يكون من الخيال ..وعدم المنطق أن نطالب بتحديد سقف للأموال التي تدفع للاعبي كرة القدم عندنا بالسودان ..لأن هذا المطلب غير العادل يندرج تحت بند تقييد حرية لاعبي كرة القدم بشكل مطلق في زمان الاحتراف الكامل! والأمر لا يقتصر علينا فقط ..فقد دار حديث مماثل ببيت كرة القدم ..الفيفا حول الأموال الضخمة التي تدفع للاعبي كرة القدم حول العالم بعد أن أرتفعت إرتفاعاً جنوناً ..بل فات حد التصور! ولكن الفيفا ..التي تدعو في الوقت الراهن إلى فرض نظام دوري المحترفين ..في إطار سعيها لتقنين (عمل) كرة القدم، ولتطبيق الاحتراف الكامل تعجز أيضاً عن الحديث بشكل قاطع ..أو ما يشبه القرار فيما يخص تحديد سقف لأسعار لاعبي كرة القدم! وأعتقد أنه ليس من المنطق المطالبة بذلك ..فطالما كانت كرة القدم هي (عمل) أي لاعب كرة فمن حقه المطالبة بمبالغ توازي ما يقدمه من (خدمات) لناديه.. على غرار ما يحدث في الخدمة العامة ..فالكل يسعى إلى إعادة التقييم عبر عروض أفضل ..وكل في مجال عمله! لكن سادتي ما نطالب به هنا.. هو أن تكون هناك إتفاقات مكتوبة مراعاة لعدة جوانب تصب كلها في مصلحة كرة القدم ..ولاعبي كرة القدم! ترشح أخبار هذه الأيام.. عن تقديم المريخ لعرض ناهز المليار ونصف لحارس مرمى الهلال المعز محجوب بغرض إغرائه للإنتقال إلى القلعة الحمراء ..وأرتداء القميص الأحمر بداية من الموسم المقبل بعد أن يقوم بفسخ عقده مع الهلال! والرأي عندي هو مبلغ ..يصل إلى مرحلة المبالغة ..ويحدث آثاراً بعيدة على المدى البعيد والقريب ..ولن يكون الأمر مقتصراً عند حدود المعز محجوب ..فقط ..بل سيكون سابقة تقود إلى المزيد. مثلاً ..فقد دار حديث هامس عن تضجر بعض لاعبي المريخ من وضع هذا المبلغ لجلب زميلهم بالمنتخب المعز محجوب ..ليلعب بجوارهم ..ويقال إن بعضهم لديه بعض الإستحقاقات على النادي وبدأ يتذمر ويرسل عبارات عدم الرضا مطالباً بمستحقاته تلك طالما أنه بالامكان وضع مبلغ طائل كالذي وضع أمام المعز محجوب!! وربما انعكست هذه المطالب سلباً على مستويات أولئك اللاعبين ..هذا إن كان ما يدور من حديث صحيحاً ..ولا نستبعد ذلك ..لأن لاعبي المريخ بشر والبشر عادة ما يبحثون عن المساواة طالما أن الواجب واحد والعطاء متقارب! كما لا نستبعد أن يأتي يوم ويطالب فيه أحد لاعبي المريخ ..او أكثر بذات المبلغ المرصود الآن للمعز ..سواء أن عاد إلى ناديه ..أو تحول إلى القلعة الحمراء! سادتي ..قد أتفق مع رئيس الإتحاد العام الدكتور كمال شداد فيما قاله بخصوص تحريض الإداريين للاعبين ليبتزوهم برفع أسعارهم لتصل إلى سقف لم يصله العالم من حولنا! وقد أسهم بعض الادريين في فرض هذا الأسلوب ..وفي مقدمتهم رئيس الهلال الذي رفض في مرات كثيرة دعوات متكررة من أخيه رئيس نادي المريخ لوضع سقف إنتقال وفق إتفاقات لا تنقض.. ومواثيق تحفظ.. وعهود تصان على مدى الأزمان, ولكنه كان يرفض ذلك وعلى الدوام! إنتاج لاعبي كرة القدم بالسودان لا يتساوى والمبالغ التي تدفع لهم طالما أن المقياس الحقيقي هو جلب البطولات عبر المنتخب الوطني والأندية ..وهو ما فشلت فيه أجيال وأجيال. وهذا يعني ضرورة التفكير جيداً في كيفية تقييمهم حتى يكون المبذول من عطاء يوازي ما يدفع لهم بعيداً عن رسميات تحديد سقوف معلومة ..أو أي قرارات تتعارض وإحترافية لاعبي كرة القدم وحريتهم في التقييم الجيد! الأمر يحتاج إلى تناول عميق وعلى كافة المستويات والأصعدة .!