أنباء عن اغتيال ناظر في السودان    الصادق الرزيقي يكتب: الدعم السريع وشهية الحروب التي فُتحت في الإقليم    خسائر ضخمة ل"غانا"..تقرير خطير يكشف المثير    إسرائيل تستهدف القدرات العسكرية لإيران بدقة شديدة    "خطوة برقو" تفجّر الأوضاع في دارفور    الترجي يسقط أمام فلامنغو في مونديال الأندية    الحلقة رقم (3) من سلسلة إتصالاتي مع اللواء الركن متمرد مهدي الأمين كبة    افتتاح المرحلة النهائية للدوري التأهيلي للممتاز عصر اليوم باستاد الدامر.    فيكم من يحفظ (السر)؟    في السودان :كيف تتم حماية بلادنا من اختراق المخابرات الإسرائيلية للوسط الصحفي    من الجزيرة إلى كرب التوم..هل دخل الجنجويد مدينة أو قرية واستمرت فيها الحياة طبيعية؟    التقى بروفيسور مبارك محمد علي مجذوب.. كامل ادريس يثمن دور الخبراء الوطنيين في مختلف المجالات واسهاماتهم في القضايا الوطنية    هيمنة العليقي على ملفات الهلال    الحرب الايرانية – الاسرائيلية: بعيدا عن التكتيات العسكرية    نشاط مكثف لرئيس الوزراء قبل تشكيل الحكومة المرتقبة    نقل أسلحة إسرائيلية ومسيرات أوكرانية الى افريقيا بمساعدة دولة عربية    والي الخرطوم يصدر عدداً من الموجهات التنظيمية والادارية لمحاربة السكن العشوائي    أدوية يجب تجنب تناولها مع القهوة    شاهد بالصور والفيديو.. الفنان حسين الصادق ينزع "الطاقية" من رأس زميله "ود راوة" ويرتديها أثناء تقديم الأخير وصلة غنائية في حفل حاشد بالسعودية وساخرون: (إنصاف مدني النسخة الرجالية)    رئيس الوزراء يطلع على الوضع الصحي بالبلاد والموقف من وباء الكوليرا    إدارة مكافحة المخدرات بولاية البحر الأحمر تفكك شبكة إجرامية تهرب مخدر القات    شاهد بالصورة والفيديو.. وسط ضحكات المتابعين.. ناشط سوداني يوثق فشل نقل تجربة "الشربوت" السوداني للمواطن المصري    (يمكن نتلاقى ويمكن لا)    سمير العركي يكتب: رسالة خبيثة من إسرائيل إلى تركيا    عناوين الصحف الرياضية السودانية الصادرة اليوم الأثنين 16 يونيو 2025    شاهد بالفيديو.. الجامعة الأوروبية بجورجيا تختار الفنانة هدي عربي لتمثل السودان في حفل جماهيري ضخم للجاليات العربية    شاهد بالفيديو.. كشف عن معاناته وطلب المساعدة.. شاب سوداني بالقاهرة يعيش في الشارع بعد أن قامت زوجته بطرده من المنزل وحظر رقم هاتفه بسبب عدم مقدرته على دفع إيجار الشقة    رباعية نظيفة .. باريس يهين أتلتيكو مدريد في مونديال الأندية    بالصورة.."أتمنى لها حياة سعيدة".. الفنان مأمون سوار الدهب يفاجئ الجميع ويعلن إنفصاله رسمياً عن زوجته الحسناء ويكشف الحقائق كاملة: (زي ما كل الناس عارفه الطلاق ما بقع على"الحامل")    على طريقة البليهي.. "مشادة قوية" بين ياسر إبراهيم وميسي    المدير العام للشركة السودانية للموارد المعدنية يؤكد أهمية مضاعفة الإنتاج    المباحث الجنائية المركزية بولايةنهر النيل تنجح في فك طلاسم بلاغ قتيل حي الطراوة    من حق إيران وأي دولة أخري أن تحصل علي قنبلة نووية    أول دولة عربية تقرر إجلاء رعاياها من إيران    السودان..خطوة جديدة بشأن السفر    3 آلاف و820 شخصا"..حريق في مبنى بدبي والسلطات توضّح    ضربة إيرانية مباشرة في ريشون ليتسيون تثير صدمة في إسرائيل    بالصور.. زوجة الميرغني تقضي إجازتها الصيفية مع ابنتها وسط الحيوانات    معلومات جديدة عن الناجي الوحيد من طائرة الهند المنكوبة.. مكان مقعده ينقذه من الموت    بعد حالات تسمّم مخيفة..