كثرت العطالة وتفشت في مجتمعنا وبدون أي مبالاة من المسؤولين..العاطلون أصبحوا عالة على اهاليهم وأولياء أمورهم.. فمسؤولي العمل أهملو العاطل وتركوه في مهب الريح، ولم يعد تفكيرهم إلا في أنفسهم وفي مشاريعهم الضخمة، ووزارة العمل لا تريد أن يتكدس العاطلون عند بابها، وتركلهم الى الخدمة المدنية التي تركلهم للشارع.. إن للعطالة سلبيات كبيرة على المجتمع والأمن العام بشكل عام فتزداد الجريمة.. هل يعقل أن يكون من يسرق، ومن يبتز، ومن يسطو، ومن ينهب بالقوة، ومن يفعل كل جريمة أمنية، هل يعقل أن يكون موظفاً؟ من المستحيلات أن يكون موظفاً، وتوفر له سبل المعيشة من كل نواحيها، وأن يكون مستقبله مشرقاً أمامه، مثل أي فرد أن يقوم بعمل إجرامي. في تقرير قرأته يقول: إن مشكلة البطالة من أخطر المشكلات التي تواجهنا، نظراً لما لها من آثار سلبية خطيرة على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية، فحينما ننظر الى البطالة كظاهرة ونربط بينها وبين المظاهر السلبية الخطيرة فى المجتمع، كالإقصاء الاجتماعي والفقر والتهميش وهدر الطاقات والكفاءات، وعلاقاتها بالجريمة والعنف والتطرف والإرهاب والانحرافات الشاذة وكل المظاهر الاجتماعية غير السليمة التي يمكن أن تحدث، حينما استفحلت هذه الظاهرة ووصلت إلى الباب المسدود، كما تركت الكثير من المشاكل الاقتصادية والنفسية والاجتماعية والأمنية والسياسية تعاني منها فئة عريضة من فئات المجتمع، ألا وهي جيل الشباب الذي يعتبر جيل العمل والإنتاج لأنه جيل القوة والطاقة والمهارة والخبرة، فهناك فئة من الشباب تعاني من البطالة لأنها تفكر في بناء أوضاعها الاقتصادية والاجتماعية بالاعتماد على أنفسهم، من خلال العمل والإنتاج، لا سيما ذوي الكفاءات والخريجين، الذين أمضوا الشطر المهم من حياتهم في الدراسة والتخصص، واكتساب الخبرات العملية، وفئة أخرى تعاني من آثار البطالة بسبب نقص التأهيل، وعدم توافر الخبرات لديهم، لتَدني مستوى تعليمهم وإعدادهم من قِبَل حكوماتهم أو أولياء أمورهم، وبالتالي يعانون من الفقر، والحاجة، والحرمان، وتخلف أوضاعهم الصحية، أو تأخرهم عن الزواج وتكوين الأسرة، أوعجزهم عن تحمل مسئولية أسرهم، وهذه الفئات العاطلة قد نفذ صبرها، ولم تعد تؤمن بالوعود والآمال المعطاءة لها، وهي ترفع شعار التململ والتمرد ولا يمكن لومها، ولكن لا يمكن تشجيعها على المس بممتلكات الوطن وأمنه، ولكن لابد أن نلتمس لهم العذر، خاصة وأنه فى مقابل مرارة ظروفهم هناك فئات أخرى من المجتمع منغمسة في ترف المادة ورغد العيش، وفى نفس الوقت لا يملكون أي مقومات علمية، أو كفاءات أوصلتهم لهذا الرغد من العيش، ومنهم من لم يهتم بأن يصل الى مستوى من الكفاءة، معتمداً على الثروة التى يمتلكها، أو التي ورثها دون تعب أو عناء، وهذا يدفع الى أن ينطق لسان حال الذين يعانون من البطالة متسائلين أين العدالة الاجتماعية والإنصاف.