أكد الدكتورلام أكول رئيس الحركة الشعبية للتغيير الديمقراطي أن حزبه مستهدف في الجنوب، لأن الحكومة هناك تعتبره المنافس الحقيقي للحركة الشعبية، مشيراً إلى أنه رغم كل اتفاقيات وقف العدائيات التي تم التوقيع عليها ومن بينها اتفاق جورج أطور إلا أن الجيش الشعبي يكون دائماً هو البادئ في الهجوم على تلك الفصائل.. وتحدث دكتور لام في حوار أجرته معه آخر لحظة حول التوترات الأمنية في ملكال واتهام حزبه بالهجوم هناك، قال إن حزبه سياسي ولا علاقة له بالعمل العسكري إلا أن أسهل طريقة للاستهداف هي الربط بين الأنشطة العسكرية والسياسية، وأضاف بالقول إن الشعارات الفارغة لا تغني من جوع وإنه لابد من أن نستفيد من دروس الست سنوات الماضية، والتي حسبما أكد ضاعت هدراً، وأنه بدلاً من تقديم خدمات أساسية للمواطن بالجنوب أصبح هنالك مليونيرات على حساب الشعب .. فمعاً لمضابط الحوار: د. لام هل ستقام انتخابات عقب انتهاء الفترة الانتقالية الحالية؟ -لابد وأن تكون هناك فترة انتقالية قصيرة لحين التحضير لانتخابات لاختيار الجمعية التأسيسية التي تجيز الدستورالدائم، ولذا لابد من انتخابات بعد نهاية الفترة الانتقالية التي تنتهي في الثامن من يوليو وعقبها فترة انتقالية أخرى تبدأ في التاسع من يوليو. وكيف ستدير نشاطك السياسي في تلك الأجواء وبعد الانفصال؟ -كما أدرناها من قبل، حيث كانت نفس الأجواء موجودة وأدرنا عملنا السياسي وسنظل نديره لأننا مع الجماهير. وهل هنالك تهديد على سلامتك في إدارة عملك السياسي في الجنوب؟ -التهديد وارد في أي مكان حتى في أمريكا فهناك كذلك تهديد وكم من رئيس أغتيل أو كانت هنالك محاولات لاغتيالهم، وهذه من تحديات العمل السياسي . كان أن اتهم باقان أموم البشير بأنه يريد الإطاحة بسلفاكير، هل هذا صحيح وهل لدى الحكومة الاتحادية هنا نيّة حقيقية فعلاً للإطاحة بحكومة الجنوب أم أن هذا استهلاك؟ - وماهو الغرض؟ فهذه الحكومة اعترفت بنتيجة الاستفتاء حتى قبل أن يعلن بصورة رسمية، وقالت إنها ستقف مع الجنوبيين عند إعلان الدولة الجديدة، فلماذا وما هي مصلحتها؟ بل على العكس هنالك عناصر في الحركة الشعبية هي التي تريد الإطاحة بالحكومة في السودان. ما هو التهديد الأمني الذي يمكن أن يشكله المسرحون للجيش الشعبي، وماذا بالنسبة للعسكريين الذين سرحوا من جبال النوبة، حيث أن النوبة يشعرون بالغبن من الحركة الشعبية باعتبارهم لم يتم التعامل معهم داخل الحركة كأشخاص مؤثرين وهم من أوائل الذين ساعدوها؟ - نعم كان هناك شعور من هذا القبيل لأن الاتفاقية في نظر الكثيرين من أبناءجبال النوبة لم تلبِ ما كانوا يطمعون فيه، وسواءً كانوا على حق أو غير حق فهذا مفهوم، وبناء على ذلك المفهوم تبنوا مواقف وفعلاً لأنهم يقولون إن النوبة والنيل الأزرق وجدوا فقط المشورة الشعبية وهي ليست كما يدعي البعض الآن، بل هي استطلاع رأي لأعضاء المجلس التشريعي للولاية المعنية حول مدى تلبية الاتفاقية لرغباتهم في إطار البروتكول نفسه، ويعتقد البعض أن هذا جانب مجحف في حقهم ولماذا يكون هناك حق تقرير مصير في الجنوب وليس هناك حق مماثل في جبال النوبة وفي الأنقسنا، ولكن أساساً الإخوة في المنطقتين رفعوا السلاح لوحدة السودان وليس مثل الجنوبيين الذين بعض منهم رفعوا السلاح للانفصال وحتى أن الكثيرين منهم ظلوا مؤمنين بانفصال الجنوب فكان لابد من معادلة تقرير المصير لاحتواء الطرفين، من يريد الوحدة ومن يرغب في الانفصال، وهذا في حالة الجنوب وهذا ما يفسر سبب اتفاق الحركة على تقرير المصير في الجنوب.. ولكن في مناطق جبال النوبة والنيل الأزرق لم تكن هناك مطالبة بغير سودان موحد، وأما الاعتقاد بأنه لابد من المساواة بين الجنوب وجبال النوبة فهذا تطور متأخر، حيث لم يكن من الأول توجد مطالبات من المنطقتين بهذا، وقد تكون النقطة الأساسية هي موضوع الجيش، حيث تقول الاتفاقية «إن من يزيد عن القوات المشتركة يتجه جنوباً».. بمعنى أنه اذا كان هناك جيش شعبي من أبناء جبال النوبة وجيش شعبي من أبناء النيل الأزرق ولم يدخلوا في الثلاثة آلاف للقوات المشتركة يتجهون للجنوب ويكونون الجيش الشعبي، وهذه الحالة إذا كانت هنالك وحدة لامشكلة ولكن هل في حالة الانفصال يكون أبناء جبال النوبة والنيل الأزرق في جيش الجنوب، فهذا هو السؤال والحل يكون عن طريق الحوار مع الحكومة الاتحادية.. وهناك أيضاً من أبناء الجنوب سيخرجون من الجيش السوداني وهم ما يقارب العشرين ألف جندي، ولذا لابد وأن يكون هناك حوار ليدخلوا محل هؤلاء أو أي شيء من هذا القبيل، واعتقد أن العدد في جبال النوبة والنيل الأزرق لن يزيد عن العشرين ألفاً. هل تتصور أن الحركة الشعبية قد غدرت بأبناء جبال النوبة باعتبار أن هذه لم تكن استراتيجيتها؟ - غدرت من أي ناحية؟ غدرت بمعنى أنها سعت للانفصال وتمسكت به و..؟ -مقاطعاً: ليس بأبناء جبال النوبة فقط، بل الحركة الشعبية أحبطت كل من كان يعتقد أنها تدعو لوحدة السودان بما في ذلك المؤتمر الوطني. هل هنالك إستراتيجية لمنع هجمات جيش الرب عن الأهالي بالجنوب؟ -لاتوجد إستراتيجية لأن جيش الرب هذا إذا كانت حكومة الجنوب قد حسمت أمرها لكي تحاربه لخرج جيش الرب من غرب الاستوائية، ولكن أمر جيش الرب تُرك للمواطنين في الولاية وهم بلا سلاح، ومن المفترض أن تكون من سياسات حكومة جنوب السودان خروج جيش الرب من حدود جنوب السودان إلى يوغندا لأنه جزء منها. كان هناك اتفاق عقده دكتور رياك مشار مع جوزيف كوني زعيم جيش الرب و..؟ مقاطعاً: هذا الاتفاق في آخر اللحظات وعندما اقترب التوقيع تم إجهاضه وهناك جهات معينة هي التي أجهضته. وهذه الجهات هل هي داخلية أم خارجية؟ - داخلية وخارجية. وهل تلك الجهات لها مصلحة في بقاء جيش الرب في تلك المناطق؟ -هنالك جهات لها مصلحة في عدم حل مشكلة جيش الرب باعتبار أن ذلك سيكون كسباً سياسياً لرياك مشار. بماذا تفسر عدم معالجة الحركة لقضايا أساسية في الجنوب بدءاً من جيش الرب وإجهاض محاولات دكتور رياك مشار في معالجة القضية، فهل تقصد أن هنالك أطرافاً تهدف لتصفية دكتور رياك مشار سياسياً حتى لاينافس داخل حكومة الجنوب؟ -الصراعات بداخل الحركة معروفة وليست جديدة، ولكن نقول إن السبب الأساسي في فشل الإدارة في حكومة الجنوب في الخمس سنوات الأخيرة أنه لاتوجد محاسبة ولا حتى برنامج، إذ لم تقدم حكومة جنوب السودان أبداً برنامج الحكومة لفترة معينة، سواء كان سنة أو ستة أشهر أو عامين، إذ أن ذلك لم يحدث في المجلس التشريعي بالجنوب ولا في المجلس نفسه تحت قيادة الحركة، فما كانت الحكومة تصر على أن تضع الحركة برنامجاً يُمكِّن البرلمان من محاسبتها، إذ لايمكن أن تحاسب حكومة ما لم يكن هناك برنامج قدمته لك وتمت إجازته لتقول لها أنت أمس قلت كذا ولم تفعلي ذلك ولماذا وهكذا.. ولذا هذا هو الواقع إذ لاتوجد محاسبة ولاحتى محاسبة سياسية ولا مالية، وكما قلت لك لم تتم أي مراجعة لحسابات الحكومة في الجنوب طيلة الست سنوات الماضية ولذلك من الطبيعي أن يكون هناك فشل. هل يمكن أن يكون الفشل الأمني في الجنوب مقصود منه الإبقاء على قوات اليوناميس والتي سينتهي أجلها في التاسع من يوليو المقبل؟ - قوات اليوناميس لن تستطيع أن تفرض الأمن أساساً وهي مهمتها مراقبة اتفاقية السلام، وبانتهاء الاتفاقية لابد من مراجعة مهمتها إما أن تذهب أو تبحث عن مهمة جديدة، ولذلك اليوناميس محدد وجودها بالتاسع من يوليو المقبل. هل تتوقع زيادة صلاحياتها للقيام بدور آخر في الجنوب؟ -لا أظن، لأن اليوناميس تكونت بقرار من مجلس الأمن وهو الفصل السادس وهو حفظ السلام، وإذا أرادوا تغيير ذلك لابد من أن يكون هناك تفويض جديد من مجلس الأمن لسبب وجودها. ماهي الحلول لمقابلة ذلك الضغط الهائل عليكم كأحزاب جنوبية من قبل الحكومة هناك، حيث اعترضت الأحزاب هناك على عدد من القضايا؟ - نحن سنستمر نعكس رأينا ونقنع المواطنين بآرائنا هذه. وهل تواصلون عملكم السياسي مع عدم مشروعيتكم هذه، كما تقول الحركة إن أي حزب غير مستوفٍ للشروط لن ينال حظه؟ -لا نحن سنعمل والآن الأحزاب الشمالية كم مرة تم حلها؟ حيث إن نميري عندما جاء قام بحلها وكذلك عبود والإنقاذ كذلك حلتها، ولكن أليست الأحزاب نفسها موجودة حالياً! هل مصير الأحزاب الجنوبية مجهول؟ -لا، بل ستظل تعمل في عملها السياسي سواء سمح القانون لها بالتسجيل أو لا، سيظلون يعملون عملهم السياسي، لأن حق وجودها عضدته الجماهير وهي من منحها ذلك الحق وليس أي حزب آخر. هل تتوقع أن تضع أمريكا جنوب السودان ضمن قائمة الدول الراعية للإرهاب باعتبار أن هناك قمعاً ضد بعض...؟ -مقاطعاً: هذا موضوع معقد وهي قائمة سياسية أكثر منها في الواقع والدول الموجودة في القائمة الآن أكيد ليست أكثر الدول الراعية للإرهاب، بل هذا قرار سياسي يتخذ حسب مصالح الدولة التي تتخذ هذا القرار. شكرا لك دكتور لام. - شكراً لك أستاذة غادة.