إغلاق مطعم مصري شهير وتوقيف مالكه    رئيس مجلس الوزراء يؤكد أهمية الكهرباء في نهضة وإعادة اعمار البلاد    إنهاء معاناة حي شهير في أمدرمان    وزارة الصحة وبالتعاون مع صحة الخرطوم تعلن تنفيذ حملة الاستجابة لوباء الكوليرا    فجرًا.. السلطات في السودان تلقيّ القبض على34 متّهمًا بينهم نظاميين    رئيس مجلس الوزراء يقدم تهاني عيد الاضحي المبارك لشرطة ولاية البحر الاحمر    وفاة حاجة من ولاية البحر الأحمر بمكة    اكتشاف مثير في صحراء بالسودان    رؤيا الحكيم غير ملزمة للجيش والشعب السوداني    محمد دفع الله.. (صُورة) تَتَحَدّث كُلّ اللُّغات    في سابقة تعد الأولى من نوعها.. دولة عربية تلغي شعيرة ذبح الأضاحي هذا العام لهذا السبب (….) وتحذيرات للسودانيين المقيمين فيها    شاهد بالفيديو.. داعية سوداني شهير يثير ضجة إسفيرية غير مسبوقة: (رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام وأوصاني بدعوة الجيش والدعم السريع للتفاوض)    تراجع وفيات الكوليرا في الخرطوم    أثار محمد هاشم الحكيم عاصفة لم يكن بحاجة إلي آثارها الإرتدادية علي مصداقيته الكلامية والوجدانية    وزير المالية السوداني: المسيرات التي تضرب الكهرباء ومستودعات الوقود "إماراتية"    "الحرابة ولا حلو" لهاني عابدين.. نداء السلام والأمل في وجه التحديات    "عشبة الخلود".. ما سرّ النبتة القادمة من جبال وغابات آسيا؟    ما هي محظورات الحج للنساء؟    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وقائع المؤتمر الصحفي لمستشار الرئيس السوداني
نشر في شبكة الشروق يوم 14 - 03 - 2011

عقد مستشار الرئيس السوداني للشؤون الأمنية الفريق أول صلاح عبد الله قوش رئيس جانب المؤتمر الوطني في اللجنة السياسية المشتركة مع الحركة الشعبية والسفير الدرديري محمد أحمد عضو اللجنة السياسية المشتركة للشريكين، مؤتمراً صحفياً بحضور أمين الإعلام الناطق الرسمي باسم المؤتمر الوطني فتح الرحمن شيلا.
وابتدر شيلا المؤتمر حيث أشار بعد الترحيب بالحضور إلى أن انعقاد المؤتمر الصحفي يأتي للحديث حول علاقة الشريكين والآلية المشتركة التي تعنى بالقضايا المختلف عليها للوصول لاتفاق، بجانب الحديث عن تداعيات الموقف الذي نتج عن الحديث الذي لا يمت للواقع بصلة والذي صدر عن الأمين العام للحركة الشعبية باقان أموم من اتهامات للحزب رغم أن المؤتمر الوطني أكثر التزاماً بالمواثيق والعهود حتى قاد به هذا الالتزام لانفصال الجنوب، مشيراً إلى أن باقان ظل يثير الغبار كثيراً، والمؤتمر الوطني من أجل الحفاظ على الشراكة والسلام صابر، إلا أن الصبر والصمت على بعض القضايا يعد جريمة.
جذور القضية
وقدم مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الأمنية الفريق صلاح عبد الله، والذي أشار إلى أنه يلتقي بممثلي الأجهزة الإعلامية في ظرف سياسي معلوم في الفترة الانتقالية الأخيرة بعد الاستفتاء والانفصال، وقال: "الكل تابع جذور قضية الجنوب قبل الإنقاذ وخلال فترتها التي رفعت فيها شعار تحقيق السلام إلى أن تم التوقيع على اتفاق السلام الشامل الذي شهد عليه كل العالم ورحب به الشعب السوداني، وأرست الاتفاقية العديد من الأسس والمبادئ والآليات لمتابعة تنفيذها مشتركة بين الطرفين وأوعية تنفيذية على مستوى الحكومة الاتحادية وحكومة الجنوب وجهات أخرى مثل مفوضية التقييم والأمم المتحدة التي اعتمدت الاتفاق وأرسلت قوات اليونميس لمتابعة التنفيذ لوقف إطلاق النار بين الطرفين، وكذلك هناك متابعة من الإيقاد والاتحاد الأفريقي، حيث تعقد هذه الأطراف اجتماعات متفرقة لمتابعة التنفيذ".
