كل حكومات الوحدة الوطنية السابقة كانت عمليات طباختها تتم قبل وقت وجيز من إعلانها، فيتكرر القريبون من العيون فيها للدرجة التي صار أي تشكيل لا يختلف كثيراً عن سابقه، وهذا ما لا نريده في الحكومة القادمة التي ستأتي بعد أشهر، والتي يفترض أن تكون حكومة تحديات بعيدة عن الترضيات، خاصة بعد خروج الحركة الشعبية منها، والتي دفعت في الحكومة الأخيرة بكوادر لاتعول عليها كثيراً، بينما أبقت على عناصرها القوية في حكومة الجنوب، وكذلك حال الذين جاءوا باتفاقيات مع الحكومة، مما يجعلنا نقول إنه يجب أن تتغير الصورة ويتبدل المشهد في الحكومة القادمة التي أرى أن أي وزير زاد في الوزارة عن (5) سنوات يجب أن يرحل ونأتي بجديد نرى فيه الكفاءة، وأن نراعي وجود التكنوقراط المميزين مع السياسيين المقتدرين ونراعي وجود الشباب أصحاب الكفاءة مع الخبرة المطلوبة.. أنها حكومة معادلات مطلوبة، ومطلوب أن تكون المعادلات فيها بحساب دقيق يبدأ من هذه الأيام ولا ينتظر إقتراب الموعد في يوليو، مثلما كنا نفعل في السابق، ونريدها حكومة بمعايير ومواصفات المرحلة.. معايير لكل وظيفة ليس من بينها القرب من من بيدهم القلم.. لأن الجمهورية الجديدة تحدياتها أكبر ومطلوباتها أكثر، فهي مطلوب منها أن تواصل التنمية، وفي ذات الوقت أن تهيء الساحة لمرحلة الانتخابات القادمة، التي يسبقها إعداد الدستور وإعادة جسور الثقة مع المعارضة، وتوحيد الصفوف وهي مهمات أخي الرئيس البشير تحتاج أن تدفع بالأقوياء وحدهم فأجعل التمحيص من اليوم فيوليو ليس ببعيد. منهج الشفيع: قال الأستاذ الشفيع عبد العزيز مدير البرامج بقناة النيل الأزرق أن وظيفة معد البرامج في بلادنا وظيفة ضائعة الملامح، وأن طريقة الإعداد بالإذاعة انتقلت للتلفزيون وهذه حقيقة، والشفيع رجل جرب الإعداد الإذاعي لسنوات طويلة في الإذاعة السودانية، وعايش الفترات الذهبية فيها أيام كان كل شيء يتم بجهود، ثم عمل في التلفزيون، وللحق ومن باب معرفتي بالرجل ومشاهدتي لطريقة تعامله في الإعداد بقناة النيل الأزرق وتوجيهاته لمعديها، والتي جعلتها القناة السودانية الأولى جماهيرياً، أقول إن الشفيع فعلاً أمتلك أسرار شفرة الإعداد التلفزيوني الجاذب، وهذا ما جعل قناة النيل الأزرق تتفوق بدور الشفيع في رسم لمسات الإعداد المميز لكل برنامج، وهذا ما نفتقده في الفضائية السودانية التي يتم فيها كل شيء بنظام (سلق البيض). هل سترث العطبراوي: يقال إن إيمان لندن تسعى هذه الأيام لشراء أغنيات الراحل حسن خليفة العطبراوي للتغنى بها.. فلا أدري هل ستوافق أسرة الراحل على أن تحصر روعة العطبراوي في صوت إيمان لندن، التي فشلت حتى الآن في أن تشكل حضوراً في الساحة ولو بأغنية واحدة خاصة بها!!. فنون في الميزان: يعجبني في صحيفة فنون إنها تشارك بفاعلية في الحراك الثقافي والفني، ليس من باب الكتاية والترويج له، بل في صناعته وهو شيء يحمد للصحيفة التي تضم أقلاماً صحفية شابة مميزة. البارودي والعود الأحمد: عاد تلفزيون الخرطوم للبث والمشكلة ليست في العودة، وإنما في شكل العودة لهذا التلفزيون الذي كان في زمان مضى ينافس التلفزيون القومي في جماهيريته داخل الخرطوم.. المسألة أخي الوزير الفاعل والمقتدر د. محمد عوض البارودي في المادة التي تجعلنا ننجذب اليه ونجعل لأنفسنا تلفزيونات غير المربوطة بالأطباق.. وأظنك تسعى لذلك بحسب علمي وهكذا أعرف طموحاتك.