لم يجد العقيد معمر القذافي بعد (40) عاماً في السلطة من يقف لجانبه ويشد من أرزه ويواسيه في محنته ومصيره الذي بات معلوماً حتى لأفراد أسرته وحاشيته من المرتزقة وأبنائه المغرورين بمال الشعب الليبي وثروته التي بددها العقيد الثائر في دعم حركات التمرّد من جنوب السودان حتى جنوب نكاراجوا وغوتمالا وسوق العقيد القذافي مشروع الدولة الاشتراكية العربية العظمى التي انقلبت على أعقابها وأصبح الشعب الليبي عدوها الذي يتوجب حربه وأبادته.. طغى العقيد وتجبّر العقيد وخاض بالشعب الليبي معارك في الهواء الطلق وفي سبيل إشباع رغبة العقيد وشهوته ونزغه وحبه للشهرة والأضواء تعرض الشعب الليبي للحصار الظالم الجائر لسنوات عديدة وفي خاتمة ملف لوكربي أشترى القذافي الحل وفدى نفسه ونظامه بالمال عبر مؤسسات تتبع لابنه الساعدي.. أمس دقت ساعة الحقيقة وبدأت قوات التحالف الدولية ضرب السلاح والترسانة التي وظفها العقيد القذافي لحرب شعبه ولم يجد العقيد تعاطفاً من كل دول العالم العربي والعالم الأفريقي والأوربي والآسيوي وأصبح عارياً من كل سند وفاقداً حتى لتعاطف اليسار العربي والدول التي تناهض الولاياتالمتحدةالأمريكية العداء.. وقفت جميع الدول العربية صفاً موحداً في مواجهة القذافي وداعماً رئيساً لضرب قواته وإضعافه حتى ينهار ويسقط وتنقذ القوة العربية الباطشة الشعب الليبي من دكتاتور حكم شعبه بالحديد والنّار ونشر شروره على جميع أنحاء العالم. فشلت حملة القذافي التسويقية لإقناع العالم بأن الثوار الليبيين هم قادة الحركات الإسلامية وهم الوجه الليبي للقاعدة في المغرب العربي وتأخر الغرب في دعم الثورة حتى أخذت المبادرة العربية على عاتقها أن تتولى مهمة القضاء على نظام احتقر العرب وأساء إليهم في الفضاء وتنكر لهم حينما جعل من ليبيا أكثر إفريقية من عربية فأصبح مصير القذافي.. مصير من سبقوه من الحكام المستبدين على شعوبهم وقد سجلت أحداث ليبيا وقائع جديدة في الخارطة العالمية. للدرديري فقط عفواً أخطأت أمس حينما جعلت من السفير الدرديري ضابط مخابرات سابق فأضفت لسيرته الذاتية الذاخرة بالألقاب والمواقع من القانون والدبلوماسية والسياسية صفة ضابط مخابرات مما اضطره لنفيها من أجل الحقيقة وليس من أجل التبرؤ من مهنة وطنية شريفة يباهي بها الناس ويفتتنون ولأن كثيراً من قيادات الإنقاذ ورموزها تكتنف سيرتهم مهن عديدة أخطأت في إضافة مهنة ضابط المخابرات لرجل دبلوماسي وقانوني به نفاخر ولنا فيه رجاء منتظر.