اللجنة المشتركة
واللجنة السياسية المشتركة إحدى آليات مناقشة القضايا المختلفة لمعالجتها في حوار سياسي بين الشريكين، ونشطت اللجنة بعد الانتخابات وتمكنت من إنجاز مهام كبيرة منها تشكيل الحكومة بعد الانتخابات الأخيرة، وبدأنا في مناقشة قضايا عالقة طوال الفترة الانتقإلىة على أن يتم التوصل لمعالجات نهائية لها مثل أبيي، ترسيم الحدود، والإعداد لقضايا أيضاً منصوص عليها في الاتفاقية مثل المشورة الشعبية، هذه هي القضايا المتبقية أو العالقة، كذلك بدأت اللجنة حواراً للتحضير لما بعد الاستفتاء وبدأت آليات متخصصة تناقش قضايا مابعد الاستفتاء.
طوال الفترة التي أعقبت توقيع الاتفاقية كان المؤتمر الوطني حريص على الشراكة السياسية مع الحركة، وفي كل الاجتماعات التي أعقبت تنفيذ الاتفاقية وبدأت تدخل حيز التنفيذ، وكان المؤتمر الوطني هو الذي يسعى إلى تحقيق شراكة سياسية مع الحركة ضماناً لتنفيذ سلس لاتفاقية السلام الشامل.
صد للشراكة
ولكن في كل تلك المحاولات والمحاورات كانت الحركة الشعبية هي التي تصد عن هذه الشراكة بدلاً من أن تؤسس علاقة شريكين يشاركان بعضهما البعض في إدارة البلاد، الحركة الشعبية انتهجت منهجاً معروفاً في إقامة تحالف مع قوى المعارضة (قوى جوبا) ولاحظتم طوال الفترة الماضية أن الحركة كانت تنسق مع المعارضة التي تضع أحد أهدافها إسقاط النظام، استمر كل ذلك واستمرينا في حوارنا مع الحركة الشعبية والتواصل الإيجابي معها لمعالجة هذه القضايا إلى أن تم إجراء الاستفتاء، وأعلنت نتيجته وكانت الإجراءات والترتيبات السياسية والإجرائية التي قام بها المؤتمر الوطني كانت مدهشة لكل العالم في موقفه وموقف الرئيس شخصياً في ذلك، والكل تابع الخطاب الشهير للرئيس في جوبا في زيارته التي كانت قبل الاستفتاء.
اعتراف بالاستفتاء
تم الاستفتاء واعترفت الحكومة بالنتيجة وكان ذلك أيضاً مدهشاً لكل العالم، وقد خلق ذلك جواً إيجابياً لمواصلة الحوار لحسم القضايا العالقة.
الأسابيع الماضية كنا في حوار مستمر لإكمال النقاش وحسم القضايا، وتركز النقاش في قضيتين أساسيتين الأولى هي ترسيم الحدود والثانية أبيي، وكان الحوار متواصلاً مع لجان متخصصة فنية لمعالجة قضايا مابعد الاستفتاء متمثلة في الاقتصادية مثل العملة والديون والأصول والبترول وقضايا الأمن بين البلدين وأيضاً القضايا السياسية.
تواصل الحوار وفي التاسع من مارس الجاري كان لنا برنامج لمواصلة النقاش حول متابعة لجنة ترسيم الحدود التي رفعت برنامجاً لبداية الترسيم العملي على الأرضن وأيضاً كانت هناك أحداث في أبيي، ونحن كلجنة سياسية اتفقنا أن نزورها وتم ذلك لمحاولة امتصاص التوتر بالمنطقة، وأكدنا على ضرورة تنفيذ اتفاق كادوقلي وشكلنا لجنة فنية وقدرنا أنه من المفيد أن تضم اللجنة الفنية شخصية سياسية من كل طرف حتى تحاول أن تكون أقرب إلى اتخاذ القرارات وتعين اللجان الفنية في تنفيذ اتفاق كادوقلي.
موضوع جديد
كان لنا لقاء مبرمج ظهر السبت 12 مارس لمتابعة الحوار، وحضر وفد الحركة برئاسة الأمين العام باقان أموم رئيس وفد الحركة في اللجنة السياسية، وبدلاً من أن نبدأ النقاش في قضايانا الموجودة في جدول الأعمال قال باقان إن له موضوع جديد ومنحناه الفرصة وقال الآتي:-
(إنه اتصل به رئيس الحركة الشعبية النائب الأول لرئيس الجمهورية سلفاكير ميارديت وأبلغه بأن هنالك أحداث تجري في الجنوب تمس الأمن القومي للجنوب، وقال إنه حتى ينجلي ذلك الموقف أبلغه قرار إيقاف الحوار مع المؤتمر الوطني، وذكر الأسباب وقال هي: أولاً هذه الأحداث، هنالك مجموعة تبلغ 250 من المسلحين تتبع للحركة الشعبية للتغيير الديمقراطي هاجموا مدينة ملكال بالأمس بغرض الاستيلاء عليها وتم صدهم.
