكنهم أيضا فشلوا في تنظيم اللعب بشكل يعكس مدى تلك السيطرة! حسام البدري ..المدير الفني للمريخ ..فاجأ الجميع بالدفع بعبد الكريم الدافي إلى وسط الملعب بالجهة اليمني وظني أنه طلب منه لعب دور شبيه للذي يقوم به نجم برشلونة الأسطورة الأرجنتينية ..ليونيل ميسي صاحب القدم اليسري الذي يجيد اللعب ناحية اليمين. ولكن الدافي سرق من البدري وقت ثمين بإصراره الكبير على الإحتفاظ بالكرة بلا جدوى ..وربما كان هذا من اسباب الإضطراب الهجومي بالفرقة الحمراء برغم السيطرة النوعية! وبعد أن عدل البدري من أوضاع الجهة اليمنى بدخول قلق في الشوط الثاني ..ظهر النسق الهجومي أكثر تنظيما مما كان عليه بالشوط الأول.! والأضطراب الهجومي بالفرقة الحمراء ..قابلته رزانة دفاعية ..ومهارات خاصة من ثنائي متوسط الدفاع ..القائد سفاري ..والعاجي ..باسكال الذي قدم نفسه كأفضل ما يكون. ولكن شارك أطراف اللعب ..نجم الدين ..وموسى الزومة بقية أفراد الهجوم الإضطراب ..بالتمرير الخاطئ ..وإرسال الكرات كيفما أتفق ..وتحديدا نجم الدين الذي أهدى الهلال أكثر من فرصة للوصول إلى شباك الحضري. أما محور وسط المريخ ..فقد كان بنظري هو كلمة السر ..حيث برع الشغيل في وظيفته ..التي لعب فيها بجسارة معهودة وقوة أدخلت الرعب في نفوس لاعبي الهلال وقد شاركه الباشا في الأداء التميز ..وأضاف عليه قيادته لهجمات مريخية متتالية من الوسط والعمق أربكت دافع الهلال كثيرا. والحديث سادتي عن حراسة مرمى المريخ في وجود الحضري ..يبدو وكأنه عبث بالمداد والأوراق ..وإن لم يختبر ولكنه منح المريخ هناك هيبة كان يفتقدها كثيرا هذا عن حال المريخ المنتصر! أما لاعبو الهلال ..فقد حضروا إلى القلعة الحمراء ..وهم في كامل الجاهزية لتلقي خسارة كبيرة ..والدليل على ذلك ما ظهروا به من مستوى تحديدا في النصف الأول للجولة. دفاع الهلال الذي تعرض لضغط هائل من نجوم المريخ ..كان يلعب ببدائية إنتهت حتى في الحواري..وعشوائية تضحك ..وتبكي! { أما وسط الميدان ..فقد كان غاية في السوء ..ويبدو أن الهلال يحتاج إلى تغيير كبير في هذه المنطقة ..دون تحديد للأسماء! خط هجوم الهلال الذي دفع فيه ميشو بثلاثة لاعبين ..هم أقرب إلى لاعبي العدو السريع من كونهم لاعبي كرة القدم ..فقد كانوا نموذجا لائقا للحديث عن ضعف الهجوم بكرة القدم. إذن القمة كانت سيئة بلا جمهور ..وفي هذا رسالة واضحة المعالم للقاعدة هنا وهناك ..مفادها أن أردتم كرة قدم حقيقية عليكم بالإنضاط أولا! وثمة أمر أخير يتعلق بتحكيم المباراة ..فقد كان الفاضل أبوشنب مرنا في حالات لا تستحق المرونة مطلقا ..وكانت هناك أكثر من حالة تستدعي الطرد .ولكن لا أدري مما كان يخشى والملعب خالي تماما من الجماهير.! وأخيرا تحية وتقدير لمجلس إدارة الإتحاد العام الذي أصر على موقفه من العقوبة الموقعة على طرفي القمة ..برغم الضغوطات الكبيرة هنا وهناك ..فسيادة القانون أكبر من كل الضغوطات!