لا أدري هل هؤلاء الشباب المنضوون تحت لواء العطالة مظلومون من جهة معينة أم أنهم نتاج ظلم المجتمع أجمع.. فعندما ننظر إلى طاقاتهم وعنفوانهم وما يمكن أن يتولد من طاقاتهم إذا ما انحرفت من مسارها الطبيعي نتخيل شكل اندفاع المياه في الجدول عندما تنهمر من أعلى فتتفاجأ بالجدول مغلقاً فتندفع عشوائياً خارج المسار المحدد... كذا حال الشاب العاطل.. إضافة إلى ذلك أن هناك فئات عمرية أخرى.. تقع تحت ذات الطائلة من أثر سياسات الخصخصة والسوق الحر والأخرين الذين أجبرتهم الظروف على الهجرة والانفلاتات الأمنية وآثار العنف.. إن باب العطالة هذا يمثل هاجساً لكل دول العالم أجمع.. فهل بات من المأمول أن تبتكر طرق توظيف حماسهم أو تشغيل جماعي لهم لدعم الاقتصاد وتقضي على تبعات هذه البطالة القاسية جداً.. ولا نتمنى أن تستمر الجهات الرسمية العالمية في مراحل الوعود بحل هذه القضية العالمية دون اتباع منهج يعمد إلى التنظير دون التنفيذ الفعلي للعمل الجاد حول الأمر.. محاولات التمويل الأصغر اذا انداحت بوعي قانوني وجو من التثقيف العالي بكيفية عمل المشاريع الصغيرة ربما ولدت حلولاً جزئية صالحة للتطوير والاتباع لكن المخاطر التي تحيط بها تجعلها دائماً في حالة المحاولة والتجربة.. «حتى تحل معضلة البطالة التي صارت سافرة ومحزنة». تدريب مهني! البلاد مثلها مثل بلاد الله تعاني مشكلات الوضع الحالي المتصل بمعدلات العطالة والبطالة «كأني بهما لفظتين ذميمتين» حيث ينقص استخدام قوة هذا الانسان وتزيد نسبة البطالة ومعدلات الفقر الذي تمنى سيدنا علي أن يكون رجلاً ليقتله هذه المشكلة تتبعها إفرازات كبرى تؤثر على الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي وقد يرى الكثير من المنظرين أن طرق باب التدريب المهني توسيعاً وإجادة ربما يفتح باب الفرص لانتشار قواعد التشغيل في سوق العمل المطلوب لأن المتدرب مهنياً يمكنه أن ينوع مهاراته وقدراته الانتاجية وبالتالي لا يقع تحت طائلة البطالة المعروفة... مسح السوق! دائماً ما كنت أمازح زملائي بالإدارة العامة لصحة الحيوان ومكافحة الأوبئة المعنيين بعمل مسوحات الأمراض وأقول لبعضهم «أها مسحتوا البلد.. أوع تمسحوها من خريطة العالم..» عموماً هناك ضرورة قصوى لمسح احتياجات سوق العمل لمعرفة أين الاتجاهات التي يمكنها قيادة دراسات محاربة البطالة لأن مثل هذه المسوحات توضح بجلاء العوجات العاجلة التي يمكن تغطيتها من الكوادر النامية تحت ظل البطالة المزعج الرقراق. آخر الكلام كثيراً ما نتفاجأ بأن الطاقات الكامنة في المواطن جيل قادم قد تصبح في لحظة ما قوة مدمرة ما لم نسعى لفتح منافذ طبيعية تتيح لها البذل.. مع محبتي للجميع.. سياج - آخر لحظة [email protected]