قتال ومليشيات
وأنه قبل أيام وقع قتال بالبر الغربي لمدينة ملكال تقوده أيضاً مليشيات جنوبية، وذكر أيضاً أنه كان هناك قتال في مدينة فنجاك يقوده من الطرف الآخر المتمرد على الحركة جورج أطور ومات فيه عدد من المواطنين، وذكر أنهم في الحركة الشعبية رصدوا تحرك لمليشيات من تشكيلات جديدة وترتيب لها وأن اللواء الشيخ عبد الباقي أعلن تمرده والحرب على حكومة الجنوب وأن الحركة الشعبية لديها معلومات أن المليشيات في أعالي النيل والتي هاجمت ملكال والأخرى التي تتحرك في ولايات أخرى كلها مدعومة وموجهة من المؤتمر الوطني في قيادته السياسية ومؤسساته الأمنية التي تدير ذلك النشاط على الأرض وأنهم نتيجة لذلك وبعد التشاور مع بعض القيادات قرروا إيقاف الحوار مع المؤتمر الوطني)، انتهى كلام رئيس وفد الحركة في اللجنة.
إيقاف النفط
وأيضاً أضاف بقية الأعضاء بأن (الحركة الشعبية تفكر في إيقاف إنتاج وتصدير النفط كواحدة من الإجراءات التي ربما اتخذوها في الفترة القادمة كرد فعل على النشاط الذي يعتقدون أن وراءه المؤتمر الوطني)، انتهى حديثهم.
والنتيجة التي خلص إليها الاجتماع أن الحركة الشعبية قد أبلغتنا بأنها قد أوقفت الحوار مع المؤتمر الوطني إلى أجل غير مسمى وسبب ذلك أن هنالك نشاط لمليشيات وهذا النشاط ممول من المؤتمر الوطني بقيادته السياسة، وكما سمعتم أنهم قد اتهموا السيد الرئيس شخصياً بالضلوع في هذا النشاط.
ونود أن نقول ابتداءاً إن المؤتمر الوطني يؤكد وأكد مراراً أن استقرار الجنوب واستتباب الأمن فيه هو من أولى اهتماماته، وأن العلاقة الطيبة بين الشمال والجنوب هي واحدة من الأهداف الرئيسية التي ظل يعمل من أجلها.
إلحاح على الشراكة
وكما ذكرت إن المؤتمر منذ بدء إنفاذ الاتفاق كان هو المبادر والملح على قيام شراكة سياسية مع الحركة وهي التي كانت دائماً تنفر من ذلك, أعود للاتهامات كلها والمتعلقة بأن هناك مليشيات جنوبية تقوم بخروقات أمنية في الجنوب وفي أعالي النيل تحديداً وبعض الولايات الأخرى.
وحتى نعطى خلفية عن هذه المليشيات، تحدثوا تحديداً عن المتمرد جورج أطور وقوريال تانج والحركة الشعبية التغيير الديمقراطي التي اتهموها كذلك بأنها وراء أحداث ملكال.
إخوتي الكرام: المليشيات التي يتحدثون عنها ويربطونها بالمليشيات التي كانت طرفاً في الحرب الجنوبية الشمالية قديماً هي التي يحاولون الربط بينها وبين الأحداث الأخيرة، ونقول إن اتفاق السلام الشامل حدد خيارين للمليشيات في نصوصها.
انضمام المليشيات
إما أن تنضم للحركة الشعبية والجنوب أو للجيش السوداني، ومنذ توقيع الاتفاق ظللنا نعمل مع الحركة الشعبية لمعالجة قضية هذه المليشيات، ودفعنا بأعداد كبيرة من الذين اختاروا الانضمام للحركة الشعبية وانضموا لها في حوار مباشر ساعدنا الحركة فيه، والكل يعلم أن فاولينو ماتيب وعدد من القادة لهذه المليشيات قد اختاروا الانضمام للشعبية، وقد سهلنا لهم ذلك وتبقت مجموعات صغيرة من المليشيات اختارت الانضمام للجيش السوداني، وتم استيعابهم كضباط وأفراد، وتم تدريبهم وتأهيلهم وتعيينهم بأن يكونوا الفصيل للجيش السوداني في الوحدات المشتركة بالجنوب وعمود هذه الوحدات الفقري الجزء الخاص بالجيش السوداني معظمهم من أبناء الجنوب من هذه المليشيات وأغلق الملف في ذلك الحين.
