أكد الدكتورلام أكول رئيس الحركة الشعبية للتغيير الديمقراطي أن حزبه مستهدف في الجنوب، لأن الحكومة هناك تعتبره المنافس الحقيقي للحركة الشعبية، مشيراً إلى أنه رغم كل اتفاقيات وقف العدائيات التي تم التوقيع عليها ومن بينها اتفاق جورج أطور إلا أن الجيش الشعبي يكون دائماً هو البادئ في الهجوم على تلك الفصائل.. وتحدث دكتور لام في حوار أجرته معه آخر لحظة حول التوترات الأمنية في ملكال واتهام حزبه بالهجوم هناك، قال إن حزبه سياسي ولا علاقة له بالعمل العسكري إلا أن أسهل طريقة للاستهداف هي الربط بين الأنشطة العسكرية والسياسية، وأضاف بالقول إن الشعارات الفارغة لا تغني من جوع وإنه لابد من أن نستفيد من دروس الست سنوات الماضية، والتي حسبما أكد ضاعت هدراً، وأنه بدلاً من تقديم خدمات أساسية للمواطن بالجنوب أصبح هنالك مليونيرات على حساب الشعب .. فمعاً لمضابط الحوار: بداية دكتور لام أكول لماذا أنت متهم دائما بأي هجوم أو أحداث تقع في الجنوب على خلفية أحداث ملكال الأخيرة؟ -دائماً ومنذ بداية قيام الحزب في يونيو 2009 ظلت الحركة الشعبية تحاول بكل مالديها من قوة أن تمنع الحزب من التسجيل أولاً، ثم من ممارسة العمل السياسي ثانياً.. والهدف كله محاولات لحظر عمل الحزب وأسهل طريقة لذلك هو الربط بين نشاط الحزب وأي نشاط عسكري. ولماذا نشاط حزبكم تحديداً؟ -لأنهم يستهدفون حزبنا ويعتبرونه المنافس الحقيقي للحركة الشعبية في الجنوب . هل هناك أي تنسيق عسكري بينكم وجورج أطور؟ -نحن حزب سياسي بحت لاندخل في أي عمل عسكري وعملنا عمل سياسي.. ونقول إن هذه التوترات الأمنية في جنوب السودان لابد أن تحل عن طريق الحوار فقط، فهناك من لايريد ذلك في داخل الحركة الشعبية من الذين يرون أن الحل العسكري هو الحل الوحيد، فهم الذين يتهمون كل من يتحدث عن الحل السلمي بأن له علاقة بالطرف الآخر، ولكننا نعلم جيداً أن حرب العصابات لايستطيع طرف أن يهزم فيها طرفاً آخر، وهذا درس من المفترض أن يكون الجيش الشعبي أدرى به أكثر من غيره. ولكن دكتور كان أن وقع جورج أطور نفسه اتفاقاً مع الحركة الشعبية، ولكن ماحدث أن الاتفاق قد تم نقضه وحدثت مشكلات أمنية، كما انشق فصيل آخر عن الحركة مما يؤكد أن حكومة الجنوب لم تغير استراتيجيتها في التعامل مع الأطراف العسكرية التي كانت في يوم من الأيام رفيقة لها؟ - في كل اتفاقيات وقف العدائيات هذه بدءاً من اتفاقية جورج أطور لوقف العدائيات واتفاق هذه المجموعة الأخير حول ملكال مع الحركة، فالبادئ دائماً في الهجوم على الآخر هو الجيش الشعبي، وهذا هو الواقع على الأرض. يقولون إن حكومة الجنوب مسنودة دولياً فهل لهذا السبب يطيح الجيش الشعبي بأي فصيل أو بالأهالي هناك ومن أين جاءت تلك القوة؟ -ليس هنالك قوة خارجية تستطيع أن تفرض نفسها على إرادة المواطنين.. مقاطعة: ولكن نتيجة الانفصال الحالية يقولون إنها مفروضة، و نتيجة الاستفتاء لم تكن حقيقية ولم تمثل إرادة أهل الجنوب، أليس هذا دليل على أن الحركة الشعبية قادرة ومسنودة دوليا لأن 5% لاتمثل حتى جنوبيي الشمال هنا؟ - معليش، إذا الحركة مسنودة دولياً هذا شيء آخر، ولكن ما هو سبب ذلك، إذ لابد أن تشرح الحركة لماذا وجود ذلك السند.. وببساطة لأن المجتمع الدولي كان لديه خلافات مع المؤتمر الوطني وأراد أن يستغل الحركة الشعبية في تلك الخلافات، وفي فترة من الفترات وصلت الحركة لاتفاق مع حكومة السودان والتي يقودها المؤتمر الوطني، فكان من الأسلم للحركة أن تستغل هذه التناقضات لصالح المواطن الجنوبي، ولكن بدلاً من ذلك أصبحت هي أداة في يد قوى أخرى لها حسابات خاصة داخل السودان، وإلا لماذا تظل الحركة تسعى لإسقاط نظام اعترف في النهاية بانفصال الجنوب، إذا كانت غاية الحركة هي انفصال الجنوب فلماذا تظل تجتمع مع المعارضة لإسقاط النظام في الخرطوم! هل تعتقد أن جلوس الحركة في وقت سابق مع المعارضة خرق لنيفاشا؟ - نعم خرق، لأن الحركة حكومة وجزء منها ومفروض تدافع عن الحكومة. وهل تعتقد أن الانفصال قد يشكل دافعاً للحركة للجلوس مع المعارضة؟ - في حالة الانفصال معناه أنها أصبحت دولة أخرى، وهذا سيكون تدخلاً في شؤون دولة أخرى وهذا غير مقبول. كانت هناك ملاسنات حادة بين الشريكين على خلفية أحداث ملكال، وقال قوش هل تريدنا الحركة أن نضع القلم ونحمل البندقية مرة أخرى، فهل هذه نُذر حرب قادمة بين الشمال والجنوب؟ -لا أظن أن هناك نذر حرب لأن الذين يحدثون هذا الضجيج لا يمثلون الشعب في جنوب السودان.. الشعب في الجنوب أعقل من ذلك ولن ينحاز لشعارات فارغة يراد منها خدمة جهات أخرى. أنت إذاً تثق بأن شعب الجنوب قادر على مواجهة أي مكايدات تستهدف أمنه، على أي أساس بنيت هذه الثقة والوقائع تقول عكس ذلك ؟ -ليس هنالك وقائع عكس ذلك، ونحن مع الجماهير ونعلم كيف يفكرون وماذا يريدون.. والآن المواطن الجنوبي يريد أولاً لم شمل الجنوبيين كلهم حتى تبدا الدولة الجديدة على أرضية توافقية، فيها إجماع في القضايا الجديدة، وأكيد هنالك تحديات كثيرة تواجه أي دولة جديدة، وهذه التحديات لن يستطيع حزب واحد أن يديرها، ولذلك هذا هو الهم الأول للشعب في جنوب السودان الآن.. والشيء الثاني بالنسبة لهم هو خلق علاقات قوية ومتينة مع شمال السودان، لأنهم كانوا دولة واحدة وبينهما أطول حدود.. وثالثاً هنالك أواصر تاريخية قديمة بين الطرفين، ولا أظن أن الانفصال السياسي سيحدث انفصالاً اجتماعياً واقتصادياً لذلك هم حريصون على هذا الجانب.. رابعاً هم حريصون على إحداث التنمية وتقديم الخدمات الأساسية، ولذا فالشعارات الفارغة لاتغني من جوع، ولابد أن نستفيد من دروس الست سنوات الماضية والتي ضاعت هدراً بدلاً من تقديم خدمات أساسية للمواطن وأصبح في الجنوب مليونيرات على حساب الشعب.. إذن هذه هي أسبقيات المواطن في جنوب السودان، وليست من أسبقياته المواجهات والبحث عن الفتن والصراعات التي لامعنى لها. على ذكر الفساد هل هنالك مؤسسية لمحاربته؟ -لاتوجد، فخلال الست سنوات الأخيرة لم تتم مراجعة الحسابات ولو مرة، فكيف تحارب الفساد وأنت لم تجرِ مراجعة.. حسابات الدولة ينبغي أن تراجع كل عام. وما هي الآليات لمحاربة الفساد وهو من المظاهر المخيفة في حكومة وليدة تحتاج للتنمية كما قلت؟ -الآلية الوحيدة هي وحدة الجنوبيين، أن تكون القوى الجنوبية موحدة، وأن يكون هناك برنامج جاد في سبيل محاربة الفساد وتقديم الخدمات الأساسية للمواطن في الفترة الانتقالية . ولماذا أعالي النيل هي محور الصراع الأمني في الجنوب دائماً، هل لأنها لاتمثيل لها في حكومة الجنوب؟ -على العكس هنالك صراعات في مناطق أخرى ولكنها لاتجد الإعلام وحتى في بحر الغزال هناك مشاكل عديدة حدثت ولكن لأن البعض لايريد أن يسيء للآخرين.. وفي أعالي النيل هناك لام أكول، وهذا رياك مشار ولكن في بحر الغزال من سيقولون؟! فالمجموعة التي تمردت الآن من أويل لماذا لم يتم اتهام أحد من قيادات أويل؟ والقضايا التي حدثت في رمبيك وفي شايبتي فلماذا لم يتم اتهام سياسي من هذه المناطق! وقبل أسبوع كان هناك صراع قبلي في منطقة بور، حيث تحاربت مجموعتان من ذات القبيلة على الأرض ومات ما يزيد عن العشرين شخصاً، وأنا متأكد من أنك لم تسمعي بهذا الخبر، فلماذا لم يتم اتهام أحد السياسيين.. ولذا هم يحاربون شخصيات محددة، ولذلك لابد من دمغهم بكل شيء ردئ يحدث في تلك المناطق. قلت إن العشرات يموتون بدون محاسبة أو حتى تسليط ضوء عليهم، على ذلك ألا تعتقد أن ملف حقوق الإنسان في الجنوب مجهول المصير باعتبار أنه لامحاسبة لبعض المتورطين في نزاعات هناك؟ - نعم وليس ملف حقوق الإنسان لوحده، بل هناك ملف سيادة حكم القانون وكل هذه الأمور تحتاج إلى مراجعة. هل أبناء الشلك داخل الحركة الشعبية مهمشون؟ -لا أتحدث بصورة قبلية. هل تحتاج حكومة الجنوب لدستور؟ -لاتوجد حكومة بدون دستور. أنت قلت إن حكومة الجنوب ستكون غير مشروعة بحلول 9 يوليو مستنداً على اتفاق نيفاشا، فهل تتوقع أن يشتمل دستور حكومة الجنوب على البنود التي تكفل الحريات في هذا الجو المحتقن؟ -حتى الدستور الحالي الانتقالي لجنوب السودان موجودة فيه الحريات. ونفس الميثاق الموجود في الدستور القومي موجود في دستور جنوب السودان.. ولكن العبرة ليست في النصوص بل في التطبيق، إذ لايوجد تطبيق والتطبيق نفسه يحتاج لإرادة سياسية.