وتظلل الوطن.. بل الدنيا كلها هذه الأيام.. سحابة حبلى بالمطر.. سحابة تنشر ظلالها الوارفة على الكون.. الذي يعيش يوماً خالصاً.. للمرأة.. المراة ذاك الهم الجميل.. والكائن الذي يهب الأزاهير العبير.. يهب الدنيا الضياء... يهب العصافير.. لغة التغريد يهب صفق الورود قطرات الندى.. يهب الأرواح السكينة والحب والسلام.. لا أملك غير أن أخلع نعلي وأمشي حافياً خاشعاً في رحاب المرأة.. مباركاً ومهنئاً المرأة الأم.. المرأة الأخت.. المرأة الزوجة.. المرأة الأبنة.. المرأة الحبيبة.. ولأن المرأة هي التي تشكل الوجدان.. وتهب الحنان.. وهي أيضاً من يستحلب الدموع مطراً من المآقي.. عندما ترحل.. أو تقسو.. أو تهجر.. أو تخاصم... أو تعاتب أو تلاوم.. كان لابد لي من الاتكاءة على حد سكين.. لاقرأ واستمع.. واستمتع بالذين كتبوا بأطراف سكين.. بعد أن جرحتهم سهام البعاد والرحيل... والفراق.. ومازلت أعجب.. وأدهش.. كيف تصمد عبر السنين.. بل عبر الدهور والعقود والشهور.. تلك الأغاني الباكية.. وهي تصور في ألم الفجيعة.. صور أنهيار ممالك البوح والحب وعندما تجف الأرض وينحبس الماء.. وتذبل الورود ويحطوطب العشب.. ليأتي نزيف الكلمات المموسقة.. أعجب من أن كل عاديات الزمن وتقادم السنوات لا يطمس حرفاً واحداً من تلك الأغاني.. بل تظل متوهجة.. تتلألأ كلما أشرق يوم وتبعه يوم... تموت الأغاني الضاحكة.. العابثة.. السعيدة.. تنطفيء كما ينطفيء شلال برق... ينسى الناس حروفها وكلماتها.. ويظل جرح أغاني الحزن نازفاً ورائعاً.. ما انفلق صبح وما أليل ليل... تعالوا نطالع.. بل نترنم بهذا الشدو الحزين البليغ الرفيع... الذي ملأ به الفضاء حسن عبد الوهاب.. عبر مزمار الأمة.. ورئة الشعب وردي... لن ننسى أبداً.. يا ناسينا.. حتى ينطوي الكون.. حبيبي الدنيا دي الفراقة والله الدنيا دي الفراقة المشتاق مع المشتاقة يا الله تاني وين نتلاقى يا ناسينا يا مجافينا حن علينا حبيب مشتاق اشوف عينيك وشعرك موج على خديك هناي في بسمتك ..في وقفتك.. في مشيك بالغالي العزيز أفديك يا ناسينا يا مجافينا حن علينا عارف قلبو ما بنساني عزاي في الدنيا بس يطراني تجي للعذول الجاني فرق بينا ليه يا زماني يا ناسينا يا مجافينا حن علينا كل ما أميل أجد ذكراه بين الروض عرفت شذاه بفرش ليك قلبي وسادة وازقيك من غرامي سعادة لو عاد الحنين يالسادة أقضي عمري فيك عبادة يا ناسينا يا مجافينا حن علينا في دنيا الغرام أهواه كان ناسيني ما بنساه يا ناسينا يا مجافينا حن علينا الجو قلبي احتلاه صبحي مساي دوام اطراه فارق دربي ما هماه يا الله تاني وين القاه يا ناسينا يا مجافينا حن علينا