وعندما ظهرت ارهاصات الاستفتاء وانفصال الجنوب بدأ النقاش يدور وسط هذه المجموعات عن مصيرهم إذا انفصل الجنوب، الحركة نشطت في التواصل مع هذه المجموعات وكانت تحاول أن تحاور بعضهم للانضمام لها سياسياً وغير سياسياً وقد لاحظتم أنه قبل إجراء الاستفتاء مجموعات من الجنوبيين قد انضموا للحركة حتى بعض الوزراء من المؤتمر الوطني اختاروا الانضمام للحركة مثل وزير العمل السابق وهذا كان حوار موضوعي لم يكن يزعجنا كثيراً ولكني أجزم وأقول إن الادعاءات كلها باطلة وسأفندها واحدة واحدة.
أولاً: الهجوم الذي تم على ملكال والذي اتهموا الحركة الشعبية للتغيير الديمقراطي والهجومين بنقطة فنجاك اتهموا به جورج أطور، وأقول أولاً إن أطور كان قائد في الجيش الشعبي وكان نائب رئيس هيئة الأركان وهو أحد قادة الحركة الذين قاتلوا معها سنين طويلة وترشح لمنصب الوالي في ولاية جونقلي وهو يعتقد أن الحركة زورت الانتخابات ونتيجة لذلك تمرد على الحركة الشعبية ومنذ الانتخابات ظل متمرداً يقاتل الحركة الشعبية ودوافعه معلومة وصلاته بالجيش الشعبي معلومة كقائد كبير فيه انضم له عدد كبير في جيشه.
إمداد من الجيش الشعبي
تقديرنا إن تواصله مع وحدات متعددة في مناطق أخرى في الجيش الشعبي كان متوفراً وامداده معظمه كان يأتي من الجيش الشعبي من بعض الوحدات فيه، وكل ذلك مرصود ومعلوم لدينا وأن كثير من الأسلحة والذخائر وحتى القوات كانت تأتي من الحركة من بعض الذين يناصرون أطور وغير راضين عن الأداء السياسي للحركة، وهذه قضية معلومة منذ الانتخابات وتعلمون أيضاً أن متمرداً آخر ظهر في منطقة الوحدة اسمه قلواك قاي كان يناصر أنجلينا التي ترشحت لوالي الوحدة ونتيجة لاتهامهم الحركة بتزوير الانتخابات حصلت بعض الأحداث في ولاية الوحدة انقسم هناك جزء مع أنجلينا والآخر مع تعبان دينق، وحصلت صراعات في المنطقة كانت من نتائجها حرق قرية قلواك قاي وقتل مجموعة من أهله، وبعض الأحداث في ولاية الوحدة دوافعها في ذلك معلومة لخلافاته مع الجيش الشعبي والحركة الشعبية.
أحداث ملكال
نعود لما تم في ملكال وماتم هناك هو انعكاس لمشاكل تمت قبل عامين تقريباً كان هناك خلاف على الأراضي بين الدينكا والشلك بولاية أعالي النيل، الدينكا كان لهم نزاع مع الشلك هناك، وكل الجيش بتلك المناطق الذي أتت به الحركة ليس به أحد من أبناء الشلك، لذلك بدأ يحصل تفريغ للمواطنين الشلك من أراضيهم في أعالي النيل وبدأ الصراع بين الشلك والدينكا بتلك المنطقة، أبناء الشلك في الجيش الشعبي شعروا بأن أهلهم مستهدفين من الدينكا، لذلك تجمعوا وأتوا لمناطق الشلك وكونوا مجموعة مقاتلة بقيادة ولون، هذه المجموعة بدأت تنظم نفسها حسب ماذكروا للدفاع عن أهلهم الشلك وبدأوا يقاتلون الجيش الشعبي في منطقة أعالي النيل حفاظاً على أراضيهم وأهلهم بالمنطقة، بدأ ذلك الصراع وحاولت الحركة أن تعالجه وتفاوضت مع المجموعة ووصلوا لاتفاق بأن يبقوا في المنطقة وحددت لهم معسكراً لإقامتهم وبدأت في صرف التعيينات ومنذ ذلك الوقت كانوا يقيمون بالمنطقة باتفاق وإذن الحركة الشعبية وكانت تعطيهم الأكل ليقعدوا آمنين سالمين في معسكراتهم.
