نشرت في هذه الزاوية في أواخر الأسبوع الماضي رداً من د. ديوك فليد الذي كتبه في موقع سودانيزاون لاين، وأعتذر بنشره هناك لأننا في هذه الصحيفة لن نفسح لمثل مقاله أن ينشر، وقد نشرته ليتأكد أن أول سطر في رده غير صحيح، فالصحافة السودانية تتمتع بحرية على الأقل تسمح لمثل مقاله بالنشر، وقد فعل ذلك لأنه لا يعلم عن عالم صحافتنا شيئاً، ولو كان يعلم كان بإمكانه أن يفعل الكثير. .. د. ديوك كنت أود الرد عليك في اليوم التالي مباشرة، لكن قدر الله أن يتوفى الخال(سعد الدين عبد الملك)، ولم استطع الحضور والكتابة.. سيد د. ديوك (إذا كان هذا اسمك الحقيقي)، أولاً أقول لك إنني بقيت في هذه المهنة من أجل المواطن، فقط أدافع عن حقوقه، لم أبحث عن الشهرة ولا عن المال، وكل من يعرفني يعرف ذلك جيداً.. وما قلته لن ينتهي قلمي وسأظل أدافع عنه إلى أن يأخذ الله أمانته إن شاء الله. أما عن برجوازيتي فحديثك غير صحيح، لأنني من بنات هذا الشعب الذي يعاني، وكفاني أن أقول لك إنني من أسرة متوسطة وأسكن في (حوش) من حيشان أم درمان القديمة، وكل ما تحسه هي كتاباتي من اعتداد بالنفس والثراء نابع عن شعوري بأنني من تلك الأحياء التي (ربت) كل أبنائها على ذلك. أما حديثك عن أنني أتعالج في المستشفيات الخاصة والمستوصفات فهذا غير صحيح، لأن أسرتنا تؤمن بالمستشفى الحكومي، وتعلم جيداً أنه ملاذها وأن العلاج موجود به، هذا طبعاً باستثناء الأطباء الذين يهجرون مرضاهم في سبيل بحثهم عن المال.. أما عن سفري هذه قصة أخرى يمكن أن نرويها في مكان آخر، لأنني لو اعتمدت على مواردي فاني لن أعرف شكل الطائرة، ناهيك عن التفكير في السفر، وأحمد الله أنني كنت مقبولة لدى من حولي، ولأن القبول من الله فانهم هم الذين فرحوا بشفائي وأقاموا لي حفلات (المجاملة) المجانية، وكان لها أثر كبير في نفسي وزادتني إصراراً على متابعة المسير في طريق الكتابة من أجل المواطن الذي بادلني وفاءاً بوفاء وحباً بحب. ثانياً لو كان بعضكم يعمل بشرف المهنة لما أضعتم سمعة الطبيب السوداني الذي يشار له بالبنان، ولما أضطررنا للذهاب للخارج للبحث عن العلاج، أظن أن الدولارات التي يصرفها المرضى بالخارج أولى بها أنتم من غيركم، والمطلوب منكم فقط أن تتفرغوا لمهنتكم لتجودوها، وعندها ستحصدون الأموال الطائلة التي تبحثون عنها.. بدلاً من التفرغ للبحث عن الكلمات الجارحة والتي لا تنم إلا عن إفلاس صاحبها، وكان أجدى لك- د. ديوك- اقناعي واقناع كل من حرموا من غسيل الكلى في اليوم الذي كتبت فيه عن قضيتكم، التي لم أنكرها بل أنكرت طريقة المعالجة التي استخدمتم فيها المرضى خاصة المرضى بأمراض حساسة ولم تفكروا في تدهور حالتهم أو موتهم بأيديكم، فإذا وصفتني (بالسذاجة) وسميت ما كتبته بذلك، فأنا أرحب بهذا النوع من السذاجة، وسأفتخر بسذاجتي من اليوم وإلى أن أموت (يعني إذن) بصراحة (أنا ساذجة). وحتى تعلم سيدي أن ما كتبته عن الفراخ نوع من الجهل وعدم العلم بما يدور من حولي (فأنا جاهلة) ، لأنني أتابع السوق وأعلم جيداً أن سعر كيلو الفراخ أصبح (10) جنيهات، بينما كيلو اللحوم الحمراء يتراوح ما بين (20-25)، فذلك لإيماني بأن أسعار الفراخ أصبحت تناسب بعض أصحاب الدخول المحدودة، فإذا كنت تعاني من عقدة الفراخ السابقة فقد ذهبت ولن تعود. د. استحضرت نكتة المجنون الذي كان يظن أنه (حبة) وكلما يرى الديك في مكان يجري منه باعتبار أنه حبة وسوف يلتقطه الديك، وعندما تم علاجه سأله أهله هل أصبحت لا تحس بأنك (حبة) فقال: (أنا اقتنعت لكن البقنع الديك شنو).. سادتي انتهت مساحتي ولم ينتهي ردي وسأعاود الكتابة غداً إن كان في العمر بقية.