جريمة اغتصاب
ولكن الذي تم يوم 5 مارس أنه تم اغتصاب فتاة من بنات الشلك وتحرك أبناء الشلك وقبضوا على المغتصب وهو عسكري في الجيش الشعبي وبدأوا استجوابه وأثناء ذلك هرب لمعسكر الحركة في منطقة أوشي على بعد ثمانية عشر كيلو من معسكر الشلك، وطارده هؤلاء حتى دخل المعسكر وأطلقوا النار وتصدى لهم المعسكر ورجع أبناء الشلك لمعسكرهم، غير معروف ماقاله العسكري لقادة المعسكر، ثاني يوم 6 مارس تحرك الجيش الشعبي من معسكره في أوشلي وهاجم معسكر الشلك في منطقة دول في البر الغربي، أبناء الشلك بعد الاعتداء عليهم من الجيش الشعبي استغاثوا بجورج أطور وبدعم منه ذهبوا وهاجموا ملكال ويبدو أن المصلحة المشتركة لأبناء الشلك وأطور هي التي دعمت هذا التحالف في أن يهاجموا ملكال، وطبعاً أطور ادعت الحركة الشعبية قبل يومين أنها حاصرته وأدخلته في منطقة ضيقة ويرغب في أن يوصل رسالة لها يبدو ذلك، وأبناء الشلك يبدوا أنهم يريدون الثأر عن الهجوم الذي تم عليهم في معسكرهم هذا هو الذي تم.
من هاجموا ملكال مجموعة من أبناء الشلك أصلاً تشكلوا لحماية أهلهم، وحصلت مشكلة في قضية شخصية حصل اشتباك بين الجيش الشعبي وهؤلاء مما أدى للأحداث التي تمت في ملكال.
هذه واحدة من الاتهامات التي وجهوها للمؤتمر الوطني بأن هذه المجموعة مدعومة منه، والمعلوم أن هذه المجموعة كيف تشكلت والحركة الشعبية فاوضتها وحددت لها معسكر وظلت تعطيها التعيينات والأكل، فأين المؤتمر الوطني في ذلك؟
ثانياً ذكرت أسباب تمرد أطور التي تعرفها الحركة وشكلت فريقاً برئاسة نائب مدير جهاز المخابرات وعملت عدة جولات ووصلت لاتفاق معه في فترة سابقة لكنه فشل وسأحكي أسباب فشل هذا الاتفاق.
انضمام مليشيات
الحركة الشعبية كما هو معلوم قبيل الاستفتاء بدأت في تواصل مع بعض القادة الجنوبيين، وكان من بينهم قوبريال تانج حتى بدون علم الحكومة، حاورته وسافر إلى جوبا رغم أنه كان مطلوب في أحداث ملكال، ولكن في حوار معه أقنعوه بالذهاب لجوبا والانضمام للحركة، وفعلاً أعلن انضمامه لها ولم يعد للخرطوم، وكانت تحاور بقية من اختاروا الجيش السوداني مثل غوردين كون وهو القائد بعد فاولينو في القوات التي كانت جزء من الحرب في السابق، وتمهيداً لامتصاص هذه القوات طلبت من كل هذه المليشيات أن يتجمعوا في منطقة جلهاك وجزء منها كان في الجيش السوداني في الوحدات المشتركة بعد انتهاء مهمتها لاستيعابهم في تلك المنطقة، إلا أنهم رفضوا وذهبوا إلى مناطقهم وكان من بينهم قوبريال تانج ذهب لأوشلي وتصادف أن وقعت أحداث فنجاك ومات مواطنون في هذه المعركة من بينهم شقيقة تانج، وأتى جيمس كوك وكان وزير تجارة في الحكومة الاتحادية وهو من أولاد فنجاك مثل قوبريال، وأتى إليه في أوشلي وأخبره أن أطور قتل أهلهم وناس وقعوا البحر وماتوا وأنت هنا يجب أن نقاتل أطور، وتحرك مع قوات قوبريال تانج لفنجاك لقتال أطور والحركة مدته بالسلاح والتعيينات واشترت له المراكب التي تعبر به للبر وبالفعل تم ذلك ووصل تانج فنجاك إلا أن أهله طلبوا منه أن يدع قتال أطور الآن وأن يعمل على حمايتهم من الجيش الشعبي لأنه هو الذي قتلنا ونريد منه حماية ولذلك أقام في فنجاك، والآن يتهموننا أننا من ذهب بقوبريال تانج إلى هناك للتمرد مع أطور.
كل الذي تم أن الحركة هي من أخذته من الخرطوم إلى جوبا وأقنعته بالانضمام للجيش الشعبي وأقام بجنوب ملكال وأتت الحركة بوزير الشؤون الإنسانية الآن في حكومة الجنوب وهو من ذهب به لفنجاك بعدما سلحوه وأعطوه التعيينات والمراكب.
تمرد قلواك
أشرت لأسباب تمرد قلواك في أعالي النيل هناك والآن مجموعات من المورلي ناس إسماعيل كوك في جونقلي البيبور لهم صراعات مع دينكا بور بسبب سرقة بقر وأدى ذلك لأحداث دامية بينهم، والحركة بدأت جمع السلاح وجمعت من الدينكا إلا أن المرولي رفضوا لشكهم بأن الدينكا يريدون أخذ سلاحهم ثم إبادتهم، لذلك تمردوا واحتموا بجبل بوما بالبيبور، وفي الاستوائية هناك مجموعات تعارض وجود الدينكا حتى العاصمة لايريدونها في جوبا ويعتقدون أنه استعمار جديد بعد الفكاك من الجلابة، والآن اتوا الدينكا لاستعمارهم، وهناك تململ وسط هذه المجموعات.
وأقول إن هذه المشاكل ليست مستحيلة المعالجة، ولكن الحركة الشعبية لا تريد معالجتها لأسباب متعلقة بصراعاتها الداخلية وكان يمكن لها ونحن كنا نساعدها في استيعاب هذه المعالجات، ولكن الصراعات الداخلية في الحركة أفرزت فصيلاً مؤثراً في الحركة لا يرغب في معالجة استيعاب هذه المجموعات لأنه يعتقد أنها ستكون سنداً وعضداً لخصوم له في الحركة، والمعلوم أن معظم هذه المجموعات من أبناء النوير وكلهم متهمين أنهم كانوا قوات ريك مشار ورجوعهم للحركة مسلحين في مجموعات كبيرة قطعاً سيكون سنداً لمشار وتعرفون من الذي يصارعه في الحركة.
إذن هناك متنفذين من قيادات الحركة لا يريدون معالجة قضية هذه المجموعات وتنصهر في المجتمع الجنوبي عسكري أو سياسي لأن ذلك سيكون خصماً على وجودهم في الحركة لذلك كل مرة يعقدوا حلها حتى الدينكا عندما بذلوا جهداً لمعالجة قضية أطور اتهموهم بالتآمر.
الحوار مع أطور قاده نائب رئيس المخابرات مجاك أقوك في جزيرة فنجاك وهو كان يتفاوض مع الجيش الشعبي وينوي شن هجوم عليهم وقتلهم، وعرف أقوك حينها أن هناك من لا يريدون الحوار يستمر وبعد يوم واحد رغم الاتفاق بإيقاف العمليات هجم الجيش الشعبي على أطور واتهم المفاوضين بأنهم يرتبون لانقلاب على رئيس الحركة بأن مجاك وأطور ومشار الآن يعدون ويرتبون لانقلاب في جوبا ضد رئيس الحركة، هذه هي الاشاعات التي أطلقت في جوبا والشارع الآن هناك يعي ذلك.
كل ذلك أقول أنه إفرازات طبيعية للحركة الشعبية كلما شعرت أن لديها مشكلة توجهت واتهمت المؤتمر الوطني هذه هي الدوافع الحقيقية في أن يتهموا الوطني بأنه فعل وفعل.
عوامل أخرى
إلا أن هناك عوامل أخرى ارتبطت بهذه العوامل هي أولاً: هنالك متنفذين من قيادة الحركة من أبناء أبيي شعروا بأن الاستفتاء وانفصال الجنوب وأصبحت قضية أبيي معلقة، وماكل الجنوبيين حريصين من أجل أن يدخلوا في حرب شاملة من أجل أبيي بين الشمال والجنوب، وهذا سوف يضعف موقف أبناء أبيي في أن تحسم القضية لصالحهم، لذلك غير راغبين في أن تكون العلاقة طيبة بين الشمال والجنوب ومشكلة المنطقة لم تحل وحتى تكون العلاقة طيبة يجب أن تحل كما هم يريدون وإلا لا تستقر العلاقة بين الشمال والجنوب، هذا أحد دوافع الحركة لأن تسلك السلوك الذي سلكته.
ثانياً الحركة بها بعض القادة مازالوا يحلمون بمشروع السودان الجديد حتى في الشمال، ويبدو أنهم مدفوعين من ناشطين معلومين لدينا، وأن الأحداث التي جرت في المنطقة وأدت إلى تغيير بعض الأنظمة أدى بهم للاعتقاد بأن ذلك يمكن أن يحدث في السودان وعليهم أن يسهموا في ذلك، هذه واحدة من الأجندة القديمة التي كانوا يقولون للقوى السياسية في تحالف جوبا إذا أسقطنا النظام يمكن أن نتوحد من جديد.
ثالثاً: وهم يحلمون بمشروع السودان الجديد لا يريدون أن ينطلق السودان الشمالي انطلاقة جديدة، تعلمون بعد الاستفتاء واعتراف الحكومة به تغيرت البيئة الدولية في علاقتها بالسودان، وأصبح هناك حديث إيجابي عن فتح قنوات تواصل وعلاقات جديدة مع السودان ومساعدة الدولة الجديدة في الشمال، وبدأت الدول الغربية في محاولة التعاطي إيجاباً مع الدولة الجديدة في الشمال وهذا لا يعجبهم، ولذلك هم يريدون البدء في تعكير الأجواء ويحاولون أن يقولوا إن الذين تعتقدون أنهم يوفون بعهودهم أجروا الاستفتاء واعترفوا به هم كاذبين وأجندتهم أن يدمروا الجنوب، هذه رسالتهم موجهة للمجتمع الدولي طمعاً في سند دولي لتنفيذ مشروع السودان الجديد وإسقاط الحكومة.
يحدث كل هذا ونحن نعلم أجندتهم، وأقول لكم إنهم أوقفوا الحوار وهم يعلمون أن مثل المعلومات التي يدعون بها أن هنالك آليات للتداول فيها أولاً هناك لجنة لمراقبة وقف إطلاق النار من الأمم المتحدة للتحقق من الخروقات والمكان الصحيح لأي معلومات أو شكاوي هو هذه اللجنة، ولم يذهبوا للجنة ولم يملكونها المعلومات ونحن في اللجنة السياسية لم تعرض علينا قبل ذلك ولم يتم نقاشها من أجل تداولها أو التحقق منها ولذلك نحن نقول إن الدوافع الأساسية لذلك هي دوافع مغرضة من الحركة الشعبية والتي لا أعلم كيف توقف الحوار ونحن في أزمة، لأن الذي في أزمة يحتاج لتفعيل الآليات والتواصل وإلى مزيد من الحوار لمعالجة الأزمة، ولكن ماذا يعني إيقاف الحوار؟ هل يعني ذلك أن نضع القلم ونحمل البنادق ونذهب إلى الحرب وإلا كيف تعالج، وكيف يتم القرار بإيقاف الحوار في معلومات كلها (فالصو) ذكرت أسباب الدعاوي.
نعرف أن الحركة منذ التوقيع تلعب على الحبلين، تريد المشاركة في الحكومة ومعارضتها، وبدأت منذ الأيام الأولى التواصل مع مجموعة دارفور وهي في الحكومة وعلاقتها قديمة وأصلاً قضية دارفور غذاها د. جون قرنق وأرسل الأسلحة لناس عبد الواحد، وكان على تواصل مع كل الحركات المتمردة، ونحن نتقاتل مع الحركات كانوا يذهبون للجنوب ويعودون ونحن لم نوقع السلام بعد.
وتعرفون محاولته لغزو دارفور منذ مجموعة بولاد، ودارفور أجندة قديمة للحركة وتواصل ذلك حتى بعد السلام، ونحن نفاوض في المجموعات المتمردة في أبوجا كانت الحركة في وفدنا المفاوض ويقولون لهم لا توقعوا وأخبرتنا بذلك مجموعة مني بعد أن وقعوت.
كنا صابرين على تواصل الحركة مع كل مجموعات دارفور على طوال التاريخ ولم نقطع الحوار. والحركة كانت حتى قبل أسبوع يلتقي عرمان وعقار مع النائب طالبين التعاون بين الحركة والمؤتمر ويطلعوا بكره في مظاهرة لإسقاط الحكومة.
الحركة تذهب للأمم المتحدة وتدعو الغرب لعدم دعم السودان ولأميركا بأن لا ترفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب أو رفع العقوبات بل شددوا ذلك.
هذا هو سلوك الحركة الذي صبرنا عليه ولم نوقف الحوار ولم نفقد أعصابنا لأننا حزب مسؤول يقود البلاد بمسؤولية تامة ونعلم أن المسؤولية تقتضي أن نوسع صدرنا وأن نتجاوز القضايا الآنية للأهداف الاستراتيجية الكلية التي تهدف للاستقرار في المنطقة وتنمية الشمال والجنوب وتحقيق رفاهية المواطن في الجنوب والشمال.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.